الزمان: الصباح الباكر ليوم الاحد 9 يناير 2011م المكان: ح يكون وين يعني غير الخرطوم! الجو: شدة ما بارد الناس باين عليها ما دايره تفتح خشمها خوفا من وقوعها في شراك الكتكتكة جراء البرد لدرجة انو السلام بيناتم اصبح كالاتي: سلام! وعليكم! لذا وعلى ضوء ذلك لكم ان تتخيلوا شكل وكمية الملابس التي بها يتدثرون حال رؤيتي للنفر القليل منهم في شوارع الخرطوم المقفرة وشبه الخالية ترقبا وتوجسا وخيفة من المواطنين والسيارات في صباح يوم الاحد 9 يناير 2011م الباكر! اما انا فقد كنت ارتدي بلوزة 3 ارباع واسكيرت حرير وبطبيعة الحال الطرحة ذاتها حرير وانتعل حذاء خفيفا ولا غرابة في ذلك او لست انا الميلادي كان في عز الشتا.. الذي عادة لا تفارق فيه الابتسامة قلبي ذا الابتسامة الذي فارقته منذ اشهر عدة لتحل محلها سحابة من الوجع والحزن والهم والغم والاحباط كتمت على انفاس قلبي وروحي كيف لا اتوجع واحزن واهم واغم واحبط او لست سودانية انا!! حتى إذا ما احسست صباح 9 يناير 2011م بنفسي يضيق وقلبي يكاد ان ينشق وروحي تكاد تبلغ الحلقوم الا واوقفت سيارتي امام البرلمان لأقطع الشارع بخطوات من هدته محن البلد جهة نحو كوبري ام در مان القديم والذي ما ان وصلته الا وبأعين غائمة من الدمع وجدتني والعبرة تكاد ان تخنقني اهرول نحو النيل الذي ما ان مد ذراعيه نحوي الا واحتضنته منتحبة حتى اذا ما جمعت شتات روحي وهدأ روعي قليلا بين ذراعيه الابيض والازرق الا وانتبهت بغتة وبكثير من الطمأنينة لحقيقة ان النيل .. النيل لا يزال جاريا .. في يوم ال 9 من يناير لعام 2011م النيل لا يزال جاريا. تلك الحقيقة التي حال ادراكي لها يا اهل الوحدة من السودانيين الا وجدتني لمستقبل وليداتنا مستشرفة حيث ادركت انه لا زال هناك امل في لم شمل اهلهم من تاني، هذا الامل الذي عززته في نفسي ست الشاي تلك السيدة الجنوبية التي لمحتها بطرف عيني في شهداء مجمع مواصلات ام درمان التي كانت في تمام الساعة ال 9 صباحا خاوية على عروشها!! حيث كانت ست الشاي تلك واقفة امام تلك الصيدلية والتي حال دفعي لبابها الا وسمعتها تقول للعامل الذي يقوم بمسح مدخلها: إنت ما داير تشرب شاي؟! والذي ما ان رد عليها بهزة من رأسه بان: لا ومن ثم سمعتها بعربي جوبا تدمدم باستغراب وغيظ قائلة: ناس كرتوم ده ناس .. كرتوم ده اصلو ما معقول اي حاجة هو خايف منها وما داير يطلع من بيتو! ده شنو ده!! آهه ومن بعد ذلك ومع دخلتي بسيارتي لشارع حلتنا ومع إلقاء شلة السوداني سانتينو التحية علي بحرارة كما العادة إلا وجدتني بعقل مستشرف وبإبتسامة من القلب نابعة التفت نحوك يا بلد لانبهك بتفاؤل لحقيقة ان: « النيل لا يزال جاريا .. صباح الاحد 9 يناير 2011م .. النيل .. النيل لا يزال جاريا ».