بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) .. الآية هذا بلاغ للناس (1-6)) توطئة: العنوان : (قراءات في حزن د. أبوبكر يوسف إبراهيم): أثار فيّ صديقي وأخي السوداني الطيب القح الأديب الأريب/ مجدي عبدالرحيم فضل " أبو قصي" برهافة حسه شجناً عالقٌ بالنفس مما أثار مكامن الذكرى والألم الذي لم يهدأ ضرامه ، والمناسبة التي جاءت بذكره أن صديق مشترك اتصل بي سائلا: هل قرأت في موقع الرويضة الإلكتروني ما نشر " ابو قصي تحت عنوان ( قراءات في حزن د. أبوبكر يوسف إبراهيم فأعاد نشر ما كتبت تحت عنوان " متاهة الانتظار على مرافئ الزمن الحزين، فأجبته: لا والله ، وأصدقك القول أنني حتى لا أذكر أنني كتبت النص الذي تتحدث عنه، لأنني كما تعلم جيداً لا أحتفظ بما أكتب وإن ادعى أحد ملكيته لما نازعته، فهو دائماً ما يكون وليد لحظته وهو ملك مشاع للجميع لمن أراد أن يقرأه ، ولكن أرجوك ارسل لي الرابط. ولما فتحت الموقع وقرأت ما سبق أن كتبت رأيت لزاماً عليّ أن أعيد نشر حلقاته الستة لعلها تلامس قلوب الكثيرين الذين أحبوا ويحبون الوطن، وربما لأنها تحكي معاناة المغترب وشجونه وقد اكتشفت أن النص تعود كتابته لست أو خمس سنواتٍ خلت. الوطن في قلوبنا : حتى ولو كنّا ُ بعيدين عنك يا وطني فأنت الأغلى ؛ فأنت كلما ابتعد اليقين قريب مني كما خفقات القلب ينبض من الروح. وطني يا من ناديته حبيبي ، كم على وجع الذات أغفو عند الثنائي.. وطني أنت عشقي، أنت القلب إن نبض أو توقف، أنت قلبي.. وقلبي أنت هو يا وطني ، أنت حلم ايام فصول الحنين والأنين ودفقات الشجن ، حين أناجيك أمدد يد الصرخات نحوك .. فصرخة البعد تحركني إليك، وصرخة الزمان وصرخة العمر و قناديل الحنين والأنين ، كنت في وجودي بجوفك تلملمني ، واليوم في تنائينا يلملمنا الحرف، في لحظات يحضننا أن نبثك لواعج الأشواق والولاء والتجلة والاحترام ، أما في حضرتك يصبح الدهر قصيرا ، ففي الغربة يصبح الفراغ مديدا بدونك يا وطني!! اهنأ ، فشذا الحرف يعلن موعد اللقيا وحينها أتحسسك فأجدك دوماً تتخلل مساماتي وجيناتي، أنت أبداً معي فأنت في قلبي صرخات الميلاد ؛ والروح اليك أقرب!! عبر المدى، وانفعالات الشوق تؤرقنا فنشعر كأها الاصطلاء بلظى،.. يا بلادي كلميني ، كلميني يا أمي الأرض يا غاليتي بحرف ، فالحرف بيني وبينك حياة هو حبلنا السري، فأنا ما زلت في رحمك يا أمي حتى أعود لجوف رحم الأرض التي خلقت من ترابها التبر ، يا بلاي وإن تناءينا فعزائي الحرف، عبره ألتقيك ، أخاطبك ، أناجيك من وجدانٍ عامرٌ دوماً حباً، فرحاً ، بكاءً ، دموعاً ، يقظةً ، مناماً حياةً ثم ممات ، فبالكلمة نرتبط ، هدهد يني مثلما تفعلين كل ليلة لأسرع الخطو إليك كل ليلة فأهرع إلى الم أحلامك ، فأنت صحوي ومنامي ، أنت قمري وشمسي ، نجومي وكواكبي، يا أرضي وسماي وهضابي وسهولي ، تسكنني يا أيها وطني العزيز ، تسكنني في في حلّي وترحالي في سكوني وحركتي ، ها أنا أسارع الخطو إليك قلباً وداراً ووطناً فسيحاً ، اقزم