قرأت ما خطه يراع الزميلة (سوسن عثمان) تحت عنوان (مشاترات من بحر أبيض) بالزميلة الشاهد، إذ تحدثت عن (كوكتيل) من الموضوعات بعضها (كان) والآخر (مازال) موجوداً على سطح (النيل الأبيض) في إمتداد للماضي الذي تسلم مقاليد حكمه المؤتمر الوطني ممثلاً في واليه السابق د. نورالله التيجاني الذي آلت بعده الراية للشنبلي الذي يجلس معه تحت سقف واحد وطاولة واحدة و (ماعونهما) واحد، ورغم أن الشنبلي جاء مترشحا إلا أنه في نظر النيل الأبيض أخرج المؤتمر الوطني من (الباب) ودخل هو نفسه من (النافذة) وربما الإختلاف في (لون التطريز الذي على الشال هذا أو ذاك) .... غابت الحكومة عند تكريم الوالي السابق وترك ذلك أكثر من علامة إستفهام ولكن مواطن النيل الأبيض بذكائه الفطري عرف الإجابة وزاد ب ِ (تحليل) سياسي وواقعي جامع يحكي قصة (الإنفضاض) إن جاز القول والبعد عن المشاركة في تكريم الوالي التجاني الذي لم تشهد فترة ولايته غير الصراعات الداخلية، داخل الحزب وتطبيق سياسة فرق تسد وتجاوز إداري ومالي ملحوظ وفق تقرير المراجع العام (2009) والذي تمت مناقشته داخل المجلس التشريعي وتنشره الزميلة (الوطن) الأن تباعا..... أغلق الوالي السابق أبواب مكتبه على أوراقه وأحباره وتجاهل مشكلات المياه والإنارة والطرق والصحة والبيئة في الولاية، فزادت أعباء إنسان الولاية حتى عهد الوالي الحالي فهما (وجهان لعملة واحدة) إذ لا تزال قرى ومدن النيل الأبيض ترفل في تخلف وأمية واضحة، بل إن هنالك الكثير من القرى تتسبب (الخيران) وتجمع مياه أمطار الخريف في حرمان أطفالها من الإلتحاق بالمدارس رغم بلوغهم السن المدرسية، وذلك لإنفصال القرية أو مجموعة القرى عن مركز التعليم بوجود هذا (المانع) الذي لم يدفع الوالي بحل دائم له لإنتشال القرى من الجهل والمرض ووجود الناموس والبعوض الذي إشتهرت به المدن والقرى في النيل الأبيض .... الوالي المكرم الذي غادر كرسي الولاية وجلس عليه خلفه الآن لم يحظ بتشجيع أو ( هلولة ) بعد الخروج من بوابة الولاية الكبيرة وذلك لأنه لا (أثر ) لإنجازات جاءت تجرجر ثيابها في عهده ( فلقد نعق البوم ) في أطراف وقلب الولاية التي ظلت ( مشاترة ) وبعيدة تماماً عن ( أترابها ونديداتها) وهاهي الآن تسير على درب( الخَلَف والخَلْف)..... الشعب بكل أطيافه يذكر الأفعال والأعمال لا الأقوال وتستقيظ في دواخله الإنجازات بل وتظل صرحا يحكي (قصة مدينة أو ولاية)، لكن النيل الأبيض لم يكن لها (ملف) في طياته (تتراص العطايا) لشعبه الجسور الذي إحتمل ولاية نور الله بكل (إخفاقاتها)... وبما أن السياسة (لعبة قذرة) والأيام (دوّارة) كما يقال منذ القدم لذلك تظل أسماء المناصب (ثابته) وتتغير الشخوص لكن منها ما تندثر سيرته سريعا لأن السيرة لاتستحق القراءة أو الوقوف عندها ولو (مجاملة) ....... همسة عند الأصيل ...جاءت تتكىء على لونه الذهبي .. فكساها ثوبه ..... وأهداها معنى للوجود .....