اتفق زعماء قوى جوبا على رأسهم رئيس الحركة الشعبية، سلفاكير ميارديت ورؤساء أحزاب الأمة القومي، الصادق المهدي، والشيوعي محمد ابراهيم نقد والمؤتمرالشعبي حسن الترابي والأمة الاصلاح والتجديد مبارك الفاضل، على عقد اجتماع حاسم بحر الأسبوع المقبل لتحديد موقف محدد حيال الانتخابات ولتقييم الوضع السياسي الراهن، في وقت أكدت الحركة الشعبية تمسكها ببنود اتفاق نيفاشا ، وكشفت عن طرح قضية تأجيل الانتخابات في جهات عديدة، بينما أيد رئيس حزب الأمة الصادق المهدي تأجيل الانتخابات المقبلة في حال التوصل الي حل لقضية دارفور، واشترط لذلك تكوين حكومة قومية توافقية انتقالية لادارة الانتخابات والاستفتاء. وأكد زعيم الاتحادي الاصل محمد عثمان الميرغني اللجوء لمقاطعة الانتخابات في حال استمرار التجاوزات في العملية وحذر من انفصال الجنوب وقطع بأن ذلك سيؤثر في استقرار الخرطوموجوبا. وعقد رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت في منزله بالخرطوم أمس، اجتماعا مشتركا مع زعماء قوى جوبا وآخر منفصل مع زعيم الاتحادي محمد عثمان الميرغني حول قضايا الانتخابات، وقال الصادق المهدي في تصريحات عقب الاجتماع ان اللقاء تم بدعوة من سلفاكير لاطلاع قوى جوبا على التطورات والاتفاق الذي تم مع المؤتمر الوطني في مؤسسة الرئاسة، واشار الى ان الاجتماع استعرض التطورات الحالية لاجراء انتخابات حرة ونزيهة واوضح بأن قراراً تم بضرورة الاخذ بالحسبان الاتفاق الذي تم فيما يتعلق بدارفور واشار لاتفاق تم لعقد اجتماع آخر خلال أسبوعين لاتخاذ قرار موحد لجميع الاطراف المعنية حول القضية واضاف «لا بد من الاتفاق على المواقف القومية». وأكد المهدي ان قضية تأجيل الانتخابات لم تناقش خلال الاجتماع ولكنه أكد ان قوى جوبا ستتخذ موقفاً موحداً حيالها في غضون الاسبوع، وذكر ان تأجيل الانتخابات هو الخيار المطروح في حزبه، لا سيما وانه يتعلق بقيام انتخابات عامة وحرة، وأوضح«كما ان الفصائل الدارفورية لم تشترك في العملية التي تسبق الانتخابات لذا سيكون من المستحيل لها ان تشارك في الانتخابات ما لم تؤجل» وشدد «اذا كان هناك أمل لحل قضية دارفور فتأجيل الانتخابات سيكون بديهياً» وأكد ان أي اتفاق حقيقي لحل مشكلة دارفور لا بد ان يستجيب لتطلعات أهل الاقليم المشروعة في السلطة والثروة والتعويضات، واشار لربط قضايا اقتسام السلطة والثروة بالانتخابات وقطع المهدي بضرورة ان يصطحب اي تأجيل للانتخابات تكوين حكومة قومية لا يختلف حولها واشار للاحداث المهمة التي تمر بها البلاد وعلى رأسها الانتخابات والاستفتاء واضاف: «كلاهما يحتاج لوفاق قومي»، وذكر المهدي ان تلك القضايا تحتاج من الاحزاب السياسية لقرارات ابعد لدراسة التطورات وزاد «نأمل ان تلتقي الاحزاب على ضوء المستجدات وتتخذ قرارا مشتركا». وفي السياق ذاته، وصف زعيم الحزب الاتحادي «الاصل» محمد عثمان الميرغني لقاءه بسلفاكير امس، بالعاجل، وقال انه تباحث معه في قضية