اسئلة كثيرة وحوارات مستمرة يتداولها اهلكم هنا بوادي حلفا- الوطن الام- هذه الايام وهم يخوضون ومنذ ما يقارب على النصف قرن من الزمان غمار معارك الحياة اليومية بجانب الكفاح المستمر من اجل إعادة الاعمار لهذه لمنطقة وعاصمة النوبة التاريخية حلفا، بعد ان قدر لها ان تزول وتمحى من على الخارطة اثر كارثة الاغراق المعروفة بعد قيام سد أسوان العالي في ستينيات القرن الماضي. لقد تابعتم بالطبع المراحل التي مر بها اهلكم هنا في النضال والصمود والتضحيات، لإبقاء هذا الجزء العزيز من الوطن الكبير وبفضلهم تحقق ما كنا نصبو اليه وكان للاهل والحلفاويين في شتى ربوع السودان وغيرهم دور كبير في الوقوف معنا والمؤازرة خاصة من مواطني نهر النيل ومدينة عطبرة مهد البطولات ولا ننسى هنا دور نقابات العمال وخاصة عمال السكة الحديد الاشاوس الذين كان من بينهم نفر عزيز من أبناء حلفا نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المناضلين: محمد عثمان ديدي- وقاسم جمبلان- وسيد احمد عبد المجيد- ودهب عبد العزيز (رحمهم الله جميعاً)، ومن الاسر العريقة نذكر: آل عابدين حسين- وآل الخطيب- وآل محمد طه بيرم، وغيرهم من الذين عاشوا واثروا البقاء والحياة في تناغم وانسجام تام مع أهل تلك الولاية- ونحن لا زلنا نتمسك بتلك العلاقات المميزة التي ستربطنا الى الابد، خاصة بعد المستجدات التي حدثت على ارض الواقع فولاية نهر النيل وعطبرة اصبحتا همزة الوصل ونقطة الانطلاق وجسراً للتواصل بيننا وبين الذين هجروا قسراً الى ولاية كسلا ( حوالي 05 ألف نسمة) ولابد للولاية ان تؤدي دورها وتشارك في عمليات التنمية المنشودة لكل الاطراف. واصارحكم القول في ما دفعني لمخاطبتكم عبر هذه الرسالة هو ما نشهده ونلحظه هذه الايام من ضعف العلاقات بل وانعدام وغياب وسائل الربط والتلاقي بين المنطقتين مما اثر سلباً على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة منذ عهود طويلة وهذا يقودنا مباشرة الى السؤال عن اسباب توقف خدمات السكة الحديد في خط وادي حلفاعطبرةالخرطوم، بالنسبة للركاب والسلع لمدة تزيد عن الثلاثة اشهر ولا توجد مساع حسب علمنا لإعادة هذا الشريان الحيوي الى سيرته الاولى والذي تصلب وتوقف بعد ان كان نابضاً بالحياة بما يزيد على المائة عام وعليه صار لزاماً علينا والمسؤولين على السواء بحث هذا الامر وتدارك تداعيات هذه الاحداث لمصلحة البلاد والعباد. سؤال اخر بديهي يطرح نفسه بشدة من قبل الحادبين على تطوير وتنمية المنطقة للسيد والي ولاية النيل وحكومته الموقرة.. وهو (لماذا لم يتم فتح الطريق البري من عند ابي حمد براً حتى حلفا، علماً بأن حدود ولاية نهر النيل تمتد شمالاً حتى المحطة (رقم 6)؟، ولا يحتاج هذا الطريق إلا لقليل من المعالجات من ترميم وردميات في اماكن معينة ليكون سالكاً بصورة مستمرة. والجدير بالذكر ان هذا الطريق سيتقابل مع طريق حلفا قسطل اسوان ليشكل مصدراً مهماً للتنمية والتعمير في حلفا وفي ولاية نهر النيل. وفي الختام نرجو من المواطنين في كلا الناحيتين وفي تجمعات اهلنا بنادي بوهين وغيره من المنتديات مناقشة هذا الموضوع وتقديم المقترحات.. والله المستعان ومن وراء القصد. صاوي محمدي بتيك