وترفلين في أسداف غيمة بعيدة تعانقين زرقة السماء تارة وتارة عصفورة شروده.. يزركش الصباح خطوك الأنيق روعة فتولد القصيدة.. من أي منحنى يجيؤني الغناء حزمة من الشجون والأسى؟ من أي جدول تصفق المياه في نداوة المدى؟ من أي وجهة ينداح ذاك العبير يزحم الرؤى سدى.. سدى؟ وتسأل أيها الحزن وتقذف في وجهي الأجوبة عن الذي يزرع في أعماقنا الشجون المرعبة.. وجه من كبد الحنين ومضه فاتر وغريب.. شفق يشرب من شواطئ الصحو لونه الساحر العجيب واحمرار لطيف شال دمه من اقحوانة الغروب.. نعلم أنه لا فسحة من الوقت نطفئ فيها ظمأ القلب سرمدي هو العذاب وعذاب هو الحب.. نعلم أن الإياب وهم يلفه ضباب الضباب مركب يسحب خلفه كرة من الرمل.. طائر يضرب صفحة السحاب.. حين يندلق الخاطر مثقلاً بالانين يأخذ البوح لونه من زخارف الجنون.. إذ ربما تأتين.. إذ ربما أتيت إذ ربما نأتي وتذهبين.. آه من نغم مزقته الاعاصير في صحارى الظنون آه لو انك لا تعلمين.. إذن لو أنك لا تعلمين.. إذن لطوينا المنى في غياهب السنين.. تتوارى كلماتي خلف طيفك إذ تهلين.. عالما من الجمال والحزن واليقين كيف أقسو عليك وأنت في حياتي روعة وفتون.. نادمتني عيناك مرة واحدة فأسلمتني للجوى والجنون.. علمتني كيف تنساب الأناشيد من دائرة الزهو الى عالم من جمال أسكرتني الترانيم الشجيات وشوشتها الريح للندى والظلال.. وتوارت خلف سديم من الوجد بعيد المنال.. لا نغني حين نغني للمدى يسخر من أحلامنا يصلبنا في غابة المجال.. لا نغني حين نغني للرؤى التي غسلتها المنى بدموع المحال.. نتغشاك زمانا يأبى علينا في تخوم من الدهشة والانبهار ونناجيك.. نناجيك يحمل الحب عنا صادح بالهوى والجمال..