اكتست شوارع الخرطوم بالخضرة خلال فترة وجيزة، حيث أقبل المواطنون على زراعة أشجار «الدمس السعودي» داخل منازلهم او كسياج لها لمميزاتها الكثيرة، وهي سريعة النمو، فخضرتها تدوم طول العام، وقد يصل طولها إلى «20» مترا والاستفادة من حطبها في صناعة الأخشاب والفحم النباتي وعلف للحيوانات، كما انها تستخدم للتشجير الغابي لمقاومتها الملوحة والجفاف، بجانب استخدامها أحزمةً واقية من الرياح.. ولكن رغم هذه الميزات تبقى مساوئ هذه النبتة حقيقة لا يمكن تجاهلها، فجذور هذه الشجرة لها القدرة على التمدد الى اماكن بعيدة، وقد تخترق جذورها شبكات المياه والصرف الصحي عبر شعيراتها الدقيقة والنمو داخلها. ويمكن زراعة شجرة «الدمس» ولكن بطريقة معينة حتى لا يتضرر منها صاحب المنزل، فمن المفترض ان تزرع على بعد مسافة مناسبة من المباني وشبكات المياه والصرف الصحي، وضرورة ري أشجار الدمس بانتظام حتى لا تضطر جذورها الى إرسال شعيراتها الجذرية حولها وما جاورها بحثاً عن المياه.. فلا بد للمهتمين بالجمال والخضرة أن ينتبهوا عند إقبالهم على زراعة الدمس السعودي إلى معرفة احتياجاتها الغذائية ومميزاتها وسلبياتها. واشتهرت هذه الأشجار في الصومال بالجزوع التي يصل قطرها إلى مترين. وتتميز هذه الشجرة في موطنها الأصلي بتفرع الساق الى أغصان عديدة «قد يكون ذلك بسبب القطع والرعي» أما في السودان فلها ساق واحد مستقيم وتاج كثيف منتشر اللحاء بني اللون وبه شقوق عميقة والساق خشن ومستقيم، وتتميز أوراقه بأنها طويلة رمحية تشبه ورق الكافور، ولكنها تتجمع عند نهاية الفروع، والأوراق بسيطة متبادلة. كما أنها تحتاج إلى قدر عالٍ من الرعاية، فالنظافة والري ضروريان للغاية خلال الأشهر القليلة التي تلي الزراعة، وذلك لضمان استمرار الأشجار حية. ويتحمل الدمس فيما بعد الجفاف إلا أنه ينتعش بالري أو وجود المياه الجوفية، كما ينتج أجود أنواع حطب الوقود والفحم، والأوراق علف جيد، وتلجأ إليها الحيوانات في أوقات الشدة، وتنتشر فى الآونة الأخيرة زراعة الدمس لأغراض الزينة. ويقول كرار عثمان صاحب مشتل بالرياض، إن شجرة الدمس السعودي من الاشجار التي يفضلها المهتمون بالزراعة والجمال، فهي سريعة النمو بشكل خرافي، وخضرتها تدوم طوال العام، بالاضافة الى انها غير مرتبطة بنوع تربة معين، ويبلغ سعر الشتلة جنيهاً للشتلة الواحدة، وقد يتفاوت الثمن حسب طولها.