دشنت الولاية الشمالية الطريق القارى الذى يربط الاسكندرية بجنوب افريقيا بحضور الدكتور محمد خيرى فقير الوالى المكلف وبدأت المرحلة الاولى بتنفيذ 10 كلم على ان تبدأ المرحلة الثانية فى ابريل المقبل ، ويبلغ طول الطريق بين ارقين - دنقلا 400 كيلو متر بتكلفة قدرها 750 مليون جنيه يتم تنفيذه عبر مجموعة الزوايا الهندسية خلال 24 شهرا عبر نظام البوت الذى يستخدم لاول مرة بالسودان اضافة الى ان الطريق يستوعب عمالة سودانية بنسبة 3 % وتقوم بالتمويل شركات مصرية وسعودية وقطرية وليبية . وقالت مصادر مطلعة للصحافة ان الطريق خالٍ من العوائق الطبيعية وهناك مجموعة من الوصلات الذهبية للربط ومنطقة حرة في أرقين، كما ان الطريق يمثل أهمية إقتصادية كبرى للسودان ومصر فالوصلة الذهبية القصيرة التي تصل بين أبوسمبل قسطل وادي حلفاشرق النيل والتي لا يتجاوز طولها 54 كيلومتر وهذه الوصلة رغم تكلفتها المحدودة يمكنها تنشيط التجارة وتبادل السلع بين البلدين فالطريق يبدأ من أبوسمبل المصرية غرب النيل وهي مدينة طرفية صغيرة على الحدود الجنوبية لمصر تتمتع بكل المقومات اللوجستية من حيث مرور طريق شرياني بها وهو طريق أسوان غرب النيل ومطار دولي وميناء نهري ويقابلها على الطرف الآخر مدينة وادي حلفا التي تمثل مدينة ذات طاقات كامنة لأنها تمثل الطريق البري القديم للقوافل كما أنها ملتقى خطوط السكك الحديدية للسودان منذ إنشائها عام 1904م كما كانت ومازالت ميناء نهرياً هاماً للنقل وسوف تزداد أهمية هذا الطريق بعد أن يكتمل إنشاء الطريق الغربي الذي يصل منطقة العلاقي الجنوبية بمدينة أسوان بطول 160 كيلومتر وعندئذ لن نحتاج إلى عبور البحيرة من الشرق إلى الغرب عند أبوسمبل المصرية وإنما ستنطلق القوافل من أسوانشرق النيل وغربه عبر كبري أسوان الجديد كما ستتحول هذه الوصلة الذهبية إلى الحلقة الأهم التي تربط طرفي الطريق المحوري الشرياني بين مصر والسودان على الإمتداد الشرقي والغربي لنهر النيل بعد الإنتهاء من إنشاء الطريقين الغربي والشرقي في أرقين ودنقلا ، فضلاً عن إنشاء الكباري التي تصل ضفتي نهر النيل في هذه المسافة عند التجمعات السكانية والإقتصادية الهامة. إن إنشاء هذه الشبكة الطولية للطرق المحورية لمصر والسودان له أهمية قصوى لمستقبل ومصير شعبي نهر النيل ومن هنا تتضح أهمية إنشاء الطريق الغربي أسوان - أرقين - دنقلا- الخرطوم كمرحلة ثانية وعاجلة تلي إنشاء الوصلة القصيرة (أبوسمبل - وادي حلفا). فالواقع مرير عانى منه الجميع في الفترات السابقة لعدم وجود أية مسافات مرصوفة أو حتى مجرد مدقات ترابية أو طبقة أساس بين أرقين الحدودية ومدينة دنقلا إلا أن هذا الطريق رغم وعورته وتوحشه المطلق هو الطريق الذي تستخدمه قوافل الجمال في رحلتها من المراعي الجنوبية السودانية إلى مصر عبر درب الأربعين والمشهد المألوف للعابرين في هذه الصحراء الممتدة هو منظر الهياكل العظمية للجمال البائسة في مراحل مختلفة مابين مشهد الجثث الكاملة للجمل ورميم عظامها التي قضت نحبها منذ مئات السنين حتى أصبحت تلك العظام بمثابة العلامات الهادية لمستخدمي الطريق لكي لا يتوهوا في تلك الصحراء والتلال الشاسعة.