الانتخابات وضرورة ان تكون شاملة الى جانب اتاحة الفرص لكل الاحزاب على قدم المساواة فيما يتعلق بالامكانيات والاعلام في الحملة الانتخابية، واشار لشح قدرات وامكانات الاحزاب واوضح «من المفترض ان يقدر موقف الاحزاب وترشيحاتها على كل المستويات» واكد ان الطرفين اتفقا على عقد لقاء آخر لم يحدد مكانه لمواصلة النقاش وذكر ان الحركة ورئيسها سلفاكير جددا له الدعوة لزيارة جوبا واكد ان ذهابه لجوبا لتعزيز وحدة البلاد وقال انا لست متطفلا وانا مع وحدة السودان ترابا وشعبا، وشدد على ان لا تراجع في ذلك، واكد ان الانفصال اذا وقع سيؤثر في استقرار الخرطوموجوبا معا. ورفض الخوض في قضية تأجيل الانتخابات قاطعا بأن حزبه يتمسك بمقاطعة الانتخابات في حال لم تكن نزيهة وحرة واوضح «الحزب الاتحادي بمسمياته المختلفة واحزاب الحركة الوطنية اذا كانت الامور ما تمام ستحدث المقاطعة للانتخابات كما حدث سابقا عند مقاطعة الاتحادي وقتها لانتخابات الجمعية التأسيسية لاستثناء الجنوب منها». وكشف الميرغني عن زيارة لنائب رئيس الجمهورية له في داره وقال انه تناقش مع طه بشأن التحديات التي تواجه الانتخابات وضرورة نزاهتها واضاف «المشاكل تحل بحسن الاستماع وليس بالاستكبار». الى ذلك، قال نائب الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان ان لقاء سلفاكير بزعماء قوى جوبا وزعيم الحزب الاتحادي «الاصل» جاء مواصلة للتنسيق مع تلك الاحزاب لاسيما وان ذلك مهم للاستقرار والسلام الشامل والتحول الديمقراطي، واكد ان استبعاد القوى السياسية يضر بالحياة السياسية واوضح ان البلاد الآن تعالج اربع قضايا ضخمة في عام واحد تتعلق بالاستفتاء ودارفور والجنائية والانتخابات والدولة ضعيفة تعاني من المشاكل ولا يمكنها ان تعالج تلك القضايا الا باجماع السودانيين، مؤكدا الحاجة لعمل مشترك واكد عرمان وقوف الحركة الشعبية خلف اجراء الانتخابات والاستفتاء في مواعيدهما، واشار لالتزام الحركة القاطع باتفاق نيفاشا والمواعيد الواردة فيه بشأن القضيتين. وشدد «وهي بالنسبة لنا خط احمر ولا نتجاوزها». وقال عرمان ان هناك جهات عديدة طرحت تأجيل الانتخابات ون قيادة الحركة لم تناقشها. واضاف «الحركة لا ترفض مناقشة اية فكرة ولكنها ملتزمة بالانتخابات والاستفتاء حسب نيفاشا والاستفتاء يجب ان يجرى في المكان والزمان المحدد» وذكر عرمان ان القضية الاولى في اجندة الحركة مع القوى السياسية تعزيز الوحدة الطوعية على اسس جديدة ودمغ المؤتمر الوطني بأنه عقبة في اتجاه تلك الوحدة. واكد ان قوى جوبا ترحب بالعمل المشترك مع لجنة امبيكي،ولكن المؤتمر الوطني يريد ان يحول القمة المقترحة من امبيكي لمجرد علاقات عامة. وشدد عرمان على ضرورة ان ترى توصيات تقرير لجنة امبيكي فيما يتعلق بدارفور النورلاسيما فيما يتعلق بالمحاكم المختلطة، واشار الى ان ذلك سيمنح فرصة جديدة لحل القضايا الشائكة وعلى رأسها العدالة في دارفور، مؤكدا دعم الحركة للحل الشامل في دارفور.