حالة من الفرح كانت تسود اجواء المكان ،وكل يعبر عن سعادته بطريقته الخاصة،فجأة وشلالات الفرح تنداح في الأنفس والمكان، حدث مالم يكن في الحسبان ،طلقة طائشة من شاب كان مشاركا في الحفل اراد التعبير عما يجيش في دواخله من فرح ،خرجت من فوهة مسدسه وضلت طريقها لتستقر في قلب امرأة اربعينية لم تكن تدري أن القدر يخبئ لها الموت فرحا ،هذا السيناريو الحزين تكرر أمس الاول بالحاج يوسف الردمية ليكون امتدادا لأحزان خلفتها ظاهرة اطلاق الاعيرة النارية في الافراح المختلفة ،الحزن الذي سيطر وحل مكان الفرح في ذلك اليوم جعل الجميع يطالبون السلطات بقرارات حاسمة وشجاعة تمنع منسوبي القوات النظامية والمواطنين من استعمال الأسلحة النارية في المناسبات . وفي هذا الصدد يقول المواطن عثمان أحمد :ظاهرة اطلاق الاعيرة النارية في المناسبات المختلفة خاصة الاعراس ثقافة موروثه منذ القدم وهي تعتبر من عادات وتقاليدالمجتمع السوداني في الزواج ، وهي حالة تعبر عن الفرح والابتهاج وبمثابة الاشهار و الاعلان عن الزواج ،ويستدرك قائلا:بيد انها تسهم في كثير من الاحيان في تحويل مناسبة الفرح الى حالة من الحزن لذلك لابد من التخلى عنها فورا ،معتبرها ثقافة سلبية تحتاج لعلاج جذري حتي لاتودي بالانفس وتحيل الأفراح الي اتراح،فيما قالت المواطنة ياسمين الطيب ان ظاهرة اطلاق السلاح في مناسبات الافراح خلال الحفلات ظاهرة غير مقبولة ،واضافت ان حمل السلاح والتظاهر به امام الاخرين يعكس نوعا من الخلل النفسي،وتضيف: نجد كثيرا من الافراد يستخدمون السلاح باهمال ودون تركيز لذلك باتت تتكرر حوادث الموت فى مناسبات الافراح ،وابانت ياسمين ان وجوده خارج ايدى رجال الامن خطر وحتى ان كان للدفاع عن النفس ،وأضافت: لذلك لابد من حسم امر اطلاق الاعيرة النارية فى مناسبات الزواج بسن عقوبات رادعة تجعل العريس وذويه تحت طائلة القانون فى حالة اطلاق نار خلال حفلة الزواج ،ومن جانبه المواطن محمد عوض وصف ظاهرة اطلاق الرصاص فى مناسبات الزواج بالأمر الخطير وغير الحضاري، ويتساءل عن الفائدة التى تعود علي مناسبات الافراح من اطلاق الاعيرة النارية ؟ وقال ان هذه الظاهرة تحتاج لاعادة نظر من المجتمع والجهات المسؤولة وذلك لايقاف فقدان الأنفس . ويقول الاستاذ عماد جلجال المحامي حول ظاهرة حمل السلاح في المناسبات وداخل الاحياء : ان حمل السلاح من ناحية قانونية ورسمية مسؤولية القوات النظامية وغير مصرح بحمله للمواطنين الا في حالة المصادقة عليه من قبل السلطات وفق شروط محددة وصارمة ، وابان جلجال ان القوات العسكرية يحكمها قانون واضح يحدد أماكن حمل السلاح ودواعي استعماله ، وأشار الي أن استخدام السلاح فى المناسبات يمثل خطرا كبيرا على ارواح المدنيين ويؤدى الى افساد الفرح وتحويله الي مأتم في كثير من الحالات ، وقال: كل شخص ينتمي لاحدي القوات النظامية ويستخدم الاسلحة النارية فى الافراح يجب ان يعاقب بصرامة وتشديد وذلك لأنه يهدر المال العام ويوقع أضرارا علي ابرياء لاذنب لهم ، وطالب أن تمتد القوانين الصارمة الي غير النظاميين الذين يحملون اسلحة مصدق بها ويستعملونها في غير الغرض المحدد .وأكد أن المجاملة في هكذا قضايا من شأنها أن تعود بالضرر علي الوطن والمواطن.