كانت بدايات الإذاعي عاصم علي عبر الاثير عندما إلتحق بالإذاعة القومية في العام 1990م عبر قسم المذيعين والذى كان يرأسه كمال محمد الطيب، وكانت اولى المهام التي اوكلت اليه هي قراءة النشرات الاخبارية ومن ثم إعداد و تقديم برنامج المجلة الاسلامية في يونيو من ذات العام بمبادرة من الاستاذ قرشي الطاهر مدير اذاعة القرآن الكريم وشارك بتقديم البرنامج في ذلك الوقت «سليمان شعيب ، عبد الباقي محمود ، أسامة مختار، ومن ثم انضم الى طاقم المبدعين الاستاذ مصطفى جابر تكروني» ويتميز عاصم علي بادائه المتطور على مر السنوات وإرتبط أيضا ببرنامج «المجلة الإسلامية» التي تجاوزت العشرين عاما من الإنطلاقة الاولى و يشغل حاليا منصب المشرف الاداري على عمليات التحرير وإجازة المواد و النشرات الاخبارية الى جانب عمله في مجال تقديم البرامج و النشرات الاخبارية.. التقيناه وكانت هذه المقابلة والتى خلصنا منها الى هذه الافادات .. ٭ بدءاً ماهى البرامج التى شاركت فى تقديمها الى جانب المجلة الإسلامية ؟ - قدمت حلقات من برنامج «نفحات الايمان» ، وانتجت برنامج بعنوان «حديث المنابر» عبر اثير اذاعة القرآن الكريم ودخلت تجربة الدراما الاذاعية عبر برنامج حمل عنوان «من قصص القرآن الكريم» من اخراج الاستاذ عمر اسماعيل العمرابي. ٭ هل اقتصرت تجربتك الإعلامية على اعداد وتقديم البرامج فقط؟ - عملت قارئا للنشرات الاخبارية منذ العام 1995م وتوليت رئاسة احدى المجموعات الاخبارية التي تضم عددا من « المحررين ، المعدين ، المذيعين» بحكم التوزيع الداخلي للإدارة، ومن اميز المذيعين الذين ضمتهم المجموعة أحمد محمد علي حسين ، محمد الشفيع جاد الله ، سامية صالح كنة ،إتجهت ايضا للعمل في وحدة المعلومات لإنتاج الملفات المرتبطة باخبار المجلات السياسية و الاقتصادية ومشاريع التنمية ، وكانت لي مشاركة في إجراء الحوارات الاذاعية داخل الفترات الاخبارية . ٭ لماذا لم تتجه لإعداد وتقديم برامج اخرى الى جانب المجلة ؟ - لدي فكرة انتاج برامج ذات طابع سياسي وتوفرت لدي عناصر البرنامج ومكوناته ولكن يصعب التوفيق بين الاشراف الاداري للأخبار و اعداد البرامج باعتبار ان العمل الاداري في كثير من الاحيان يشكل خصما على الانتاج الاذاعي ، وفي الحقيقة تستهويني البرامج السياسية و الثقافية. ٭ ماهي العلاقة بين اعداد وتقديم «المجلة الاسلامية» والفترات الاخبارية والبرامج السياسية ؟ - المجلة الاسلامية عمل أحببته و التزام سابق تجاه المستمعين كنوع من الوفاء لعمل ابتدرت به نشاطي الاذاعي واحتفظت به رغم تنقلاتي داخل إدارة الأخبار ، وارتباطي بها بحكم اهتمامي بالبرامج الثقافية. ٭ من خلال تجربتك الاذاعية ماهوالتأثير الذي حققته الأصوات الشابة ؟ - أنا ضد الربط بين طبيعة العمل في المرحلة السابقة و المرحلة الحالية ، بمعنى ان المذيع في السابق كان مرتبطا بمسؤولية محددة وهو وبالتالي متاح له ان يتقن اللغة و يجود الاداء و يكثف حضوره عند الأداء الإذاعي ، واختلف الامر الان حيث تعددت واجبات المذيع ومهامه واصبح يتطلب منه المشاركة في اعداد الفكرة ومتابعة الاحداث ،ولابد للمذيع ان يكون ملما بمستجدات الاحداث و الوقائع ،فالمسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة جدا لذا اعتقد ان المقارنة بين الاداء الاذاعي بين الامس و اليوم غير عادلة. ٭ اتجهت في فترة الى الانتاج الدرامي لكنك لم تستمر في هذا المجال ؟ - في الحقيقة سبب عدم استمراري هو أن الزمن المتاح لتنفيذ هذه المهام بسيط جدا و لا يحتمل ان اضيف اليه جهودا اخرى ، فانتاج البرامج الدرامية يتطلب تركيزا عاليا وتفرغا تاما حتى تحقق هدفها وتخاطب المستمعين بمختلف مجالاتهم. ٭ هل حافظت المجلة الاسلامية على مستواها خلال العشرين عوما الماضية ؟ - تطور مضمونها وتنوعت موضوعاتها وإسهامها في تقديم المعرفة المطلوبة ، ولكن في المقابل تناقص عدد المستمعين المتفاعلين معها وهذا يعود لازدحام الفضاء الاعلامي بالعديد من الوسائط ، الى جانب اهمية تطوير وسائل الاتصال بالجمهور من خلال البريد الالكتروني ، ايضا هناك تنافس في مجال البرامج الدينية المقدمة على الفضائيات، ونحن على ثقة من تطور البرنامج ومواكبته وتناول الموضوعات عبره بزوايا مختلفة بعيدا عن التقليد. ٭ ماهي الآلية التى تطور اداء الاعلامي في مجال الاخبار ؟ - المتابعة المستمرة لوسائل الاعلام وخاصة النشرات الاخبارية واكتساب الخبرات ، وهذا ما شكل بداخلي قناعات بأهمية الاخبار في عالم اليوم ، هذا الى جانب ان المتابعة تسهم في ترتيب اولويات الافكار البرامجية وفق قراءة واقعية لأحداث العالم. ٭ لماذا لم تتجه للعمل الاذاعي عبر أي منبر اخر غير هنا أم درمان ؟ - أؤمن بنظرية ان انتشار المذيع عبر اكثر من اذاعة يتسبب في تشويش على المستمع ويفقد الاذاعة ولا بد من الحفاظ علي بصمة المذيع عبر منبر اعلامي واحد أوافق على التنقل على المستوى العالمي خارج السودان ولكن الانتقال عبر اي منبر داخل السودان قد لا يحقق الاضافة المرجوة ونحن في أتم الاستعداد في ان نزود وسائل الاعلام الخاصة بخبراتنا في اطار الاستفادة من الخبرات. ٭أين الاصوات النسائية من المشاركة في «المجلة الإسلامية»؟ - لدينا تجربة بمشاركة الاصوات النسائية في تقديم المجلة الاسلامية وقد قدمت البرنامج لفترة طويلة الاذاعية هويدا حماد ،انتصار محمد الشيخ كانت لهما مشاركة فاعلة في تقديم البرنامج عبر الاثير. ٭ الى اي مدى ساهمت متابعتكم الاخبارية في رسم خارطة للأوضاع الراهنة في الدول العربية؟ - هذا يقودني للحديث عن الاعلام في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية فالاعلام الحكومي مقيد بسياسات الدولة وخطها العام ، وعلى الرغم من ذلك وجدت الاذاعة السودانية مساحة في تناول الموضوعات و القضايا بحرية اكبر وتمكنت من التعبير عن قضايا الناس،الى جانب ذلك تتمتع بحرية في تناول الاخبار المحلية و العالمية مما جعلها تساهم في رسم ملامح الوضع الساسي الراهن في الدول العربية من خلال التناول الاخباري و التحليل السياسي. ٭ كلمة آخيرة ؟ -اتمنى مزيدا من الاهتمام بالعمل الاعلامي من قبل المسؤولين ومن قبل الدولة وتحديدا الاخبار باعتبارها العمود الفقري لأي عمل اعلامي وترسم خريطة للواقع السياسي في الدول.