٭ من منا لا يعرف الصلات الطيبة أشهر واول برنامج من نوعه في المنطقة، الذي جمع اكبر عدد من المشاهدين الذين سحرهم مقدمه الراحل المقيم محجوب عبد الحفيظ الذي قدم للشعب السوداني خدمات إنسانية لا تحصى ولا تعد.. جلسنا الى نجله ياسر ليحدثنا عن والده وبرنامجه، ويذكرنا بتلك الأيام الجميلة الخالدة. ٭ ياسر حدثنا عن الوالد الميلاد والدراسة والنشأة؟ - هو محجوب عبد الحفيظ محمد النور، من مواليد دنقلا 8491م، تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة بمدينة كوستي، والثانوي العالي بالخرطوم بحري، وتخرج في جامعة القاهرة فرع الخرطوم. ٭ والأسرة؟ - الوالدة آمنة خالد من مواليد دنقلا، والابناء والبنات حباب ربة منزل وخريجة معهد المصارف، وياسر خريج جامعة النيلين كلية العلوم الادارية، واحمد خريج جامعة التقانة في علوم الحاسوب، وخلود تدرس في معهد المصارف. ٭ البداية الإعلامية؟ - كانت عبر عالم الفن، حيث كان من اروع المغنين بمدينة كوستي، ثم انتقل الى مركز شباب بحري، ثم اتجه الى مجال النقد الفني في الصحف، وعمل ب «مجلة الإذاعة» وجريدة «الأسبوع» و«النهار» و «المساء» و«الكورة»، والف عدداً من الكتب منها «مقابر البكري» و«يا عيني» في مجال النقد الادبي، ثم انتقل متعاوناً الى تلفزيون السودان، وقدم عدة برامج اشهرها «الصلات الطيبة» الذي سلط الضوء على شريحة كانت مهمشة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وحاز على المرتبة الأولى في ترتيب أفضل البرامج التلفزيونية، وأصبح معروفاً في عدد كبير من دول العالم. ٭ أبرز إنجازات البرنامج؟ - كثيرة جداً، منها بناء منزل لأحد المعوقين، وتأسيس دكان لآخر، وكان يتمنى تكوين منظمة قوية، وكان في نيته تنظيم زواج ضخم ومتواصل للمعوقين، وأثناء الترتيبات وافته المنية. ٭ كيف استقبلتم خبر الوفاة؟ - «أجاب وهو يغالب الدموع» في البدء لم اصدق، فقد كنت في المدرسة، واخطروني بان الوالد عمل حادث حركة، ولما رجعت المنزل لقيت العزاء، وتأثرت كثيراً، ثم رضيت بحكم الله، اما الوالدة فقد اغمى عليها وتم نقلها للمستشفى لتلقي العلاج، وكانت صدمة قاسية لافراد الاسرة. ٭ حدثنا عن علاقته مع الأهل والجيران؟ - كان في تواصل دائم معهم ومحبوبا لدى الجميع، لانه متواضع ولا يتكلف في الحديث، ويتعاون مع الكل. ٭ هل كان يلتقي بذوي الاحتياجات الخاصة بالعمل فقط؟ - كان يزورهم في أماكنهم ويزورونه في البيت، ويقضي معهم معظم الوقت ليستمع الى مشكلاتهم، والوالدة كانت تساعده وتدعمه وتهيئ له الاجواء للقاء كل طالب حاجة. ٭ الراحل كانت له علاقات واسعة.. هل مازال اصدقاؤهم يزورونكم؟ - بعد وفاته انقطع اصدقاؤه عن زيارتنا الا عدد قليل، منهم الصحافي أحمد البلال الطيب والصحافي ميرغني ابو شنب والعقيد معاش سليمان شرفي، واصدقاء آخرون.. وللأسف بعض الذين وقف معهم اصبحوا لا يزوروننا. ٭ وهل تتابعون الدعم الذي يقدم لمعهد سكينة؟ - بعد وفاة الوالد وتوقف البرنامج، لا نعرف مدى الدعم المقدم لهؤلاء المساكين. ٭ ماذا عن دعم الدولة؟ - اعطتنا قطعة أرض في كافوري، والحمد لله شقينا طريقنا وتخرجنا في الجامعات دون مساندة، ولم تدعمنا الدولة حتى في وظائف بعد التخرج، ووقف الى جانبنا من الاسرة عمنا ابراهيم. ٭ وماذا عن التلفزيون؟ - اوجه له صوت لوم، واقل شيء كان من المفترض أن يقدم تكريما للبرنامج الاول «الصلات الطيبة» ويعيد بعض حلقاته في الذكرى السنوية. ٭ لماذا فشل البرنامج بعد الرحيل؟ - لأن الوالد كان له قبول رباني، ويتميز بالتلقائية والعفوية، وذخيرة وافرة من المعلومات. ٭ لماذا لم تسر في طريق الوالد؟ - هذا الاتجاه يحتاج الى مواصفات خاصة لا امتلكها.. واتمنى أن يعود البرنامج عبر شخصية أخرى يمكنها تقديم الجديد. ٭ أهم صفات أحببتها في الوالد؟ - الكرم والصبر والالتزام بالزمن، وروح الدعابة ودماثة الخلق.. وورثنا منه الكلمة الطيبة الطريفة والالتزام بالمواعيد. ٭ أشياء كان يحبها الوالد؟ - الاستماع الى الاغاني ومتابعة فريق المريخ، وهو مريخابي على السكين. ٭ اشياء كان يكرهها؟ - عدم الالتزام بالمواعيد. ٭ شهرة الوالد ماذا قدمت لكم؟ - محبة الناس وحبنا للعمل الطوعي. ٭ آخر الوصايا التي قدمها لكم؟ - الصلاة في وقتها في الجامع، والصبر على الابتلاءات. ٭ كلمة أخيرة؟ - الشكر لصحيفة «الصحافة».