الكاهن.. الوداع الأخير عندما كنت استرجع بعض المكالمات الواردة من هاتفي امام مبنى صحيفة الصحافة، انتبهت الى صدى صوت يناديني، فنظرت ووجدت الاستاذ عمر الكاهن في سيارته امام الصحيفة وكان من عادة الكاهن عندما يقابلني ان يعلق مشيداً ببعض المواضيع التي اكتبها، ويتجاوز ذلك الى الاتصال برئيس التحرير ويعلق تعليقات ايجابية على كتاباتي. كان رجلا جميلا يحب ان ينقل عن الناس كل جميل في سلامه وكلامه وكتاباته.. وفي مقابلتي الاخيرة مع الكاهن بادرت بالاشادة ببعض المواضيع الاخيرة التي نشرها في صفحة (غير قابل للنفي) بجريدة اخبار اليوم الغراء، فرد التحية بأحسن منها وانصرفت وهو يودعني بابتسامته البيضاء، وقلت لنفسي بعد ذهابي رغم الابتسامة والتحايا الطيبة الا انني لاحظت ان الكاهن كان شارداً وملامحه مهمومة!! وبعد مرور يومين فقط على هذه المقابلة جاء الخبر الحزين بالرحيل المفاجئ لكاهن الصحافة السودانية عمر الكاهن، شكل الخبر صدمة لأهل الصحافة والاعلام لما اتصف به الكاهن من صفات فيما ينقله من اخبار حتى ان صفحته اسمها (غير قابل للنفي) ومع الكاهن وامثاله عادت الثقة بين القراء والصحافة واختفت عبارة (كلام جرايد)!! وكان الكاهن يكتب بأسلوب السهل الممتنع مما جعله صاحب جماهيرية كبيرة وسط القراء. وصفات الكاهن الانسانية عديدة ومنها الكرم وخفة الروح وهذا الجمال الانساني والحضور الواسع والقلب الكبير عمر الكاهن كان (زول حبوب) وبفقده فقدت الصحافة احد ابنائها المخلصين وان القلب ليحزن والعين لتدمع وانا لفراقك لمحزونون يا عمر الكاهن، ولكن لا نقول الا ما يرضي الله، نسأل الله الرحمة والمغفرة لفقيدنا العزيز. «إنا لله وإنا إليه راجعون». التلفزيون أكثر من احتفال!! ما ان ينفض سامر احتفال التلفزيون الا وتفاجئنا الادارة باحتفال جديد، وكأن الادارة اصبحت مهمتها تنظيم الاحتفالات، ما هو الهدف من احتفال اليوبيل الذهبي بالتلفزيون، هل هو اجترار الماضي وكتابة قصائد المديح وتنظيم الليالي الغنائية حتى ينصرف الناس عن الاجترار البرامجي والتقليدية والعشوائية؟.. متى تفهم ادارة التلفزيون ان شغلها وواجبها هو انتاج برامج صالحة للمشاهدة، وليس انتاج مزيد من الاحتفالات والليالي الملاح؟، والسؤال من اين يسدد التلفزيون الفواتير الباهظة لهذه الاحتفالات في وقت تتعطل فيه استحقاقات المبدعين بالشهور الطوال في اروقة التلفزيون؟. ولأن السيد مدير الاذاعة معتصم فضل مغرم بتقليد محمد حاتم في اي شيء فهو يعد العدة لقيام احتفال بالعيد السبعين للاذاعة، هذه اغرب اذاعة وتلفزيون في الدنيا تفشل فيهما البرامج وتنجح الاحتفالات. ننصحكم بتغيير الاسم للهيئة العامة للاحتفالات التلفزيونية والهيئة العامة للاحتفالات الاذاعية.. غنوا وارقصوا.. في زمن غياب المحاسبة وغياب وزير الاعلام!! الصلحي... صُنِعَ في أمدرمان صباح أمس كنت ألبي دعوة من مركز راشد دياب في اطار الاحتفاء بالفنان التشكيلي العالمي ابراهيم الصلحي. تابعت حديث الصلحي ووجدته يجيب عن اسئلة الصحافيين بتواضعه الجميل. رد على سؤال الاستاذة أميمة عبد الله عن زواجه بأجنبية بقوله (أنا كنت خاطب سودانية لكن ربنا ما هون فتزوجت بريطانية، ليس لأنني عاوز اتزوج واحدة بيضاء وشعرها طويل الفكرة هي ان أتعرف على ثقافة أخرى)، ورد على سؤال علاقته بأمدرمان بقوله (أنا بنيت بيت في الرياض لكني كل ما أحضر للخرطوم لا أقيم فيه مع اني قضيت 11 عاماً أبني في هذا البيت، الفكرة هي ارتباطي بأمدرمان وحنيني لها. في كل مرة أعود للخرطوم من مقر اقامتي لندن أقيم في العباسية وأمام منزلنا خور كبير يزدحم بالاوساخ والمياه الراكدة) ولكنها أمدرمان!! الفنان ابراهيم الصلحي تشكلت موهبته في حواري العباسية وأزقتها الضيقة حتى أصبح فناناً عالمياً يشار إليه بالبنان. هو مبدع صنع في أمدرمان. تسابيح في الاستديو ظاهرة حجاب المذيعات في الشاشة وخلع بعضهن للحجاب بمجرد الخروج من التلفزيون ظاهرة غريبة وتصور الحجاب وكأنه «عدة شغل» ما دعاني لهذه المقدمة هو صورة معلقة للمذيعة تسابيح في استديو شهير في الخرطوم وهي ترتدي الجينز وكنت اطالع هذه الصورة التي تحاكي فيها تسابيح بعض الفنانات العرب في طريقة الجلوس واللبس واقارن بينها وصورتها في قناة النيل الازرق وهي ترتدي الثوب السوداني. هل نحن امام ظاهرة تناقض بعض المذيعات ام هو تقليع جديد من تقليعات تسابيح. ان زي المذيعة وطريقة لبسها وتعاملها مع المجتمع امر من الاهمية بمكان لان المذيعة قد تصبح نموذجا لبعض الفتيات. كسل برامجي نادر ما أجد كاميرا التلفزيون القومي في المنتديات الخرطومية المسائية والبرامج التي تختص بذلك في التلفزيون أصبحت تمارس الكسل وسط غياب المحاسبة والحبل المتروك على الغارب. في الخرطوم أمسيات لها ألق خاص ولكن تغيب عنها الكاميرا التلفزيونية بفعل عدم المتابعة. واضح ان هناك كسلا وعدم متابعة من بعض المعدين وفي حال التلفزيون المائل لا نتوقع محاسبة، وسيظل الوضع على ما هو عليه حتى اشعار آخر!! ادركوا مي عمر الفنانة ومقدمة البرامج بقناة النيل الازرق مي عمر، موهبة تفجرت عبر برنامج (نجوم الغد)، إلا ان ادارة البرامج بقناة النيل أضرت بهذه الموهبة بإقحامها في برامج لا تتناسب مع عمرها.. وهنا ذهبت أهم ميزة تمتلكها مي، وهي الحضور والعفوية ليحل مكانها التكلف. اردكوا مي عمر قبل ان تلقى موهبتها حتفها. [email protected]