أبو روف تعاني من العديد من المشكلات المزمنة على رأسها تعطل تنفيذ مشروع اعادة تخطيط منازلها، وتوسيع شوارعها وتخطيط سوقها «الملجن» منذ عام 1955م، بالرغم من فتح مكتب التخطيط وتكوين لجنة التعويضات خمس مرات خلال «56» عاماً وحتى اليوم لم يكتمل هذا المشروع بسبب الممارسات الخاطئة والفساد الذي ادى لقفل هذا المكتب لفترات طويلة خلال السنوات الماضية، وتقديم بعض الذين عملوا فيه للمحاكم بسبب بعض المخالفات. ونتيجة ذلك نجد اليوم تشوهات خطيرة، حيث تجد ان بعض اصحاب المنازل استلموا تعويضاتهم وكسروا اجزاء منازلهم التي شملها التخطيط، ووسعوا الشوارع امام منازلهم. بينما آخرون استلموا التعويضات ولم ينفذوا التكسير، واصبحت منازلهم تشوه الشوارع، بينما هنالك مجموعة ثالثة لم تقابل اللجان التي كونت عبر السنوات العديدة الماضية، واصبحت الآن شبه استحالة، بعد ان صارت تعويضات ابو روف تخصص في مناطق بعيدة جداً مقارنة بالتعويضات السابقة، وهذا جانب يحتاج للحسم من الوالي ووزير الشؤون الهندسية ومعتمد ام درمان لازالة التشوهات في شوارع ابو روف الداخلية؟!... هنالك موضوع مهم جداً اصبحنا نحن نعانيه يومياً خلال الثلاثة أعوام الاخيرة، وسبق ان قامت مجموعة من ابناء ابو روف بمقابلة المعتمد السابق لام درمان حوله، وهو شارع اسفلت الشاطئ الممتد من مسجد ابو روف «جامع الصاغ عزمي» ويتجه شمالاً حتى آخر محطة مواصلات حافلات ابو روف. حيث كان هذا الشارع المسفلت تمر به حركة المواصلات امام المنازل المطلة على النيل، وللاسف الشديد نتيجة لاهمال المسؤولين بالوحدة الادارية وبالمحلية وبالشؤون الهندسية استولى على هذا الشارع وعرضه يصل لخمسة عشر متر اصحاب الدكاكين والمعارض والورش والمنازل المطلة عليه، وقاموا بالتسوير بالشجر والمصاطب واتخاذه بوضع اليد كامتداد وتوسع مجاني لعقاراتهم، في اول ظاهرة في السودان بالاستيلاء على شارع اسفلت يعتبر المنفذ الوحيد لسكان المنازل في خمسة عشر شارعاً رئيسياً وجانبياً للخروج شرقاً من منازلهم سواء بعرباتهم او لركوب الحافلات ووسائل المواصلات الاخرى؟! وادعو الوالي والمعتمد ووزير الشؤون الهندسية لزيارة المنطقة الممتدة من مسجد ابو روف شمالاً حتى نهاية محطة المواصلات، ليشاهدوا معاناة سكان كل المنازل الواقع داخل هذه الشوارع في الوصول لخارجها شرقا لشاطئ النيل بعد الاستيلاء واختفاء شارع اسفلت شاطئ النيل الذي كان المخرج الوحيد لهم من منازلهم، ثم الاتجاه من خلاله للجنوب او الشمال، وحالياً تقوم الشؤون الهندسية بتنفيذ توسعة شارع النيل السريع للمناطق الشمالية ضمن خططها العمرانية، وهذا عملياً سوف يصعب جداً بعد اكتمال خروج سكان هذه المنازل شرقاً، لأن من يريد الاتجاه شمالاً سوف يستوجب عليه قطع الجزيرة التي سوف تفصل الاتجاهين في الشارع السريع الجديد وصولاً لجزء الشارع المؤدي شمالاً، ونفس الشيء سوف يحدث للقادم من الجنوب ويريد دخول الشوارع الخمسة عشر المطلة من منطقة ابو روف على شاطئ النيل، وهذه معاناة يومية حالياً تحدث لسكان هذه الشوارع التي تنخفض بمستوى أكثر من متر من الشارع السريع الجديد. معتمد ام درمان السابق في نهاية شهر رمضان قبل عامين حضر احتفالا لتكريمه بنادي ابو روف، وعندما اثيرت هذه المشكلة امامه للمرة الثانية وعد الحضور باعادة صيانة شارع اسفلت ابو روف المعروف بشارع اسفلت شاطئ ابو روف او شارع الترام او الترماج، وازالة كل الحيازات غير القانونية التي اقيمت عليه من مسجد ابو روف حتى محطة المواصلات، وفي ذلك الوقت حدد لهم لانجاز ذلك اول شهر بعد عيد الفطر المبارك، وللأسف ترك منصبة دون ان ينفذ ذلك الوعد؟! … وقبل حوالي ستة أشهر اتصل بنا تلفونياً المهندس الماحي من وزارة الشؤون الهندسية، وبعد النقاش معه حول ابعاد وحدود هذا الشارع وعد باعادة صيانته وازالة كل الحيازات غير القانونية التي اقيمت عليه واعادة سفلتته كما كان شارع اسفلت باعتباره منفذا لسكان هذه الشوارع وللحافلات والمواصلات العامة لسوق ام درمان ولاحياء ام درمان الاخرى عن طريق شوارع الخور والشيخ محمد عبد الماجد والخبير علي وخلافها من الشوارع الجانبية المتجهة غرباً من شاطيء النيل. إن الوالي ووزير الشؤون الهندسية والمعتمد لو قاموا بزيارة لمنطقة ابو روف سوف يشاهدون على الطبيعة الفوضى في شاطئ الذي كان قبل سنوات جميلاً تزينه حرفة صناعة المراكب الشراعية. واليوم صارت به مصبات للمياه الآسنة التي تأتي من عشرات الخراطيش السوداء التي تصب في مجاري ومصارف الامطار من السوق وبمنطقة ابو روف، كما سوف يجدون حوالي خمسمائة شخص يعملون في خرابات سوقه ويقضون حاجاتهم الطبيعية على حيطان المنازل وبشاطئ النيل وسط احراش زراعة غير مفهومة؟! اما الحديث عن أضرار الماكينات على كهرباء هذه المنطقة السكنية، فالحديث عنها يطول ويطول؟! .. المطلوب الآن وعاجلاً وقبل اكتمال توسعة الشارع الجديد، ازالة الحيازات على شارع شاطئ النيل، واعادة سفلتته كما كان قبل حدوث التعدي عليه من أصحاب العقارات المطلة عليه والاستيلاء عليه في غياب السلطات المحلية. د. أحمد شريف عثمان