انتشرت فى الفترة الاخيرة اشجار الدمس السعودية بصورة واسعة وصارت خضرتها الكاسية واغصانها الظليلة على جانبى الشوارع ابرز ملامح الاحياء، لدرجة انها غدت تشكل عنصرا حد من عرض الشوارع وبرزت الشجرة بعد الحملة التى قادها يوسف عبد الفتاح نائب والي الخرطوم الاسبق في تشجيع التشجير والاهتمام بالخضرة واستخدمها البعض بمثابة حاجز من الشارع و(ضروة ) . جاء استزراع الشجرة دون الوعى بمخاطرها وما تسببه من اضرار صحية مثل الحساسيات، كما انها اسهمت في اغلاق خطوط المياه الى المنازل وقد ادى تدني اسعار شتولها الى انتشارها بسرعة تفوق انباتها داخل التربة حيث تتوفر فى المشاتل بسعر ثلاثة شتلات مقابل الجنيه الواحد . الصحافة لاحظت انتشار اشجار الدمس فى كافة الاحياء السكنية امام المنازل حيث يكاد طولها يعانق السماء معلنة عن نفسها بقوة .يقول صلاح احمد انه قام بزراعة اشجار الدمس امام منزله ولاحظ انها سريعة فى نموها كما تضرب جذورها في الاعماق بسرعة البرق و يظهر ذلك فى سمك جزعها و بدأت فى التوسع وبات كل سكان الاحياء يقومون بزراعتها برغم ان البعض سمع بمضارها و لم يعد يدرك كيفية التصرف نحوها .. يمضي صلاح في حديثه ليقول ان هذه الاشجارقدمت من السعودية حيث رفضتها الدول التي كانت على علم باضرارها ومن المخاطر التى تسببها هذه الشجرة اغلاق عيون آبار السايفون وسد المصارف ، يتفق مع رؤية صلاح عضو جمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية عماد ادريس الذى قال : ان شجرة الدمس دخلت السودان من السعودية وهى من الاشجار المعمرة التى تنمو بسرعة كما ان للشجرة جذور قوية تبحث عن الماء الجوفي والسطحي على السواء و لها شعيرات دقيقة لاتتأثر بالمياه المخلوطة بالصابون وغيره واشار عماد الى الاضرار التى تنجم من زراعة الدمس حيث تؤدى الى اغلاق توصيلات المياه وتسد الخراطيش من الشبكة فى رحلة البحث عن الرى واكد انه عند ازهار هذه الاشجار تسبب الحساسية ،والدمس لاتزهر الا اذا تعرضت الى العطش الشديد ، ويستحسن عند زراعة هذه الاشجار قصها شهرياً. يمضي عماد للقول ان للشجر بعض المحاسن مثل الحد من الزحف الصحراوى وبحكم سهولة زراعتها واكثارها وسعرها المنخفض اقدم عليها المواطنون وتعتبر شجرة الدمس ضارة بالتربة والمياه الجوفية ولكنها اقل ضرراً من اشجار المسكيت التى تتمكن من احتلال كل المساحات المتاحة وذكر انها هشة عندما تكون عالية حيث يسهل كسر فروعها عند هبوب الرياح اضافة الى ان المواطنين يستخدمونها كحزام وحواجز امام المنازل والحدائق المنزلية ودن النظر الى المخاطر التى قد تنجم من ورائها خاصة عند الاطفال الذين قد يصابوا بحساسيتها سواء كانت جلدية او صدرية مناشدا المواطنين بزراعة الاشجار التى ليست لها مضار صحية .