دروبا امتداد المسافات إن طالت نحوك ، فأعيشك حلماً يكسر المحال، وطناً لمجرد ذكره تولد في الطمأنينة والأمان والسلام رغم كل العاديات والمحن التي جلبها بعض أبنائك وأبنائك الجاحدين ، لا عليك يا وطناً كريماً متسامحاً ، هون عليك فأني مثلما وأحبك وأحببتك في رخائك فإني أحبك عسرتك وفي رضاك أو غضبك ، فحتى غضبك فيه الرقة والتعطف والحنان والوداد والرأفة ، وطني أنت كينونتي وكياني وهويتي التي تترقب مني لك ألف أغنية وموالاً شجياً ، أنت رواية .. أنت حكايا تغمرني بعبق أريج الياسمين ، تمنيت يا أوطني أن أموت مبللاً بعرقك ، مرويٌ بسناك ورحيقك، ملتحف أزمانك بحلوها ، متدثراً بمرها ، كم أحبك وأناجيك أيها الوطن الغالي البعيد ، لا تقل : ابتعد اليقين ، فأنت قريب مني كما الروح والوتين، أحبك بناسك وجمادك ونباتك وماؤك.. وإلى كل بناتك وأبنائك – وبتواضعٍ جم - أهدي أحرفي المتواضعات علها تُرضِّيك عني يا أمي الأرض التي أرضعتني من ثديها الحب وعلمتني كيف أحبها!!.. فأعذريني إن بكيت فهكذا في البعد أحبك!! المتن: s متاهة الانتظار على مرافئ الزمن الحزين!!.. اعترافات في حضرة جناب الوطن(1-6) يا بلادي ؛ استوقفتني عيناك وأنا استرجع عبق طين جروفك ؛ ذاك العبق الذي يتجاذبني فيسكرني ؛ عندها أجدني مدفوعاً فأخاطبك حتى أسترضيك لأنني ربما جفوتك عن غير قصدٍ مني ، بل مرجعه أيقاع حياة اخترتها بحماسة الشباب وعنفوانه في المبتدأ؛ ورفضتها وندمت عليها في ما تبقى من عمر بعد كهولة وهرم : يقهرني العالم في غربتكْ.. وأقهرُ الغربةَ في عالمكْ. وأكتبُ الشّعرَ بحضرتكْ.. 'و' يكتبني الشّعرُ بغيبتكْ . .رأيتك في الحلم عشقاً، فعلّمتني في الصّحوِ أن أعشقكْ حتى الموت.. شاهدتُ فيكِ دنيا تحاصرني.. تحتضنني.. تحتويني.. وعشقتك يا وطني مغروسٌ فيَّ يحاصرني حتى الغزل ، أغازلكْ عرفاناً ودهشة ، جاهدتُ فيكِ المخاطرَ لأحرّركْ قصيداً ونثراً ونمائق.. أنت حرّرتني حين لمستني بمقلتيكْ.. يا زهرةً ميلادها من جزور الوجدان، ميقاتنا في بسمتكْ كفيضان نهر القاش؛ تبسّم, فإنّي والاغتراب بموعدكْ شهدت حزنُ الزّمانِ رسالتكْ.. وحزنتُ من أسر الزّمانِ لبسمتك. عانقت فيكِ قرى " الجزيرة وجزر العقيدة لأطهّركْ.. لقد طهّرتني بدفء ترابكِ ومياه منابعكْ.. رتّلتنك لحن هيامٍ في قصائدي.. تسّاقطت كغيم السماء تنزّله .." فسفر الوفاء "ينسابُ ذارتكْ.. ليخلق َالماء جذوركِ.. ولهذا خلقُ الله للعالم روعتكْ. s يا بلادي أترقب في غربتي سكون الليل لأناجيك، وأحسك في نسمات السحر وصياح الديك.. يا رائعة التذكر.. فأنا الطائر المخضب بالرحيل.. يا بلادي يا حبيبة يا عروس كل المواسم.. أما آن لك أن تتهجي دفتر حزني وأنا ما زلت أزرع الحلم.. هل تقبلين مني أن أزرع حلمك في أحلامي فينبت بستان وفاء لك؟! ربما أنا تهت في تيه المفازات ومنافي الجزر العذراء فضللت طريق العودة إليك لأرتمي باكياً بين أحضانك، تلك الجزر لم تسحرني كما فعلت أنت فيّ يا حبيبي الغالية يا عزيزة ؛ فأنا مهتجر راحل