تفتقر منطقة دار السلام بامدرمان مربع عشرة لأهم مقومات الحياة الاساسية حيث تنعدم مياه الشرب النقية والكهرباء ،فرغم ظروف الحياة القاسية وبساطة انسان المنطقة فإنه يجد نفسه أمام سطوة دفع رسوم بقيمة 26جنيهاً من أجل الحصول على المياه لكنه لا يجد دونها مقابلاً يتمثل في توفير المياه وما يفاقم الوضع بدار السلام ويزيد الطين بلة انعدام الكهرباء الذى نتج عنه انفلات أمنى واضح بالمنطقة حيث أبدى مواطنو المنطقة تخوفهم من التفلتات الأمنية التى تكرر حدوثها من سرقات ونهب وضرب بأدوات حادة جراء سدفة الظلام الذى يلف المنطقة منذ الساعة السادسة مساءً. الصحافة قامت بجولة وسط المواطنين بأحياء دارالسلام فأوضحت لنا عائشة محمد التى يظهر عليها السهر والاعياء عدم توفر الكهرباء بالمنطقة حيث أنهم يضيئون منازلهم بالمولدات مقابل إيجار شهرى يبلغ 20جنيهاً ويتم تشغيل الوابور من الساعة السابعة مساء الى منتصف الليل اما بالنسبة للمياه فتقول عائشة إنها منعدمة طوال النهار اضافة ان هنالك اماكن عالية لاتصلها جرعة ماء إلا بعد منتصف الليل وتحديدا الساعة الثانية صباحا التي سرعان ما تنعدم وأشارت إلى ارتفاع قيمة فاتورة المياه وتمضى عائشه قائله انها تسكن مع شقيقتها فى بيت واحد مفصول لجزئين ويطلب منهما سداد فاتورتين لأسرتين بقيمة 52جنيهاً حيث ابدت عائشة استياءها من قيمة الفاتورة مقابل الخدمة التى يجدونها من مياه وكهرباء وأوضحت لنا أنهم يناشدون هيئة مياه ولاية الخرطوم بتحسين اوضاع المياه وتوصيل الكهرباء واضافت شقيقة عائشة أن معاناتهم مع المياه والكهرباء امتدت لعشرين سنة بحكم أنهما من اوائل سكان دار السلام بامدرمان وقد ارهقهما السهر من اجل توفير المياه حملا على الايادى ،وتمضى قائلة ان قبل انتهاء الشهر يأتى المحصل بجمع الرسوم وعندما يعجزون عن الدفع يعطيهم انذارات بقطع المياه. أما مروة على من سكان مربع (11) قالت إن أعمدة توصيل الكهرباء ظلت ملقاة على الارض منذ فترة طويلة وأن مربع 10 لا توجد به بوادر تطمئن المواطن بدخول الكهرباء فى الوقت الحالى واضافت مروة ان اصحاب الوابورات يستغلون حاجة المواطن فى الكهرباء ويلزمونهم بدفع رسوم اضافية بحجة ان الجازولين غير متوفر، وتمضي مروة لتقول إنهم نسبة للظروف المادية يقومون بتوصيلها لمدة اربع ساعات فقط اما بالنسبة للمياه فتقول إنها ضعيفه جدا وأنهم يشترونها بالبرميل ما ادى الى زيادة الاعباء عليهم واشتكى عبدالله الطيب سعد من تعامل موظفى تحصيل رسوم المياه واصفا اياه بالسئ وأنهم دوما يهددون المواطن بالقطع وكل من يتأخر في الدفع تفرض عليه غرامة قدرها 15جنيهاً لتصبح جملة المبلغ و41جنيهاً يدفعها المواطن دون خدمات تقابلها، ويمضى عبدالله قائلا ان الادارة تقوم بفك الحظر عن المياه عند اقتراب دفع الرسوم وان المعاناة لم تقتصر على المياه فقط وهنالك معاناة الكهرباء التى تسبب انفلاتاً امنياً فى المنطقة وهو احد ضحايا فرقة النيقرز الذين قاموا بكسر رجله بآلة ساطور بسبب الظلمة التى تجتاح المنطقة منذ الساعة السادسة مساء ،وقال إن المواطنين اصبحوا يتخوفون من الخروج فى مثل هذه الاوقات وخاصة الاطفال وباتت مثل هذه الحوادث من الاشياء المتكررة فى المنطقة. ويواصل إن من مشاكل الكهرباء ان قيمة اشتراك اللمبة الواحدة 10 جنيهات فى الشهر والتلفزيون كذلك ب10جنيهات وأن قيمة رسومها ترتفع وتقل على حسب توصيلات الاسرة، وطالب الجهات المختصة بحل مشكلة دار السلام وامدادها بمكتب شرطة وتوفير الامداد المائى وتوصيل الكهرباء. وقالت ام عبدالله إن المعاناة الحقيقية كانت بشهر رمضان الماضى حيث صاموا الشهر بمعاناة قاسية مع المياه ومع ذلك يقومون بدفع 26جنيهاً كرسوم مياه.