قبل ثلاثة أعوام رن جرس هاتفي باشعار مفاده أن رسالة واتساب قد حلت بهاتفي واذا بها تفيدني قد تمت اضافتك الي مجموعة جانا من قبل عثمان الجندي وقتها كانت مجموعات الواتساب لا تسع أكثر من 50 عضواً. لم اتوقع بأن تكون مجموعة جانا ذات شأن في المستقبل القريب خاصة وأنها أنشئت إبان السيول والفيضانات التي ضربت اجزاء من ولاية الخرطوم ولكن سرعان ما تحولت الي مجموعة تساعد في إغاثة الملهوف ونصرة الضعيف وشاركت المواطنين والجهات الرسمية في نقل المعلومات الحقيقية وتصحيح شائعات مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها جاءت في شكل نداء عاجل لسكان أم درمان علي شريط النيل بمغادرة منازلهم بسبب ارتفاع منسوب النيل ونسب فيها تصريح لمعتمد أم درمان آنذاك اليسع الصديق فسرعان ما نفت جانا ذلك الخبر الكاذب الذي كان من شأنه أن يضر بعدد كبير من المواطنين هذا علي سبيل المثال لا الحصر والمهم في ذلك أن مجموعة جانا أخذت تتطور شكلا ومضمونا كماً ونوعا حتي ضمت في عضويتها ألوان طيف مختلفة همهم المواطن وخلقت المجموعة شراكات مع عدد من الجهات الرسمية والشعبية خدمة للانسان وتكاد جانا تكون مجموعة الواتساب الوحيدة التي التقت مع والي الخرطوم السابق عبدالرحمن الخضر في أكثر من لقاء لساعات طوال تناقش وتقدم المبادرات في مختلف المجالات منها النظافة وترقية الذوق العام و أطلقت مبادرة «شارع بيتنا» لنظافة الأحياء بالتعاون مع هيئة نظافة ولاية الخرطوم كما خلقت شراكات مع جهاز الإنذار المبكر وإدارة الازمات بقيادة المهندس مالك بشير في ذلك الوقت وامتدت الشراكات لتصل للتعليم وتهيئة البيئة التعليمية ومنها مبادرة «النفير المجتمعي لتأهيل وصيانة المدارس» مع وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم بقيادة وزيرها الهمام السابق الدكتور عبدالمحمود النور إضافة إلى استمارة التقويم للعام الدراسي التي قدمت معلومات تفيد بمراجعة تقويم افتتاح المدارس. ولم تتوقف جانا عند هذا الحد بل سارعت الخطوات نحو خدمة الطلاب الفقراء والمتعففين ومبادرة جانا الشتاء «بخيرك دفي غيرك» قدمت فيه البطاطين وملابس الشتاء وإقامة الايام العلاجية مع شركاء المجموعة خصوصا منظمة البصر الخيرية والجمعية الطبية الاسلامية كما امتد نشاط جانا ليشمل مساعدة عدد من الأسر بتوفير مسكن يقيهم الحر والبرد وقد افلحت في ذلك وقد كان للمعاقين وضع خاص لدي مجموعة جانا حيث نظمت عددا من الاحتفالات للترويح عنهم وقدمت المساعدات العينية والمادية لمراكز الإعاقة فضلا عن مبادرة لم الشمل التي استهدفت إخلاء سبيل الغارمين والغارمات بسجون الخرطوم حيث أطلقت سراح عدد كبير منهم وعادوا الي ذويهم بل وفرت لبعضهم معينات لمواجهة الحياة فضلا عن إقامة عدد من المشروعات الإنتاجية ساعدت في توفير دخل لعدد من الأسر الفقيرة والشباب العاطلين عن العمل والذين يعولون أسراً إضافة الى علاج عدد من الحالات المرضية وتفقد طلاب العلم وخلاوي القرآن الكريم وفي شهر رمضان الفضيل نظمت مجموعة جانا عددا من الزيارات الليلة للاسر المتعففة وقدمت يد العون والمساعدة وساهمت في تخفيف المعاناة عنهم بإقامة مشروعات إنتاجية لامهات الايتام. هذه قطرة من فيض نشاط شباب وشابات لا تجمع بينهم إلا خدمة الانسانية وهبوا أنفسهم لقضاء حوائج الناس و عندما يختار الناس الإفطار في رمضان في الصالات الفاخرة كان أفطار هؤلاء في موائد الفقراء وأصحاب الحاجة وطلاب خلاوي القرآن الكريم وعندما يختار الشباب السهر في الاندية وأماكن الترفيه هؤلاء الفتية تنهمر دموع عيونهم وهم في زيارة لأسرة فقيرة في أقاصي ولاية الخرطوم وعندما ينفق الناس أموالهم في مناسبات أعياد الميلاد هؤلاء الفتية كانوا ينفقونها في علاج مرضى وتخفيف الم المعاناة عن أسرة فقيرة. الذي يقرأ هذه الأسطر التي لا تسع لاستعراض أنشطة مجموعة جانا كافة قد تأخذه الدهشة من عدد المشروعات التي نفذت فيتبادر الي ذهن أحدكم من أين تأتي جانا بهذه الأموال وكم تخصص وزارة المالية لها ولكن الجواب سيدهشك اكثر انها أيادي الخير قلوبا تنفق وهي وجلة واياد تمد وهي خجولة تشارك الآخرين افراحهم واتراحهم تقاسمهم الود ودا والخير خيراً ولكن هذا يحتاج إلى مبادرة ونكران ذات وتفان وإيمان عميق وإحساس بالانسانية الحقة وقد فعلها شباب وشابات جانا.. فعلا جانا التطوع متعدد الأغراض وانه لمفهوم جديد للتطوع في الوقت الذي تخصص فيه المنظمات استهداف فئة معينة من شرائح المجتمع تستهدف جانا المجتمع بأثره انه لتطوع متعدد الأغراض سيروا عين الله ترعاكم سيروا في خدمة الآخرين تذكروا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «اتقوا النار ولو بشق تمرة.» من هنا نبدأ وفي الجنة نلتقي باذن الله.