تائه ولم أستدل عليّ الطريق .. فقد طال الترحال والنوى.. يجرحني رنين صوتك .. نَبَتَ شوك لهفتي على دفتر عشقك ؛ وعلى شرفات الأمنيات أنتظر لقاءً حميماً.. يا بلادي: في جوف الليل حين أذكرك يخشع قلبي وتدمع عيني وأعرف كم أنا جفوت وأخطأت وعققت ؛ عندما تنطفئ المصابيح بعد اختلاج النشيج وعند آخر زفرة حزن تموت مع حلكة الليل وتولد أمنيات جديدة على أمل يعلن اللقاء بك، ويليه مولد الإشراق!! ... ها أنا أقف في أحلامي عند مرافئك في متاهة الانتظار وعلى شواطئ الزمن الحزين وأتساءل: من أين أتيتِ يا أنا؟ ؛ يا إلهي ، فقد مشّط الهم تربة روحي حتى وجد في أعماقها جذورها مجد وَجْد عشقك .. وها أنا أفيق على قمر غائم بالبكاء.!! .. يا بلادي أنت أمي الحنون فلا تغضبي مني إن جنحت وجفوت واغتربت في مجاهل الزمان ولكني أبداً ما سلوت فلا تكوني غُرةَ الأوجاع.. ِمُديِّ لي دفءَ كل وصل إن جفوت.. فهذه أنفاسي هي مني لك آهة عشق.. أحس وجع لياليك.. فمهما كبرت فسأظل طفلك المدلل الذي يلملم شقاوةَ العُمرِ، حتى وإن كان لم يتبعثرِ في جهاتِك...ِلا تهربي من لقياي .. فالعمر كذبتي ومبرري ، إذ كان عليّ أن أعود!!.. هذه خطيئتي فساعديني لألملم جراحاتي بنسيانِ الجوى... ولملمي جراحكِ ِ واهتكي عبثي .. فحبك أعاصير تتنازعني يا أيتها الطاهرة المقدسة الرحيمة !! s عشقي لك لا يفتر مهما طال اغترابي عنك ، فمشاعري نحوك كما المرأة التي تتوضأ بعيون الرجل الذي تعشق فيه سحر ما؛ فينبغي أن يكون حلمنا وجد حالم عاشق ؛ وعليها أن تمسك عصا القصيدة من المنتصف ثم تتوكأ بها لتصل معه أينما تريد حتى يعود لمجد كوش وحضارة تراهقا العظيم، وبعد إهتجار للفينيق ، الماو ماو . الأزتيك ، الاغريق ، ليعود إلى ضفاف النيل عند الشلالات النوبية!! ، إلى شجنه الحضاري ليحقق رغبة التواصل معكِ وليكون في عالمك الأنقى والأجمل وليحتفي معكِ بالشعر والعشق كما يحتفي الماء بدقيق القمح فنعجنه بأصابع الموسيقى ليصير خبزا" بالتركين " نطعم به جياعنا كلهم.. ها أنا من أجل عينيك أحمل الناي لأنشد قصيدة عاشق لأرض النيلين، أرض الصوفية الطيبين.. أنشودة، لحن وصدى، بأوتار قيثارة ورثتها من عهد بعانخي .. ومجد في مؤتلق من عهد تراهقا!! s عشقي لك مبتدأ التاريخ ..عشقي لك موروث ومكتوب في جداريات المعابد عند أهرام البجراوية وأمجاد مروي ..رغم أنهم يقولون أن التاريخ بدأ في أرض سومر ؛ فإنا أقول " قد" بدأ تاريخ العشق والشعر من عهد عينيكَ.. سأقول (لديورانت): بالله أعد كتابة قصة الحضارة كي وضمنها قصة عشق بلادي مهد التسامح والتلاقي والتمازج !! .. عشقي.. عشق الأرض وذرات تراب الوطن بكل جنونه ومذهبه القديم الجديد في الوفاء .. مضيفا نص حضارة عشق الأوطان ليضيف صراعا أخر من صراع الحضارات.. صراع التعبير من أجل الحب .. والتعبير عن هذ الوجد والشغف والعشق .. يا بلادي سأكتبَ لعينيك أحلى قصائد الغزل وأروع معاني العشق!! s الرابط: http://www.rwwwr.com/vb/t20401.html يتبع.... [email protected]