٭ تابعت مراسم الزواج الملكي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، تابعته على فضائية (B.B.C) التي جعلتني أجلس القرفصاء وأنا أشاهد التغطية المميزة التي تنبعث بالحيوية وتخاصم التقليدية في الصورة المعبرة والمقابلات كاملة الدسم. وقفت أمام الصورة الأكثر جمالاً في الاحتفالية وهي أن الأمير وليام ابن ولي العهد البريطاني الأمير تشارس قاد عربة الزفاف بنفسه وبدت العربة العتيقة من طراز روزارويس في حلية زاهية. وكان الامير وليم وزوجته كاترين يحرصان على رد التحية للجمهور الذي حجز مكانه منذ الصباح الباكر ليشارك الأسرة المالكة فرحتها ولم تفارق الابتسامة وجه دوقة كامبردج العروس الحسناء كيت وكان ثمة سؤال طرحته قناة (B.B.C) لماذا يحب الشعب هنا ملوكه بينما ينتفض عليهم ويثور في وجههم في بعض الدول العربية وجاء الرد سريعاً من مراسلة القناة بأن الشفرة التي تحل ذلك هي الاحترام الذي يجده الشعب من العائلة المالكة.... ومن المشاهد الطريفة في حفل الزفاف الملكي أن الخاتم عاند العريس ورفض أن ينزل في اصبع العروس إلا بصعوبة شديدة!! ولفت نظري البساطة في فستان العروس الذي وصفته احدى الخبيرات في الموضة بأنه يلائم شخصية العروس البسيطة، ويعكس ذوقها الراقي. وكانت والدة العروس قد تعرضت لنقد عنيف من الصحافة البريطانية بسبب المشادة بينها ومصممة الازياء، وكانت والدة العروس قد طلبت من مصممة فستانها الذي ستحضر به الفرح أن تسلمها الفستان قبل حيكاته لتجربه بالمنزل وهو مثبت بالدبابيس وهذا ما رفضته مصممة الازياء، وقالت انها لا تسمح بذلك في تعاملاتها مع الزبائن. وطرحت فضائية (B.B.C) السؤال المهم عن وجه الشبه بين كيت وديانا وجاء الجواب من أكثر من محلل ان كيت تحرص على عدم التشبه بديانا وأن لكل من ديانا وكيت طريقة مختلفة وديانا عندما تزوجت بشارلس والد الأمير وليم كان عمرها 19 سنة وكيت الآن امرأة ناضجة في عمر 29 سنة. وتفهم كيت كيف تتعامل مع الصحافة جيداً ويبدو أنها تلقت تدريبات في ذلك وعندما واجهها بعض المصورين أثناء تسوقها في أحد الأسواق تعاملت معهم بأعصاب هادئة ولكن وجه الشبه ما بين كيت وديانا يبدو في الابتسامة الساحرة. الزواج الملكي كان كرنفالا رائعا وموعدا مهما للفرح، أمير يتجوز فتاة من عامة الشعب ومعلوم أن كيت ليست من العائلة المالكة وأبوها مليونير جمع ثروته من التجارة عبر الانترنت، ولكنه من عامة الشعب وقبل سنوات لم يكن ليحدث ذلك في بريطانيا ولكنه التغيير الذي اجتاح العالم نفس التغيير الذي جعل أوباما أول رئيس أسود يصعد إلى سدة الحكم في الولاياتالمتحدة. ٭ ان زواج وليم وكيت ليس رواية شرقية في ختامها يتزوج الابطال كما قال نزار قباني ولكنها رواية غربية بتفاصيل عربية ومعلوم ان الأمير وليم (دوق كامبردج) وكيت التي أصبحت (دوقة كامبردج) بعد الزواج عاشا قصة حب عميقة وأن لقاءهما الأول كان في المدرسة الثانوية وسبق أن اختلفا وتفرقت بهما السبل لفترة من الزمان ولكن أحد أصدقائهما كان له الفضل في عقد مصالحة بينهما وهناك رواية تقول ان فترة الخلاف بينهما اتفقا فيها أن تكون العلاقة بينهما صداقة حتى عادت المياه إلى مجاريها، وتدفق نهر الحب كنهر التايمز العظيم. الزواج الملكي كان حدثاً فوق العادة عاش فيه الانجليز فرحة عارمة مع الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بريطانيا هذه الأيام. ولكن فرحة العرس الملكي لم تستطع أن تطفئ جحيم العنف في بعض الدول العربية وكانت الجمعة عنيفة في المشرق العربي. واسهم حفل الزواج في ارتفاع المبيعات في بريطانيا وارتفعت كل مبيعات السلع التي لها علاقة بمناسبة الزواج وصعدت الصين إلى المشهد بقوة وصدرت وارداتها إلى بريطانيا. نحتاج إلى مثل هذه المناسبات لنتنفس هواءً نقياً ولكن للأسف هي نادراً ما تتكرر ويظل العنف وصوت المدافع هو الأعلى في العالم ولن تفلح ابتسامة كيت في حبس انفاس العنف.