طالب مجلس الامن الدولي، الحكومة بسحب قواتها من ابيي فوراً،واعادة تكوين الادارية المحلولة باتفاق الاطراف،واعتبر الهجوم الذي نفذه الجيش الشعبي على قافلة الاممالمتحدة التي كانت تنقل عناصر القوات المسلحة في القوات المشتركة ،جريمة وانتهاكا لاتفاق السلام. وعبر اعضاء مجلس الامن الدولي في مؤتمر صحافي عقدوه بالخرطوم عن قلق المجلس العميق من سرعة تدهور الاوضاع الامنية فى منطقة ابيي ، واستنكر رئيس مجلس الامن في دورته الحالية السفير الفرنسي جاك ارو في المؤتمرالصحفي ما اسماه الحل الأحادي لادارية ابيي من قبل الحكومة، وطالب القوات الحكومية بالانسحاب الفوري من المنطقة لاتاحة الفرصة للانفاذ الكامل لاتفاقية السلام واتفاقية كادوقلي تحت رعاية اللجنة العليا التابعة للاتحاد الافريقي. وقال انهم استمعوا لوجهة نظر قبيلة المسيرية في اجتماع مغلق استمر لساعات امس حول الاحداث التي جرت خلال اليومين الماضيين . واعرب أرو عن اسفه من عدم تمكن الوفد من لقاء مسؤوليين حكوميين في الخرطوم بعد اعتذار وزير الخارجية علي كرتي نسبة لظروف مرضه، بجانب فشلهم في لقاء نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ،ورأى انها فرصة عظيمة فقدتها الحكومة لتوصيل وجهة نظرها حول الازمة الراهنة . من جانبها، حثت مندوبة الولاياتالمتحدة بمجلس الامن سوزان رايس حكومة الشمال بالاسراع في حل القضايا العالقة بين الجانبين قبيل التاسع من يوليو لجهة ان (جمهورية جنوب السودان) ستكون عضوة في الاممالمتحدة ومن الصعب حينها التوصل الى تفاهمات ايجابية في ظل دولتين مستقلتين ،واعلنت رايس عزم مجلس الامن على ارسال لجنة للتحقيق في الحادث الاخير في منطقة ابيي . وحول مصير بعثة الاممالمتحدة بالسودان، قالت انهم يرحبون برؤية الحكومة، مضيفة انهم ينتظرون رؤية حكومة الجنوب حول الامر ذاته . واشارت الى ان بعثة الاممالمتحدة لديها تفويض بحماية المدنيين كجزء من تفويضها، الا انها تنظر لكل الخيارات التي تطرح امامها واتخاذها على ضوء التزام الاطراف بأدوارهم حول العملية السلمية . وشددت على ان مجلس الامن يتابع الاوضاع في دارفور عن كثب ويدعم منبر الدوحة ودائما مايناقش رئيس بعثة اليوناميد ابراهيم قمباري حول الاوضاع في دارفور وعدم اعاقة تفويض البعثة، واعربت عن قلقها من تدهور الاوضاع الامنية في اجزاء بإقليم دارفور. وقالت رايس ان زيارتهم تستهدف في المقام الاول متابعة انفاذ اتفاقية السلام الشامل وعدم التركيز على الاوضاع الداخلية السياسية. وكشفت عن اعتزام وفد مجلس الامن لقاء منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية خلال زيارتهم الحالية في الساعات القادمة . الى ذلك، اعرب اعضاء مجلس الامن في بيان أمس،عن قلقهم العميق من سرعة تدهور الاوضاع في ابيي،كما ادان اعضاء المجلس بشدة هجوم القوات الجنوبية على قافلة بعثة الاممالمتحدة والتي كانت تنقل جنودا من القوات المسلحة السودانية تابعين للقوات المشتركة،وشددوا على ان الهجوم لم يكن الاول من نوعه في انتهاك اتفاق السلام،كما انه يمثل جريمة ضد بعثة الاممالمتحدة. كما ادان اعضاء المجلس التصعيد من قبل القوات المسلحة والدخول الى ابيي،واعتبروا ذلك انتهاكا خطيرا لاتفاقية السلام،وتهديدا لالتزامات الاطراف لتجنب العودة الى الحرب وحل ما تبقى من الاتفاق،ودعا اعضاء المجلس،الحكومة لوقف عملياتها العسكرية وسحب قواتها فورا من ابيي ومحيطها، وشجب المجلس حل ادارية ابيي وطالب بإعادة تكوينها باتفاق الاطراف دون تأخير،كما طالب الطرفين بتجنب استخدام العنف وعدم التورط في اي سلوك أحادي لفرض امر واقع جديد على الارض،كما شدد المجلس على اهمية سحب جميع القوات من ابيي انفاذا لاتفاق كادوقلي.