٭ جموع كثيرة تتحرك نحو الجنوب من أجل تقرير المصير (تتكدس) في ميناء كوستي الذي يحتمل الآن فوق طاقته الاستيعابية - رغم فوات الأوان... ٭ ان تواجد هذا العدد المهول جداً يبعث (خوفاً وقلقاً) من حدوث كارثة صحية أو بيئية في ولاية النيل الأبيض في عدم وجود لقمة تسد الجوع وماء يباعد الظمأ لذلك لابد من الالتفات والانتباه ومعالجة الوضع (احترازاً) من تفاقمه... ٭ الحركة الشعبية لم تعمل ولم تجتهد ولم تقدم برنامجاً يخدم العودة الطوعية فالجنوب في الخمسة اعوام الماضية لم يحظَ بمشاريع تنموية أو خدمية تستوعب العائد عند (اعلان صافرة العودة) وكل ما حدث ان ارتفاعاً ساحقاً في اسعار السلع ومواد البناء وايجارات المنازل وسيارات الاجرة في عدم وجود (دخل) شهري يوازي هذا الارتفاع مع وجود ملامح (كالحة) للمدن والقرى الموجودة والآن ومع اعلان العودة الطوعية لتوطين الجنوبي في ولاياته مازال هذا (القصور) قائماً وربما أكثر (عجزاً) في كل البني التحتية مع (اتجاه الانفصال).. ٭ يمتلئ استاد ملكال ومدارسها بالعائدين الذين (قبضوا الريح) ولم يجدوا (الأرض أو الاحلام) فالحركة الشعبية لم تدفع بتأهيل لاستقبال العائد من الشمال بل كانت صرخة نداء من أجل استكمال صورة (الانفصال) وصيغها برغبة (جنوبية خالصة) رغم ان الجنوبي المتواجد في الشمال يتمسك برفض دائم للعودة ويفضل مكانه الذي (ألفه) في الشمال لكن الحركة الشعبية وفي (تكتيك) ناقص لم يحالفه النجاح جعلت من التكدس في ميناء كوستي وفي بعض المدن الجنوبية (برهاناً) لهذا الفشل... ٭ ها هي اليونسيف تضع أوضاع اطفال الجنوب في خانة (الميئوس) منه بسبب مشكلات سوء التغذية وعدم الحصول على الرعاية الصحية وتنسب إلى الاستفتاء (احتمالات) تفاقم الوضع وهنا مكمن الخوف إذ ان الموقف الآن ينبئ بما تأتي به الايام القادمة في وجود رغبة قوية وعارمة من جانب الحركة و(ركوب رأسها) في استدعاء الجنوبيين للقدوم والاستيطان في الجنوب مقابل ال(لا شيء). ٭ المستقبل قاتم في الجنوب بوجود الحركة الشعبية التي تمسكت بالانفصال ولم تستمع لنداءات متكررة من أجل بقاء السودان واحداً موحداً ورغم ان (الوطن) الشريك لم (يجتهد) إلا في آخر أيام (عمر) الاتفاقية من أجل وحدة التراب لكن المواطن الجنوبي - بعضهم - والشمالي كذلك كان يراودهم حلم الوحدة التي أصبحت الآن (بعيدة المنال). ٭ دفعت الحركة بالجنوبيين إلى (التهلكة) وأكبر دليل على ذلك ما نشاهده الآن على أرض الوطن الذي سيصبح (وطنين) بعد أيام قليلة ولا نعفي الوطن من ذات الصفة... همسة:- ترتاح على كف الزمان قصائدي وتنام على صدر القمر كلماتي لتهدي ألحان المساء لوجهك الصبوح.. يا سيدي