متحف التاريخ الطبيعي يمثل مرفقاً سياحياً مهماً لمناطق السودان المختلفة، ويأخذ الزائر عبر جولة سياحية ممتعة في البيئات المتنوعة، وذلك من خلال العروض البيئية التي تمثل شرائح الطبيعة وتعكس ما تزخر به البلاد من جمال آخاذ. كما يضم متحف التاريخ الطبيعي بين جدرانه عدداً من النماذج لمكونات البيئة من حيوان ونبات تعرف وتوثق لتنوع البيئة السودانية الغنية، إلى جانب التوثيق لبيئات طبيعية وأنواع أصبحت مهددة بالانقراض مثل الغابات والبحيرات والسهول والصحارى، بعد أن أضحت معرضة للدمار والتلوث الذي تسببه الأنشطة الحيوية للإنسان. وقالت مدير متحف التاريخ الطبيعى السابق الدكتورة العاجبة حاج علي محمد، إن الانطلاقة بدأت فى عام 1922م باعتباره متحفاً للطيور فى هيئة البحوث الزراعية بود مدنى، وتم تحويله الى وزارة التربية أو المعارف سابقاً عام 1946م، وفى عام 1957م زاد عدد المجموعات المعروضة، ومن ثم تضاعفت الحاجة الى متخصصين لرعاية المجموعات والحفاظ عليها، فصدر قرار بتحويل المتحف إلى إدارة جامعة الخرطوم، ومن ثم أصبح وحدة تتبع لكلية العلوم، وعيّن له محافظ الى ان كونت لجنة لمتابعة محتويات المتحف وأنشطته، وكان رئيس اللجنة هو رئيس قسم الحيوان بالجامعة، بجانب أعضاء من جهات مختلفة لها علاقة بالمتحف والتراث الطبيعى، وفى عام 1960 تم إنشاء مزرعة كبيرة للزواحف شملت عدداً كبيراً جداً من الزواحف الحية والثعابين بأنواعها والسلاحف والأصلات والتماسيح، وماتزال موجودة الى الآن، وفى عام 1981 تم إنشاء عرض بيئى يمثّل البيئات السودانية ويحتوى على عدد من الحيوانات من بيئات مختلفة. وأضافت العاجبة انه فى عام 1992م بدأت ثورة ونهضة كبيرة لتطوير المتحف وسد النقص الموجود فى المجموعات المتحفية، كان أهمها إنشاء شرائح ممثلة لبيئات السودان المختلفة من الغابات الممطرة الى السافنا الى الصحراء الى منطقة المستنقعات فى جنوب السودان والسافنا الفقيرة، كلها ممثلة بالحيوانات والنباتات والمعالم الطبيعية لكل إقليم مناخى، وهى عبارة عن رسالة بيئية تعرّف الزائر على ما يحتويه السودان من بيئات مختلفة وحيوانات وتنوع باهر، وتم عرض لشريحة تمثّل البيئة المتدهورة وما ستؤول إليه إذا لم يحسن الناس استخدامها الاستخدام الجيّد، ولم يعتنوا باستدامة المارد الموجود بها، فستكون عبارة بيئة جافة ونباتات شوكية وحيوانات زاحفة وطيورالبوم، وهى دعوة للمحافظة على البيئة. ومن مهام هذا المتحف، توثيق وحفظ المعلومات الخاصة بالتراث الطبيعى فى السودان، والتوعية بالبيئة والتعليم بما يختص بالتنوع الإحيائى فى السودان، وإنشاء مجموعات متحفية تشمل كل ما تحتويه البيئات النباتية والحيوانية والجيولوجية، حيث من المفترض أن يحتوي المتحف ومنذ إنشائه على قسم نباتى وقسم حيوانى وقسم للجيلوجيا يشمل كل الأشجار والشجيرات والنباتات الطبية والبرية، ممثلة فى عينات محفوظة توضّح أهميتها وتجمع كل الحيوانات والمعالم الطبيعية الجيولوجية من أحجار ومعادن ومواقع هذه المعادن وطرق الاستفادة منها وكمياتها ومستقبلها وفائدتها، والهدف الرابع مساعدة الباحثين فى دراساتهم. وأوضحت الدكتورة العاجبة أن المتحف يحتوى على مجموعتين من نظم العرض، وهى مجموعة العرض الثابت وتشمل العرض البيئى وعرض المجموعات المحنطة، والمجموعات الحيّة، ثم مجموعة العرض المتحرك، ويشمل عرضاً للتسليف للجمعيات الثقافية والمدارس والأندية والاحتفالات بالأيام العالمية، وتحتوى مجموعة التسليف على حيوانات محنطة وحية وملصقات. وأضافت: «للأسف عمل المتحف ينحصر فقط في الجانب الحيوانى» ومن المفترض أن تتم عملية توسيع تشمل كل المجالات المعمول بها فى العمل المتحفى فى العالم، خاصة أننا وطن يزخر بالعديد من الموارد المتنوعة التى تثري العرض بالمتحف. وتجدر الإشارة إلى أن متحف التاريخ الطبيعي يتّبع ثلاثة سبل للحصول على النماذج المتحفية «شراء العينات وقبول ما يهديه المواطنون من عينات، والقيام برحلات إلى المناطق المختلفة بغرض جمع العينات»، ويتابع المتحف ايضاً الحركة المتحفية في المدارس ويدعمها ويشجعها، كما يرعى الجمعيات العلمية والروابط الثقافية ويتبنّاها ويساعدها لأداء رسالتها. وتزور المتحف مجموعات كبيرة من طلاب المدارس والجامعات، وتتم خلال الزيارة جولات موجّهة عبر المعروضات بالمتحف، يقودها أحد المختصين، ويقدِّم خلالها محاضرات تعريفية وإرشادية بمساعدة وسائل التعليم المختلفة.