* جاء عنوان صحيفة الصحافة الرئيسى وبتاريخ 16/ مارس 2012م الخبر التالى : إنقاذ 344 راكباً مصرياً وسودانياً بعد (جنوح) باخرة وفى سياق الخبر ... نجحت فرق الإنقاذ والحماية المدنية فى أسوان والقطع النهرية بميناء السد العالى أمس فى إنقاذ 344 راكباً مصرياً وسودانياً كانوا على متن باخرة نقل الركاب (ساق النعام) التابعة لهيئة وادى النيل للملاحة النهرية بعد أن (جنحت) بهم أثناء رحلتها الأسبوعية بين المينائين . وفى موضوع آخر .. نقلت الصحيفة عن اللواء كمال المغربى مدير ميناء أسوان أن الباخرة جنحت بمنطقة العلاقى جنوبأسوان ورجح أن يكون سبب ذلك هو سيرها فى مسار خطأ بعيد عن المسار المحدد لها . * ولكن يبقى التساؤل هل ذلك الخطأ هو الخطأ الوحيد لمسيرة هيئة وادى النيل للملاحة النهرية ... وإلى هذا التقرير ... * بعد تهجير أهالى حلفا عام 1964م توقفت الملاحة النهرية التى كانت تربط السودان ومصر وذلك بعد أن شهدت عهداً ذهبياً فى نقل الركاب والبضائع بأشهر البواخر الجميلة (الثريا - عطارد - المريخ) وهى كلها بواخر سودانية تمتاز بالسعة والنظافة ودرجات متعددة وضعت لراحة الركاب فى ميناء حديث بوادى حلفا . * لقد كان بوادى حلفا (حوض للسفن) تتم فيه صيانة ومراجعة المواعين العاملة فى ذلك الخط النهرى الهام وبأيادى سودانية خالصة . * توقفت الملاحة وبأمر السلطات تم إعادة البواخر إلى الخرطوم . * بعد ثورة أكتوبر 1964م وفى أول زيارة لوزير النقل السودانى (أزبونى منديرى) للقاهرة وفى لقاء مع الزعيم المصرى جمال عبد الناصر طالب الوزير السودانى بإعادة الخط الملاحى بين السودان ومصر عبر حلفا والسد العالى وكانت موافقة جمال عبدالناصر الفورية بإبلاغ السلطات المعنية بتجهيز بواخر وعبارات من الموجودة خلف السد العالى لتبدأ مسيرها فى ذلك الخط النهرى الحيوى . * بدأت رحلات (كركسو) (الأقصر) وصنادل لنقل البضائع (مصرية) وإستقبلها أهالى حلفا بالزبائح والهتافات . * وإستمر ذلك الحال وضمن مؤشرات التكامل بين السودان ومصر أبان عهد جعفر نميرى أنشئت هيئة وادى النيل للملاحة النهرية وهى هيئة مشتركة بين السودان ومصر لتعمل فى ذلك الخط النهرى . * جعل هذا الإتفاق أن يكون أمر نقل الركاب والبضائع حصرياً على الهيئة الوليدة . * باشرت الهيئة نشاطها عام 1978م بوحدتين هما (عشرة رمضان - الأقصر - كركسو) وقامت بتجديد الباخرة 6 أكتوبر إلا إنها لم تستمر فى العمل لأسباب فنية . * تكونت الهيئة من مجلس إدارة من الدولتين .. مقعد رئيس مجلس الإدارة والنائب وهما مقعدان تتداولهما الدولتان دورياً كل أربع سنوات . * كانت المواعين الناقلة بقايا أساطيل قديمة متهالكة وكان أمر قيادتها للربان (الريس) كل معرفته الأساسية هى معرفة مسار النيل القديم قبل إمتلاء البحيرة بعشرات الكيلومترات بعد إنشاء السد العالى . * فى يوم 25/5//1983م ورد خبر فى صحيفة الأيام تحت عنوان (غرق الباخرة 10 رمضان وإنقاذ 250 من الركاب والحملات مستمرة) وأفادت الصحيفة أن مديرية أسوان تلقت بلاغاً من أمن الموانئ بمدينة أبو سمبل يفيد بأن الباخرة 10 رمضان التابعة لهيئة وادى النيل للملاحة النهرية قد إندلعت فيها النيران فى الثالثة والربع من فجر أمس بعد عشرة كيلومترات جنوبى مدينة أبو سمبل، ويضيف النبأ أن الحريق تسبب فى إنفصال أجزاء الباخرة المكونة من ثلاث وحدات كما أن النيران إلتهمت الباخرة بأكملها مما أدى إلى غرقها وكانت الباخرة قد غادرت أسوان فى الرابعة من بعد ظهر أمس الأول فى طريقها إلى وادى حلفا وتحمل ركاباً من جنسيات مختلفة معظمهم من السودانيين إضافة إلى عدد آخر من المصريين وأربع من جنسيات مختلفة و28 يمثلون طاقم الباخرة، هذا وقد أمر اللواء حسن باشا وزير الداخلية المصرى بإرسال طائرتى إنقاذ وأربع طائرات إستكشاف تحمل أكثر من 40 ضابطاً وجندياً من قوات الضفادع البشرية كإنقاذ نهرى للطيران فوق منطقة الحادث . * وقد غادر أسوان إلى أبوسمبل بعد ظهر أمس سعد مأمون وزير الحكم المحلى المصرى واللواء أحمد شرفى محافظ أسوان وذلك لمتابعة الباخرة والإشراف على الإجراءات الخاصة بإنقاذ وإيواء