عرضت السفارة البريطانية بمقرها بالخرطوم أمس فيلما قصيرا للاعلامية السودانية زينب البدوى المذيعة بمحطة «البى بى سى العالمية» تناول حرية التعبير فى دول العالم الثالث مقارنة بحرية وسائل الاعلام فى بريطانيا بجانب تجربتها الاعلامية ومسيرتها ب «البى بى سى» وانطباعاتها ووصفها لبريطانيا من زاوية حرية الاعلام.بدأ المشهد غير مألوف أمام السفارة السفارة البريطانية بالخرطوم حيث السكون المخيم على جنبات المكان ما يوحى بأنها خالية تماماً من الحراك كغيرها من السفارات الموجودة فى العاصمة خاصة الأوربية، ولكن كان مساء أمس الاول مختلفاً تماما ً وغير عادي وابواب السفارة البريطانية تزدحم بالزوار الذين وجهت اليهم الدعوة لمشاهدة الفيلم الذى حمل عنوان «بريطانيا كما أراها» للاعلامية السودانية المعروفة زينب البدوى المذيعة بمحطة «البى بى سى الفضائية» وعرض الفيلم القصير جداً مقتطفات من حياة زينب البدوى التى ولدت فى السودان وانتقلت فى الثانية من عمرها حسب سيناريو الفيلم الى بريطانيا برفقة والدها والذى كان ناشطاً سياسياً قبل استقلال السودان فى العام 1965 ، وعمل بمجال الصحافة الى أن هاجر الى المملكة المتحدة فى العام 1963 بسبب غياب حرية التعبير فى وسائل الاعلام المختلفة ابان فترة الحكم العسكرى وقتذاك، والتحق بهيئة الاذاعة البريطانية القسم العربى فى «البوش هاوس». وتجدر الاشارة الى ان الاعلامية زينب البدوى تقدم البرنامج الاخبارى «العالم هذا المساء» بقناة البى بى سى «4» فى بريطانيا، وعلى قناة البى بى سى الدولية فى السابعة مساء بتوقيت السودان. حيث انتقدت زينب البدوى بعض الدول التى تفرض فيها رقابة قاسية على وسائل الاعلام وكيف ان المواطنين فى دول العالم الثالث محرومون من الحصول على صورة حقيقية ومتوازنة ودقيقة لما يحدث فعلاً فى بلدانهم والدول المحيطة بهم وبما يجرى فى المحيط العالمى بصورة عامة، وقالت «انا متأكدة فى الوقت الذى أتحدث فيه عن حرية التعبير يوجد داخل السجون هناك حتى الآن من تجرأوا وعبروا عن أرائهم بحرية»، واعتبرت الحرية انها ليست من المسلمات فقط بل هى حجر الزاويا لكل بناء ديموقراطى حقيقى، وأضافت «فى الماضى كنا نفرق بين مايسمى بالأخبار الدولية والأخبار المحلية» وأكدت أن هذه التسميات تم تجاوزها فى هذه الأيام، وقالت «فى هذا الوقت تتعايش الأخبار المحلية والعالمية معاً وأصبحا يمثلان وحدة واحدة فى ظل انفتاح العالم والفضاء على بعضه البعض». وأوضحت زينب ان الشفافية ومساءلة الحكومة أمور فى غاية الأهمية وقالت «بصراحة هذا هو دور وسائل الأعلام الذى يفترض ان تقوم به بتسليط الضوء على الحقيقة ومساءلة الحقيقة بصورة قاسية أحيانا»، وأضافت «كما ان طلوع الشمس يعد امراً مطلوباً الا انه لابد ان يكون مظهراً قوياً وفعالاً». ودافعت زينب عن حرية الاعلام فى «البى بى سى» وقالت « لا أدرى اذا كان الناس خارج بريطانيا يدركون جيداً نظام هيئة الاذاعة البريطانية، واقرت ان ميزانيتها تأتى من دافعى الضرائب البريطانيين وهذا مايعتقده الناس فى الخارج انذلك يسمح للحكومة هنا بالتدخل فى الخط التحريرى ل «البى بى سى» وأكدت ان ذلك ليس صحيحاً واختتمت حديثها ب «ان المحطة ليس لها علاقة اطلاقاً بالحكومة البريطانية» ، وقالت «نحن نعتز باستقلالنا ونناضل من اجل حمايته وبكل بساطة لا نتعامل مع الحكومة على الاطلاق».