مثلما يشكل فصل الصيف هاجسا يؤرق مضاجع المواطنين جراء ارتفاع درجات الحرارة وقطوعات الكهرباء المتكررة وضعف الإمداد المائي، ينسحب ذات الهاجس على قوات الدفاع المدني التي دأبت على مجابهة مخاطر فصل الصيف المختلفة باستعداد مبكر ومتابعة دائمة وتنفيذ لخطط متنوعة للحيلولة دون تعرض ارواح وممتلكات المواطنين لأضرار، فغير مكافحة الحرائق التي تنتشر في هذا الفصل، تضطلع إدارة الدفاع المدني بمهام أخرى لا تقل جسامة واهمية، وابرزها إحكام السيطرة على المسطحات المائية المختلفة بمختلف ولايات البلاد وذلك حفاظا على الأنفس من خطر الغرق الذي ظل يتهدد كل من يختار مياه النيل وغيره من انهار لتخفيف وقع الحرارة على جسده، ولأن حوادث الغرق تؤدي في كثير من الاحيان الى الوفاة خاصة في فئة الشباب، عملت إدارة المسطحات المائية التابعة للدفاع المدني على الانتشار والوجود المكثف على طول امتداد النيل بالعاصمة، حيث تم نشر أكثر من 73 وسيلة إنقاذ بحري (لانش) مزودة بكل مطلوبات الإنقاذ مع وجود دوريات على مدار ساعات اليوم لمراقبة سواحل النيل والمناطق التي تشهد اقبالا واكتظاظا من قبل المواطنين خاصة الشباب، ويقول العقيد الأمين توفيق فضل السيد مدير إدارة المسطحات المائية بالادارة العامة للدفاع المدني ان إدارته تضطلع بالعديد من الادوار المهمة في كل انحاء السودان وانها مسؤولة عن كل المسطحات المائية ، ويضيف: مهامنا لا تنحصر في انقاذ المواطنين من الغرق، بل تمتد الى إرشادهم وتوجيههم والمحافظة عليهم ، عطفا على منع الاستخدامات الخاطئة لمياه المسطحات من قبل بعضهم كغسيل العربات ومياه الصرف الصحي وغيرها من ملوثات للمياه، وكشف عن قرار صدر أخيرا يقضي بمنع السباحة في عدد من المناطق بالعاصمة (توتي، بري، خور ابوعنجة) وذلك لانها تحظى بنسب تردد عالية من قبل المواطنين، وقال أن اكثر المناطق بالعاصمة التي تشكل السباحة فيها خطرا كبيرا على حياة المواطنين هي جزيرة التمساح والقماير والحتانة، ومناطق كماين الطوب التي تم توجيه اصحابها بضرورة عمل سور يوضحها حتى يكون بمثابة حماية وانذار للذين يسبحون في النيل، وقال ان إدارته لا ينحصر عملها في توجيه مرتادي النيل للسباحة بل يمتد الى مراقبة المواعين النهرية التي تسخدم لغير اغراضها ما يشكل مصدر خطر على مستعمليها، كاشفا عن أن الاهتمام بامر المواعين جاء عقب مراجعة قامت بها إدارته عقب حادث الغرق الذي راح ضحيته 18 مواطنا سادس ايام العيد الماضي ، وقال انه قد تم تطبيق اجراءات حاسمة لضبط استعمال المواعين النهرية لاغراض السباحة وغيرها وذلك لضمان السلامة، وقال ان هناك 11 مركزا موزعة على النيلين الازرق والابيض والنيل وذلك بغرض المراقبة وضبط المواعين النهرية ومناطق السباحة بمختلف انحاء العاصمة ، وكشف عن احصاءات حوادث الغرق بثماني ولايات والتي بلغت 178 في الفترة من بداية هذا العام منتصف الشهر الحالي ،حيث بلغت بولاية الخرطوم 80 حادثا ،و47 بالجزيرة ،وبنهر النيل 21 حادثا ،وشهدت ولاية سنار عشر حالات غرق ،فيما شهدت ولاية شمال كردفان اربع حالات ،و3 حوادث بالنيل الازرق ،وست بولاية النيل الابيض ، وارجع العقيد توفيق انحسار حوادث الغرق بالعاصمة مقارنة مع العام الماضي الى التوعية المستمرة والوجود المكثف لقوات الدفاع المدني بالمسطحات المائية (200 عسكري) ، وتوفير 23 قارب انقاذ، واشراف مباشر من ضابط برتبة مقدم، وفي جانب اخر أكد صدور قرار بمنع المباني والجروف المطلة على النيل وذلك لانها تضيق من مجراه، وطالب المواطنين بعدم تشييد مباني على النيل حتى لا تتعرض للانهيار في موسم الفيضانات وذلك لان اهتمامهم مزدوج يستهدف الارواح والممتلكات، كما ناشد الاسر ضرورة توجيه الابناء ومنعهم من الذهاب الى النيل، وعدم اصطحاب الاطفال في الرحلات النهرية، وكشف عن منعهم غسيل العربات بساحل النيل المطل على الفتيحاب وذلك منعا للتلوث، وكشف عن تنفيذ خطط في المرحلة القادمة تهدف لتحديد اماكن السباحة على النيل بالعاصمة بعلامات واضحة.