الضحايا وتقل الباخرة ركاباً بينهم وزير المعارف السودانى السابق عمر مصطفى المك وكانت الباخرة تضم أيضاً رحلة علمية لطالبات مدرسة الجريف شرق بالخرطوم حوالى 50 طالبة لقوا حتفهم فى الحادث وبينهم من ذهب لرحلة للعلاج والبعض الآخر للتجارة . عدد المتوفين فى الحادث بلغ حوالى 350 راكب بينما نجا 300 راكب . تم دفن الجثامين فى مقبرة سميت (مقبرة الشهداء). * بعدها قامت الهيئة بشراء باخرتين حديثتين هما (ساق النعام - سيناء) من دولة ألمانيا سعة كل منهما 620 راكب تقطعان المسافة بين البلدين بمسافة تقدر ب 350 كيلو فى نحو أربعة عشر ساعة بعد أن كانت تستغرق فى المواعين السابقة أكثر من ثلاثين ساعة . * فى تلك البواخر الحديثة إستحدث لأول مرة فى هذا الخط الملاحى (وظيفة قبطان) لقيادة السفينة لما تحتويه من أجهزة حديثة ومعاملة البحيرة كالبحار فى العرف العالمى . * وبدخول الألفية الثانية تداعت تلك البواخر بإنتهاء صلاحياتها ... لقد كان القبطان يقلل من عدد الركاب والتى بدأ بسعة 620 راكب إلى أقل من ذلك العدد . * وأخيراً ألغت الهيئة وظيفة القبطان وأوكلت أمر قيادة السفن مرة أخرى لما يعرف (بالريس) وبالطبع يجهل الريس أمر تلك المؤشرات والبيانات التى تحملها السفينة . وعادت الإدارة لتحمل تلك البواخرعدداً من الركاب يفوق العدد الرسمى الأول بل زادت عليه فى كثير من الرحلات إضافة صندل كامل ملئ بأطنان البضائع يلحق مع الباخرة رغم مولدها المنفصل ولكنه بالتأكيد يزيد من حمولة ومقدرة السفينة ...الصندل يربط بالحبال مع السفينة ... وفى إحدى الرحلات كاد الصندل أن يتسبب فى كارثة عندما إنفصل من الباخرة لشدة الرياح . * لقد جاء فى موقع الهيئة الإلكترونى الآتى : - تدرس وزارة النقل المصرية بإعادة هيكلة هيئة وادى النيل للملاحة النهرية المملوكة لوزارتى النقل فى مصر والسودان مع وضع خطة مستقبلية ذات أهداف طموحة بآليات محددة تسهم فى تحقيق التكامل بين البلدين . - فيما حذر تقرير رسمى بالوزارة من وقوع كارثة بسبب سوء صيانة المراكب النيلية التى تعمل فى نقل الركاب فى بحيرة ناصر وقال المهندس علاء فهمى وزير النقل إنه بحث مع نظيره السودانى فيصل حماد عبدالله خلال زيارته الأخيرة للقاهرة سبل تدعيم هذا الخط الملاحى الإستراتيجى بين البلدين للمساهمة فى نقل البضائع فى مصر . - كما طالب الوزير المصرى بسرعة إعادة هيكلة هيئة وادى النيل للملاحة النهرية وتقييم أدائها فى الفترة السابقة والعمل على تذليل المعوقات لتهيئة عناصر البيئة الأساسية والموارد البشرية للوصول إلى مستوى عالٍ من التكامل والترابط بين البلدين ،وقال إن نجاح تجربة نقل 3500 رأس ماشية لأول مرة عبر الوحدات النهرية من مدينة حلفا إلى الحجر الزراعى بأبوسمبل أكد أن النيل أصبح جاهزاً لإستغلال الطاقات المتاحة للخطوط الملاحية والمميزات التنافسية التى تتمتع بها وسيلة النقل النهرى فيما يتعلق بإنخفاض تكلفة النقل وإعادة تطبيقها بشكل أكبر فى الفترة المقبلة . - من ناحية أخرى حذر تقرير رسمى بوزارة النقل من وقوع كارثة بسبب سوء الصيانة وتشغيل المراكب النيلية التى تعمل فى نقل الركاب خلف بحيرة السد العالى وإفتقادها عناصر الأمان، وأشار المصدر أن جميع السفن والعبارات لاتوجد بها (رماتات) أو لنشات حديثة لإنقاذ الركاب فى حالة تعرض السفينة لأية حالة غرق . - كما كشف العاملون بهيئة وادى النيل للملاحة النهرية عن العديد من المخالفات المالية والإدارية بها وأرسلوها فى عدة فاكسات من 6 صفحات مرفق بها 17 مستنداً للعديد من الجهات . * لقد قامت الهيئة مؤخراً بشراء مبنى مكون من عدة طوابق بأسوان ليكون المقر الرئيسى للهيئة لتجميع كافة الإدارات التابعة لها فى موقع واحد . * كما قامت بإنشاء مكاتب للهيئة بمدينة وادى حلفا . * يشهد العام 2012م إفتتاح الطرق البرية قسطل - أشكيت كما يشهد أيضاً طريق أرقين - دنقلا . * هل تستطيع الهيئة لكل ماتقدم من منافسة تلك الطرق البرية ؟ * أم ستفسح الدولتان المجال للشركات الخاصة بدخول ذلك المجرى النهرى لنقل الركاب والبضائع لتحتدم المنافسة ويكون البقاء للأفضل ؟