الكل يتساءل ماذا يحدث في كلية الطب بجامعة القضارف ... فالحريق الذي شب أخيرا بمكتبين إداريين يحتويان على مستندات تخص طلاب كلية الطب لم يكن الأول فقد التهمت النار قبل فترة محدودة جزء من مكتبة ذات الكليةالعريقة التي ظلت تلعب أدوارا في غاية الأهمية تجاه مواطن الولاية ودأبت على رفد المستشفيات المختلفة منذ العام 1994 بكوادر طبية على تأهيل وكفاءة عاليتين،ولرمزيتها وقيمتها الكبيرة كانت محط الأنظار بسبب الحرائق الغريبة وغير المألوفة التي قابلها الشارع بالقضارف بالتعجب والدهشة لجهة أن هكذاممارسات لم تعرف عن الجامعات السودانية التي مهما ارتفعت فيها حدةالخلافات والصراعات بين كل الأطراف لاتبلغ مدى حرق ممتلكات عامه ليست ملكاً للأطراف المتصارعة بل تعود ملكيتها لكل سوداني ..هكذا يقول الشارع بالقضارف .. ولأنها ظاهرة تعد سابقة خطيرة ،جلست الصحافة إلى عدد من طلاب كلية الطب بجامعة القضارف وسألتهم عن لغز الحرائق الأخير فأكدوا أن الطلاب من المستحيل ان يقدموا على حرق مرافق الجامعة التي يعتبرونها ليس ملكاً لهم بل ملك للأجيال القادمة ،وأشاروا الى أنهم على درجة عالية من الوعي والنضج ولايمكن ان يقدموا على مثل هذه الممارسات الصبيانية،وتساءلوا عن أسباب توجيه أصابع الاتهام مباشرة الى الطلاب وقال أحدهم :لم نحرق المكاتب والمكتبة نعم نحن على خلاف مع نائب عميد الكلية الذي نعتبره اقل قامة من هذا المنصب وذلك لأنه لايعرف كيفية الإدارة الحديثة ولايجيد التعامل مع الطلاب والمساءلة عنده فرض رأي حتى لو كان خاطئا ونعتبره جزءً من أزمات كلية الطب المتلاحقة ،وتضيف طالبة فضلت حجب اسمها مثل الآخرين :نعم لدينا قضية ورفعنا عددا من المطالب أبرزها إعادة النظرفي اللائحة والتقويم وطريقة تعامل نائب العميد ولكن رغم ذلك لايمكن ان نقدم على خطوة حرق ممتلكات الكلية فنحن نقوم بتأهيل القاعات ونحرص علي حمايتها بل نغير على كليتنا فكيف نحرقها ونضر بمستقبلنا ..واجمع الطلاب على ضرورة إفراد إدارة الجامعة مساحة لمشاكل وقضايا الكلية وقالوا ان هناك صراع إداري آخر بين الموظفين والأساتذة بالكلية لاعلاقة لهم به كطلاب..من جانبه أكد مدير جامعة القضارف البروفسير محمد عوض صالح حرصهم على معرفة الجاني في الحادثتين وذلك للحفاظ على سمعة الجامعة والكلية وقال إنهم بعد الحريق المحدود الذي تم بمكتبة كلية الطب قاموا بتحوطات كثيرةأبرزها تامين حماية المكاتب والقاعات حتى لاتتعرض لحريق ،ويضيف : ورغم كل ماقمنا به من إجراءات شب حريق في مكتبين ،وهنا لابد من الإشارة الى أن الأمر بيد السلطات الأمنية التي تعاونا معها وذلك من اجل الوصول الي الجاني في الحريقين ،واعتقد أن الحريق الثاني كان بفعل فاعل وذلك لأنه استعمل الملتوف في حرق المكتبين وطريقته تنم عن تخطيط ومعرفة تامة بمايريد فعله وبتفاصيل المكتبين اللذين استهدفهما ..ونفى المدير توجيه الاتهام لأحد وقال ان كل الاحتمالات تبدو مفتوحة ومتوقعه والشرطة تستطيع تحديد الجهة التي قامت بهذا الفعل الذي استنكره الجميع، وفيما يتعلق بشكوى الطلاب من نائب العميد واللائحة نفى بروفسير عوض تلقيه شكاوي رسمية من الطلاب او أية جهة ضد نائب العميد الذي اعتبره الدينمو المحرك للكلية،وقال ان اللائحة ستناقش باستفاضة بحضور ممثلين للطلاب وإتحادهم مع لجنة تم تكوينها لهذا الغرض ،وأكد مدير جامعة القضارف متانة العلاقة التي تجمعه بابنائه الطلاب كما أشار وقال إن أبواب مكتبه مفتوحة لهم وكذا رقم هاتفه متاح للجميع وناشدهم بالحرص على حماية ممتلكات الكلية والاهتمام بمستقبلهم الأكاديمي .