تشهد مدينة وادي حلفا هذه الأيام تطوراً ملحوظاً من مشاريع البنية التحتية - مما أعتبره الكثير من الحلفاويين المهجرين قبل اكثر من اربعة عقود- حافزاً للعودة من قرى خشم القربة إلى منطقتهم الأصلية. وكانت حكومة عبود قد استخدمت الجزرة والعصا لتهجير نحو «05» ألف حلفاوي من الأراضي التى غمرتها مياه السد العالي في منتصف القرن الماضي. ولكن نحو «5» آلاف اصروا على البقاء في أرض الأجداد رغم إنقطاع الخدمات الأساسية عنهم كالتعليم والصحة والمياه- وحتى سفريات «الاكسبريس» بين وادي حلفاوالخرطوم. ويقول الاستاذ صاوي بتيك في رسالة الى «الرأي العام» ان المدينة القديمة تعود الآن تدريجياً الى سيرتها الأولى. فقد تطورت مشاريع الطرق والكهرباء والمياه بجانب الطرق الداخلية المسفلتة وانشاء طريق حلفا- السليم «في منطقة دنقلا». ويقول صاوي.. إننا بدورنا نشجع كل عمل تنموي على أسس علمية يُعول عليها ونتطلع إلى مشاريع أكبر خاصة في الزراعة وقد اكتشفت مؤخراً مساحات بملايين الأفدنة غربي حلفا وكذلك إلى تطوير الثروة السمكية في بحيرة النوبة والسياحة وغيرها من المشاريع التنموية.. ? ولتكملة شبكات الطرق يأمل الحلفاويون في ربط مدينتهم العتيقة بابي حمد وصولاً إلى الخرطوم. ولكن الطريق الأهم والحيوي والاستراتيجي هو طريق حلفا- «قسطل- ادندان واسوان» من الجانب المصري من الحدود بالضفة الشرقية من النيل. ومن المفارقات أن الإخوة المصريين اكملوا رصف هذا الطريق حتى الحدود. وما تبقى على الجانب السوداني حوالي «71» كلم فقط. ? ويعلق صاوي على هذه المفارقة «منذ سنوات تتري علينا الوعود بفتح هذا الطريق الذي كان سالكاً حتى أيام الاستعمار الانجليزي ناهيك عن زمن الحريات الأربع وتحسن العلاقات السودانية- المصرية. مواطنو وادي حلفا يتوقعون من المسئولين السودانيين ان يعجلوا بتكملة رصف هذه المسافة الصغيرة من الطريق. الآن الكرة في ملعب الحكومة السودانية وهذا المطلب في نظرنا هو أساس تطوير وادي حلفا- الميناء والمعبر لمصر والعالم الخارجي شمالاً.. ? وهكذا بدأ ميلاد جديد لوادي حلفا ويرحب صاوي بالعائدين من حلفا لمشاركة أهاليهم المقيمين في عمليات التنمية والبناء حتى تعود المدينة العتيقة لسيرتها الأولى.