وقع الظلم على النفس البشرية أشد ألما من وقع الحسام المهند على الجسد ،والاحساس بالقهر يولد الغبن والمرارات ويجعل الدواخل تعتمل غضبا وحزنا واسى ،وفي الكثير من المؤسسات الحكومية هناك الكثير من قصص الظلم التي تقع على الذين لاحول لهم ولاقوة غير رفع الأكف الى خالق السموات والارض تضرعا وطمعا في نصرته ،وعندما يقرر عامل بالقطاع العام التوجه نحو الإعلام لعرض قضيته فهذا مؤشر الى أن السيل بلغ عنده الزبى ،وذلك لأن العاملين بالقطاع العام يفضلون ايثار الصمت حرصا على (أكل عيشهم ) وهم يدركون جيدا ان من يتجه صوب الصحف يكون مصيره دائما الإقصاء ،التهميش ،الحرب،الترصد وربما قطع مصدر رزقه ،ويرجع عبد الرحمن الرشيد عبد الرحمن العامل بمصنع سكر الجنيد اللجوء الى الاعلام لعرض مظلمته التي قال إنها ظلت حبيسة ادراج المسؤولين ولم تجد الحل الذي يرفع عنه الظلم الذي حاق به من قبل بعض الذين يعتقدون أن مصنع سكر الجنيد ملك لهم حسبما أشار ،ويحكي قضيته قائلا:أعمل سائقاً في الدرجة الثامنة بقسم الحاصدات بمصنع سكر الجنيد وخلال عملي الذي أقدسه وأحرص عليه وفي موسم الإنتاج الماضي بدأت أشعر بحساسية في الجيوب الانفية واذناي من مخلفات حريق القصب فذهبت الى اخصائي أنف واذن وحنجرة معترف به من قبل المصنع وبعد إجراء الفحوصات أشار الى أنني مصاب بحساسية مستديمة تؤثر عليها مخلفات الحريق وطلب نقلي من القسم بخطاب رسمي ،غير أن مفتش اول الحصاد رفض الاعتراف بتوصية الطبيب وقال لي بالحرف الواحد (انا غير مقتنع بالشهادة الطبية وغناوة تم نقله ) وهنا يعني المهندس محمد سعيد غناوة مدير المصنع الأسبق الذي كنت اعمل معه في إشارة الى أنني لم اعد أملك (ضهر ) حسب فهمه وحتى باشكاتب القسم الزراعي قام بتعطيل الشهادة ولم يدفع بها الى جهات اعلى بالقسم والمصنع ،وبعد هذا الرفض وجدت نفسي مجبرا على العمل وازدادت حالتي سوءً حتى وصلت الى مرحلة النزيف بأذني فطالبني زملائي بالذهاب للقمسيون الطبي الذي يعتبر أعلى هيئة طبية رسمية ولم يختلف تقريرهم وتوصيتهم عن الاختصاصي الاول وتكررت للأسف ذات المشاهد من مفتش أول الحصاد الذي قال بانه لن يعترف بالقرار حتى ولو جاء من وزير ،وعندما لجأت الى مفتش شؤون الأفراد قابلت ذات المصير وبعد مشوار طويل من المعاناة والحرب العلنية من مفتش أول الحصاد ومفتش شؤون الأفراد تم نقلي الى (الشجرة) وهي مكان بالقسم الزراعي وليس مكان عمل ومتعارف أن من يحول الى الشجرة يعني إيقافه بطريقة غير مباشرة عن العمل فحرمني هذا الأمر عن الأجر الإضافي وحافز الطحن وغيرها من استحققات وظللت على هذا الحال منذ شهر ديسمبر الماضي وطلبت نقلي لقسم آخر غير أنهم يقولون لاتوجد (خانة فاضية ) لإستيعابي ،رغم علمي بوجود خانات ،وحتى أجد حلاً لهذه القضية خاطبت مدير المصنع ولم يرد مظلمتي رغم أنه رجل مشهود له بالعدل والوقوف في صف العاملين ،وبصفة عامه أؤكد أن هناك الكثير من الممارسات الإدارية الخاطئة بمصنع الجنيد وهناك مسؤولون يشخصنون القضايا ويعتبرون أنهم فوق القانون وهناك قرارات تصدر منهم لاعلاقة لها بالقانون مثل حرمان عامل اليوميات الذي ينال تأمينه من التعيين مجددا بالمصنع ومثل الضوابط الغريبة التي وضعها المدير الإداري فيما يختص بالارانيك المرضية ،ويضيف :هناك الكثير من العاملين بمصنع الجنيد يتعرضون للظلم من قبل مسؤولين ولكن يفضلون الصمت وفي صمتهم كلام يعلمه رب العباد الذي لايرضى الظلم ،وأعلم انني سوف اتعرض للكثير بعد حديثي للإعلام ولكن أقول ان الارزاق بيد الله القوي العدل الذي يرفض الظلم . مظلمة العامل الشاب عبد الرحمن الرشيد نضعها أمام الأخ مدير شركة السكر السودانية المهندس بكري محجوب المعروف بتقوى الله في عمله ونضعها في منضدة المهندس اسماعيل اسحق مدير مصنع الجنيد المشهور بنصرة العاملين ونقول إن كان لعبد الرحمن حق فليأخذه واذا كان حديثه بعيدا عن الحقيقية فالحق مكفول لإدارة مصنع الجنيد للرد .