اعلن والي جنوب دارفور عبد الحميد موسى كاشا، السماح للمنظمات الاجنبية، العمل بمناطق حركة جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور لتقديم الاحتياجات الانسانية للمواطنين بتلك المناطق ،ولاسيما منظمة اليونسيف ،شريطة ان تكون بالتنسيق مع الاجهزة الرسمية للدولة وفقا للتفويض الممنوح لها. وحذر كاشا، في افتتاح المؤتمر حول دارفور في مدينة نيالا أمس،بمشاركة المبعوثين الخاصين للدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوربي، والذي يعقد تحت اشراف قيادة ال»يوناميد» ،من ان الحكومة لن تسمح لأية منظمة اجنبية ان تقوم باعمال تخريبية تهدد امن وسلامة البلاد. وقال انه اذا ثبت تورط أية منظمة في القيام بالاعمال العدائية ضد الدولة سيتم طردها دون اخذ أي إذن من أية جهة حفاظا على سيادة وكرامة الدولة. وأكد ان ولاة دارفور مفوضون تفويضاً كاملاً من رئيس الجمهورية للقيام باداء واجبهم «كما اننا لسنا موظفين لدى وزارة الخارجية». واستعرض كاشا ، رسائل كان يرسلها الموظفون المحليون بالمنظمة لقادة الحركات المسلحة ،فضلا عن ضبط موظفين وقادة حركة عبد الواحد يقدمون لهم الغذاء والمساعدات. وأعلن كاشا ، موافقة حكومته التامة لكافة المنظمات الاجنبية بالعمل في مناطق الحركات المسلحة وخاصة حركة عبد الواحد، والتي قال انها تحولت الى عصابات نهب وترويع المواطنين والاعتداء على ممتلكاتهم ونهبها مما خلف اوضاعاً انسانية بالغة التعقيد وسط المواطنين والاطفال والنساء ،ولهذا سنسمح للمنظمات بالعمل بتلك المناطق من خلال التنسيق مع اجهزة الدولة،فضلا عن توفير الدعم اللازم لها ما يمكنها من تسهيل مهمتها . ودعا المنظمات الاجنبية وبعثة «يوناميد» ووكالات الاممالمتحدة لضرورة العمل فى مجال التنمية وإعمار قرى العودة الطوعية حتى تكون العودة جاذبة للنازحين ، فضلا عن التزام المجتمع الدولي والمانحين بالايفاء بالتزاماتهم تجاه المواطنين، وتوفير الخدمات الاساسية، وتشجيع قيام المشاريع الصغيرة المدرة للدخل. من جانبه، قال رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد» ابراهيم غمباري، ان المؤتمر سيناقش الاوضاع بدارفور حتى يكون هنالك تقييم كامل للاوضاع، ووضع رؤية مستقبيلة من خلال العمل المشترك، والتنسيق المحكم مع كافة الاطراف بدارفور للوصول لسلام شامل بالمنطقة، والعمل من اجل التنمية والاعمار. وفي السياق، اعلن المبعوث الخاص الروسي ميخائيل مارغيلوف، ان الاحداث في السودان تتطور نحو الافضل. وقال مارغيلوف «اننا نرى ان الوضع في السودان يتطور نحو الافضل، وما يشهد على ذلك هو التطورات الايجابية في دارفور وجنوب البلاد»، ويعتقد المبعوث الروسي ان الطريق الى النجاح في حل قضايا السودان يتمثل في بذل الجهود الجماعية، علما ان المجتمع الدولي يجب ان يضطلع بدور المساعد ، مما سيتيح للسودانيين امكانية ايجاد سبل تسوية النزاع بانفسهم. من جهته، أكد المبعوث الصينى الخاص للسودان السفير ليو قوي جين ،»ان الصين ستظل تطور علاقاتها الودية والتعاونية مع الجانبين الشمال والجنوب على أساس مبادئ التعايش السلمى»، منوها الى أن عبارة «الصداقة الصينية السودانية» تعنى صداقة الصين مع جميع شعب السودان، أي انها لا تقتصر على شعب الشمال فحسب بل تضم شعب الجنوب أيضا». وفى أول تعليق رسمى للمبعوث الصينى بعد اعلان النتائج الرسمية للاستفتاء على انفصال جنوب السودان فى السابع من فبراير الجارى، قال ان بكين أعربت عن احترامها لرغبات الشعب السودانى وخياراته، وستواصل مستقبلا دعمها لجهود الشمال والجنوب لتنمية وبناء الوطن، وستمضى قدما فى توطيد عرى الصداقة وتعزيز التعاون مع شطري السودان بما يخدم مصالح جميع الأطراف ويدعم نموها وتقدمها. واعتبر المبعوث الصينى نتيجة الاستفتاء ،نقطة انطلاق للجانبين، لا نقطة وصول لمفترق طرق، معرباً عن أمل بلاده فى أن يكون بمقدور الجانبين تجاوز خلافاتهما، ويعملان على حل جميع القضايا العالقة بينهما من خلال الحوار والتشاور، وبما يتماشى مع مبدأ التفاهم والتوافق المتبادلين والتطبيق الكامل لاتفاقية السلام الشامل.