خلص سمنار «اقتصاديات تقانة المعلومات» الذي نظمته المؤسسة الشبابية لتقانة المعلومات بالاتحاد الوطني للشباب السوداني، إلى أن تنفيذ استراتيجية مجتمع المعرفة في السودان حقق حتى الآن نجاحاً ملحوظاً، ومازالت فرص التوسع في مختلف المجالات متاحة، كما اتاحت فرصاً عديدة لتوسيع الاقتصاد وبالتالي خلق فرص توظيف جديدة للشباب. وتناول نائب رئيس الجمعية السودانية لتقانة المعلومات الدكتور عادل عبد العزيز الفكي استراتيجية مجتمع المعرفة في السودان التي ذكر فيها انه تم في السودان التوافق على استراتيجية قومية شاملة للفترة من 2007 2031م، وانبثقت عن هذه الاستراتيجية الشاملة خطة مرحلية للفترة من 2007 2011م، وترتكز الخطة المرحلية على مرتكزات ثمانية هي: السلام والسيادة الوطنية والوفاق الوطنى والمواطنة والهوية السودانية والحكم الراشد وحكم القانون والتنمية المستدامة ومحاربة الفقر وتحقيق أهداف الألفية التنموية والبناء المؤسسي وبناء القدرات وتعزيز استخدام تقنية المعلومات وتطوير آليات البحث العلمي. وتطرق عادل عبد العزيز الى استراتيجية مجتمع المعرفة بالسودان 2007 2011م التي اكدت على وجوب إكمال البنية التحتية، وتقليل التكلفة التى تمكن نسبة عالية من المواطنين من الولوج إلى خدمات الإنترنت والاتصال عبر الهاتف والحاسوب، ودعم التعريف بأهمية تقانة المعلومات فى اتخاذ القرار وزيادة تدريب المواطنين فى التعامل مع الحاسوب والإنترنت وتقانة المعلومات عموماً، وزيادة التأهيل فى هذا المجال، وربط الجامعات ومراكز البحوث ومراكز المعلومات، ودعم القرار فى الولايات مع بعضها البعض ومع مصادر المعلومات ومستخدميها محلياً وعالمياً. وضرورة اتاحة التطبيقات الالكترونية فى الخدمات المختلفة من تعليم وصحة وتجارة وثقافة ومعرفة وترفيه وغيرها، مع تركيز خاص على تطبيقات الحكومة الالكترونية ورقمنة الوثائق الثبوتية والوثائق الرسمية والشعبية والتراثية. وألمح عادل عبد العزيز الى الاهتمام بتقويم الأداء المعلوماتي في الدولة، واستخلص ان هناك كفاية في الأجهزة والمعدات وفي الشبكات الداخلية ولكن لا توجد شبكة قومية، مع تطوير تشريعات بمستوى مقبول لتكون بداية لتطبيق البرمجيات من أجل استيعاب القدرات البشرية. واكد انه لا توجد خطة قومية للتدريب والتأهيل ولا على درجات أدنى لتطوير تطبيقات الحوسبة. وانتقل عادل عبد العزيز الى صناعة المعلوماتية في السودان، وقال انها صناعة تقدر حاليا بقيمة «10» بلايين دولار، وان أفق نموها سيبلغ «20» بليون دولار، وان نضوج عمليات الأعمال في صناعة الاتصالات حقق استقرارا في صناعة المعدات والشبكات وانه البداية لصناعة البرمجيات، لكنه اكد بصورة قاطعة عدم وجود أجهزة رقابة صناعية بين المستهلك وشركات الاتصال، وقال «بالاجمال الأداء ممتاز ويحتاج إكمال النواقص». وتناول عبد العزيز وضع المجتمع السوداني وقال إن مستوى الاداء مرضٍ والمجتمع تفهم وأقبل بصورة عالية على التدريب والتأهيل في المجال، وقام بابتداع وابتكار تطبيقات، واقام مؤسسات مجتمع مدني متخصصة بصورة مقبولة. وعن الموقف الحالى لصناعة الاتصالات فى السودان، قال إن الألياف الضوئية شملت معظم أطراف السودان، إذ يبلغ طول مساراتها حوالي 12000 كيلومتر، وتمتلك سوداتل 7000 كلم، بينما تمتلك كنار 5000 كم، لتصل إلى حدود مصر وإثيوبيا وتشاد واريتريا، وترتبط مع المملكة العربية السعودية بالكيبل البحرى، وقال إن هذه البنية التحتية المتقدمة ذات التقانات الحديثة كانت حصيلة جهود شركتين في مجال الهاتف الثابت، هما شركتا سوداتل وكنار، وثلاث شركات في مجال الهاتف السيار هي شركة سوداتل «سوداني»، وشركة زين وشركة «إم. تي. إن». وقد أتاحت هذه البنية زيادة الشبكات وبالتالي زيادة كبرى في أعداد المشتركين، حيث بلغ عددهم في نهاية ديسمبر2010م حوالي 17.8 مليون مشترك، مقارنة بأعدادهم في بداية تحرير القطاع في نهاية عام 1993م البالغة 64 ألف مشترك.. أي ما يزيد عن 228 ضعفاً، مما ساهم في رفع الكثافة الهاتفية من 0.25% في نهاية عام 1993 إلى حوالي 48% في نهاية ديسمبر عام2010م.
