«وينم الجماعة ..عاوزنها كدة ..شن طعمها «بهذة الجمل الثلاث عبر وعلا صوت احد نواب المؤتمر الوطني داخل قبة البرلمان امس والنواب يترقبون دخول الرئيس البشير لاعلان افتتاح الدورة الجديدة . تباينت ردود الافعال ومشاعر النواب الذين احسوا فعليا امس بالتنفيذ الفعلي للانفصال ليكون المجلس الوطني اول مؤسسة تطبق نتائج استفتاء الجنوب .فبعض النواب ايد بشدة الاعلان المبكر لفض الاشتباك والطريقة التي تمت بها والآخر رفضها واعتبر الطريقة التي نفذت بها مستفزة . وقال رئيس كتلة المعارضة في البرلمان اسماعيل فضل ل»الصحافة « لاول مرة يدخل البرلمان واحساس الحزن يسطر عليه والوحشة ليجد قاعة الجلسة التي كانت تضج بالنواب الجنوبيين وقفشاتهم ومناكفاتهم غابت تماما ليصور جلسة امس كالمأتم، وذكر انه احس فعليا بان الانفصال وقع واضاف «كنا نأمل ان يؤجل الاحساس بالانفصال حتى نهاية الفترة الانتقالية في يوليو المقبل وانتقد فضل الطريقة التي استخدمها رئيس البرلمان احمد ابراهيم الطاهر لاسقاط عضوية النواب الجنوبيين، وقال كان الاولى وان كان لابد من تنفيذ المادة 118 الخاصة باسقاط عضوية الجنوبيين ان لا تتم العملية بتلك الصورة المهينة التي عومل بها النواب الجنوبيون، وكأنما هم موظفون او عمال في شركة اوشكت على الافلاس وتسعى لتقليص العمالة واوضح «الاولى ان يتم فك الارتباط في جلسة خاصة وبحضور النواب الجنوبيين وبشكل احتفالي تحفظ المودة والتواصل وتحمي كرامة النواب « واكد ان ماتم سيكون له انعكاسات خطيرة في المستقبل باعتبار ان النواب المبعدين يمثلون قادة في الدولة الجديدة واشار الى انها يمكن ان تؤثر سلبا على تسوية القضايا العالقة بين الشريكين. لكن محمد صالح محمد الصافي النائب البرلماني في كتلة المؤتمر الوطني قال انه لم ينتابه اي شعور بفقدان النواب الجنوبيين رغم غيابهم لاول مرة عن الجلسة الافتتاحية للبرلمان واوضح «هم من قررو الانفصال واسسوا لدولتهم الجديدة «واضاف «احساسي لغيابهم طبيعي وعادي جدا خاصة وانه متوقع « واعتبر الخطوة تأكيدا لاكتمال الانفصال .ودافع بشدة عن موقف رئيس البرلمان وقال ان ماتم من قبل الطاهر لايمثل استفزازاً وانما يجب ان يوضع في خانة الوضوح واضاف ولا اجد اي مبرر لاستياء النواب .اما النائب المستقل عماد الدين بشرى الذي لم يخفِ علامات الحزن في وجهه قال انه حزين جدا لغياب النواب الجنوبيين بتلك الطريقة التي وصفها بالاستفزازية وقال حتى لوكان الرأي القانوني الذي ساقة الطاهر صحيحا كان من الممكن ان يتم بطريقة افضل واضاف اسلوب الطاهر هزم مشاركة النواب الجنوبيين في البرلمان ويمثل بداية لتوتر العلاقات مابين الشمال والجنوب مستقبلا وبعث بشرى برسالة للنواب الجنوبيين مطالبا اياهم اخذ تصرف الطاهر في الاطار الفردي وبانه لايمثل جميع النواب ولا الشماليين الذين يكنون كل الاحترام للجنوبيين ويتطلعون لعلاقات قوية بين الدولتين في اطار مصلحة الشعبين .ويقول شريك الجنوبيين في النضال النائب البرلماني عن كتلة الحركة الشعبية «جنوب كردفان « عمار اموم ان الوقت لازال مبكرا للحديث عن اختفاء الجنوبيين عن الشمال عموما واوضح «الجنوبيون سيظلوا موجودين في الشارع واجهزة الدولة المختلفة بما فيها البرلمان « واضاف «كما هم موجودون الآن في تشريفة رئيس الجمهورية « ولكنه اكد ان طريقة فض الارتباط التي انتهجها الطاهر سترمي بظلال سالبة على مستقبل العلاقات بين الدولتين الجارتين واوضح «هؤلاء النواب سيكونون في الدولة الجديدة قادة وربما يكونوا حجر عثرة في اي قضايا تدفع لبرلمان الجنوب بشأن اي قضية تتعلق بالدولتين « واضاف «كنا نتوقع ان يتم فك الارتباط بصورة احتفالية تخلد لذكرى حلوة لشكل العلاقة بين الشماليين والجنوبيين وتؤسس لعلاقة جيرة اخوية طالما فشلنا في تحقيق الوحدة الجاذبة «.ولمست «الصحافة « تبايناً واضحاً في مواقف نواب المؤتمر الوطني بشأن قرار الاسقاط وطريقة تنفيذه فالبعض ايد الطاهر فيما ذهب اليه وردد في كلمات حاسمة ومنفعلة «خليهم يمشوا مش هم الاختاروا» والمعسكر الآخر انتقد الطاهر بشدة واعتبر ماتم جاء بقرار فردي ، وان رئيس البرلمان بطريقته تلك احرج حتى رئيس الجمهورية الذي اتفق مع سلفا على استمرار النواب وبحضور الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي وقطعوا بان الوطني دخل في ورطة حقيقية لاسيما وان الطاهر جاهر لقادة الحزب بان استقالته مقابل تكسير القرارات .وعبر عدد من نواب الوطني عن حزنهم العميق لما تم بشأن الجنوبيين وابدوا تخوفا من ان يؤثر سلبا على مستقبل العلاقة بين الدولتين وان ينضم الجنوب في المحافل الدولية والاقليمية لخانة الدول التي تقف ضد السودان الشمالي .عموما تعليق جلسات البرلمان للاسبوع المقبل ربما يمهد لقرار سياسي قد يقلب مجريات الامور ويجيب على التساؤلات حول اي كفة سيرجح المؤتمر الوطني كفة المصلحة القومية العامة باسقاط قرارات الطاهر بشأن ابعاد النواب من المجلس ام كفة الحزب بالابقاء على قرار الطاهروبالتالي الابقاء على الطاهر نفسه على قمة الحزب والذهاب بمستقبل العلاقات بين الدولتين إلى مهب الريح .