ان تطبيق القوانين واللوائح يجب ان يطال كل فرد من المجتمع ولكن يظل المشاهير في المجتمع لهم صفاتهم الخاصة ومواقعهم المميزة فعند وقوعهم في أي خطأ يكون ذلك خصما على رصيدهم الجماهيري، فهم دائما تحت المجهر حتي في حياتهم الخاصة فعند وقوعهم في تلك المزالق لا يقف الامر عند حدود المسؤولية الشخصية بل يتعداه الي الجهات التي ينتمون اليها ليكون الجزاء جزاءين، وكانت الاخبار قد تداولت تنفيذ عقوبة الجلد على اثنين من لاعبي فريق المريخ واللذين اوقفتهما شرطة النظام العام الجمعة الماضية داخل شقة بمنطقة كافوري وهما في حالة سكر تام، وبعد سير الاجراءات تم تنفيذ عقوبة الجلد ب40 جلدة على كل منهما وبعد العقوبة الشخصية وما صاحبها من تشهير كانت له مدلولاته النفسية واثره في القاعدة الجماهيرية للمريخ لم تكتف ادارة النادي بذلك حيث قررت تكوين لجنة للتحقيق مع اللاعبين بعد ان ادانتهما المحكمة بسبب ما بدر عنهما من سلوك اعتبره مجلس المريخ شائنا ومن المقرر ان يمثل اللاعبان امام اللجنة في غضون الايام القادمة . لكن هناك احاديث وآراء اختلفت حول ما وقع وسيقع من عقوبات على لاعبي المريخ وان كان اجمع الكل على ضرورة التحفظ والانضباط لدى المشاهير باعتبار ان حياتهم ملك لجمهورهم، وقال الهادي عبد الحميد ان العقوبة المزدوجة ستكون في مصلحة اللاعبين والمؤسسة التي ينتميان اليها لتؤكد لهما ان صحتهما ليست ملكا لهما يفعلان بها ما يشاءان، وان ذلك سيحسب على الجهة التي ينتميان اليها وان العقوبة من قبل ادارة النادي ستكون بمثابة انذار لمن تسول له نفسه الاقدام على ممثل هذا السلوك ، الا ان محمد الطيب اعتبر ان هذا سلوك شخصي يجب التعامل معه بطريق شخصية ما لم يؤثر على مستوى نشاطهما بالنادي . وفي اتصال هاتفي بمدرب فريق الاتحاد مدني كابتن محسن سيد، قد قال في حديثة ل( الصحافة ) انه و بغض النظر عن الاضرار التي تتسبب فيها المشروبات الكحولية فمن الناحية الدينية فالخمر محرمة على المسلمين، اما من الناحية الصحية وبالنسبة للرياضيين نجد ان لهم عدة ثوابت من المفترض الابتعاد عنها السهر حتي ساعات متأخرة من الليل وشرب الخمر وتعاطي المخدرات والتدخين بجميع انواعة، وكل منبهات العقل لان هذه الاشياء تؤثر على الانسان العادي ناهيك عن الرياضي والتي تؤثر على عمره في ممارسة النشاط الرياضي ونحن كمدربين نحارب هذا السلوك الذي يضر بصحة اللاعب ومهمتنا نركز فيها على الجانب التربوي اكثر من التدريبي، لان اللاعب غير المؤهل تربويا لا يصلح لممارسة الرياضة وعندما يرتقي اللعب الي مستوي النجومية يكون مستهدفا ومعرضا لاشياء كثيرة لذا يجب عليه ان يكون اكثر التزاما في تصرفاته ولكن في نهاية الامر اللاعب انسان وهو معرض للخطأ وخاصة ان اعمار اللعيبة بين 18-30 هي اعمار الشباب فمن البديهي ان يبحثوا عن متع الحياة لكن دورنا كمدربين نحاول ان نؤهلهم تربويا بالتركيز على ابعادهم عن كل ما يمكن ان يعطل مسيرتهم الرياضية فمثل هذه الاخطاء تقع على مستوي لعيبة عالميين. ولكن يجب معالجة الامر بصورة اخوية بعيدا عن التشهير ولكن من المؤسف انه في السودان يعامل النجم اذا وقع فى خطأ ما كأنه ليس بشر عادى ويشهر به فى حين ان مثل هذه العقوبات قد تؤثر على نفسياته وادائه ونحن كمدربين لسنا ضد معاقبة الرياضيين لكن العقاب يجب ان لا يتم بطريقة بها شئ من التشهير وان تكون المعالجات تربويه وعلمية حتى ينصلح الحال . وان كانت المادة 78 من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991 قد نصت على انه (من يشرب خمرا او يحوزها او يصنعها يعاقب بالجلد اربعين جلدة اذا كان مسلما ) ولكن نجد ان نصوص القانون لم تتحدث عن ان الجلد يصاحبه شئ من التشهير او ان تتناوله اجهزة الاعلام بهذه الصورة التي ستحسب على مسيرة ومستقبل هولاء النجوم .