يعتبر سوق اللبن بالقضارف من أكبر الهواجس والعقبات التي تعاني منها المدينة بعد أن أصبح مرتعا للصبية المتسولين الذين يلعبون الميسر ويتناولون المخدرات في ظل غياب السلطات ،كما يشهد السوق تدهورا في صحة البيئة بجانب عدم مطابقة الأواني التي يتم فيها تداول اللبن وتغيب المواصفات الصحية ليختلط الإنسان بالحيوان مما أدى إلى انتشار الذباب والباعوض والناموس علما ان عرض البضاعة يستمر أكثر من ست ساعات ، بجانب ساعات الترحيل من مواقع الماشية خارج المدينة بجانب فترة ساعتين لحلب الأبقار مما ترك عدة آثار سالبة و لجأ بعض الباعة لاستعمال مادة البنسلين لحفظ الألبان لأطول فترة ممكنة حفاظاً عليه من البكتيريا . الصحافة تجولت في السوق والتقت بعدد من المواطنين ، يقول إبراهيم بابكر موسى صاحب مغلق وادي النيل جوار سوق اللبن بأن الأواني التي يتم بها عرض اللبن غير صحية وهي صدئة وتم إعادة استخدام بعضها بعد إضافة مادة الجبص للأواني والزنك، ووصف موسى بيئة سوق اللبن بالقضارف التي ابرز ملامحها اختلاط الإنسان بالحيوان ومخلفاته بجانب ذبح البهائم الهزيلة والمريضة اضافة للمخلفات البشرية وطالب موسى سلطات البلدية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين بعد تردي الخدمات البيئية في السوق من تلوث الأواني الناقلة للألبان وتراكم الأوساخ خاصة بعد أن أصبح سوق اللبن ساحة للتبول والتبرز وتراكم الأوساخ وقضاء الحاجة. المتسولون الذين يقومون بغسيل الملابس داخل السوق من العلامات البارزة بالسوق ، إلى ذلك أكد تاجر الالكترونيات عبد الرحمن عبد الله انتشار الحيوانات ومخلفاتها في سوق اللبن ما أدى إلى انتشار الذباب وانبعاث الروائح الكريهة وسط الدكاكين ،مشيراً إلى أن بعض العاملين في بيع الألبان يفتقدون المواصفات الصحية ويلجأون إلى بيع الألبان في أكياس النايلون وقارورات المياه الفارغة التي يتم جمعها من عربات النفايات. أحد الكوادر الطبية فضل حجب اسمه قال إن بعض تجار الألبان يضيفون المياه ومادة البنسلين حتى يتم حفظ الألبان لفترة طويلة، مطالبا إدارة المواصفات والمقاييس ووزارة الصحة بالحد من هذه الظاهرة بعد انتشارها اضافة لعمل الكشف والفحص على الباعة والألبان ووضع شروط للعمل ، منتقداً أداء سلطات البلدية وضعف أدوارها الرقابية والصحية في توعية الرعاة وتجار الألبان وأصحاب الماشية، مؤكداً انتشار عدد من الأمراض بالولاية من جراء المواد غير الصحية التي تستخدم لحفظ الألبان، وقال إن سلطات البلدية تعمل لجمع المال والجبايات دون الاهتمام بصحة المواطن. من جهته أكد العميد طبيب الصادق يوسف وزير الصحة بالولاية أن الألبان ومنتجاتها تتأثر بسهولة من البكتريا والتلف وتؤدي إلى التسمم مؤكداً فرض وزارته للرقابة الصحية اللصيقة لمنتجات الألبان والأواني وتحديد صلاحيتها ومدى تسويقها تجنياً للتلوث، مشيراً إلى التعاون والتنسيق مع وزارة الثروة الحيوانية لمحاربة البيع بالطرق التقليدية وفحص الألبان والكشف الدوري على الأبقار بجانب العمل على مكافحة أكياس النايلون والقوارير الفارغة لمنع استخدامها لحمل الألبان ، مؤكداً أن وزارته سوف تسعى لإحضار أجهزة طبية للفحص والكشف على الألبان بصورة دورية في الأسواق المختلفة، بجانب تدريب الكوادر الصحية للكشف والتقصي ميدانياً. وزير الثروة الحيوانية أسامة محمد الحسن درزون اكد تعاون وزارته مع الجهات ذات الصلة بمنتجات الثروة الحيوانية والعمل على تقديمها بشكل صحي وسليم للمستهلك حيث فرغت الوزارة من إنشاء عدد من المشاريع لتجميع الألبان وتصنيع منتجاتها عبر وسائل حديثة يتم فيها مراعاة المواصفات الصحية والقياسية وذلك لخلق منافذ للبيع المباشر بعد إجراء كافة المعاملات الفنية والإشراف البيطري المباشر وذلك بتخفيف أعباء البيع والمعيشة وتقديمها بأسعار تتناسب مع الواقع الاقتصادي بالولاية، مشيراً إلى أن هذه المبادرة سوف يتم عرضها للقطاع الخاص للمنتجين على أن يتم العمل بلها بذات الطريقة ويعتبر الغرض الأساسي من هذا المشروع الذي يمثل جلب المنتجين للمعاملات الفنية الصحية البيطرية لعرض المنتجات السليمة في الإنتاج الحيواني والمنتجات.