(دورة الانتخاب الثالثة 2011 - 2013) تمهيد: منذ أن أسس الأدباء والكتاب بيتهم (الاتحاد العام للأدباء والكتاب) كانوا يدركون جسامة المهام الموكلة إليه، ووضاءة المرامي والأهداف التي توافقوا عليها ولئن جاءت الديباجة النصية عندئذٍ على قدر الحد الأدنى من تلك الواجبات والأهداف، فإن الرجاءات التي علقها المجتمع على الأدباء والكتاب كانت، ولا تزال أكبر وأعظم. لعب الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين دوراً مقدراً في المشهد الثقافي السوداني فعبر من خلال تياراته الثقافية الفكرية بمسؤولية عن الشخصية السودانية ذات الانتماء الوطني .. هكذا توافد إليه نابهة الشباب ? كتاباً وشعراء ? فأصبح بوتقةً حية لنماء قيم الأدب ومثل الثقافة تعبيراً عن معاني ومفاهيم وتاريخ الأمة التي مازالت ناقوساً يدق من أجل الترقي والتحقق عبر سلسلة المبادرات والمبادءات التي تقود بالضرورة لإرساء دعائم الاستقرار والتنمية. من هنا تأتي هذه المبادرة من عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب للتأمل في تجربته ونشاطه وأدائه العملي لتقويم خططه وبرامجه ومشاريعه، ما أنجز منها وما لم يتحقق، ذلك بالتعرف على عوامل القوة وأسباب القصور وصولاً إلى ترابط ثقافي فعال ومثمر. قادر على تخطي الظرف التاريخي المحيط ببلادنا وأمتنا. فالسودان اليوم يتعرض لتحديات لم يواجهها من قبل فإلى جانب التحدي الرئيس الأكبر المتمثل في هذا السؤال: هل يقدِر المجتمع السوداني بعد الأزمات والحروب على استعادة دوره المبدع للإسهام في بناء حضارة الإنسان؟ فقد برز تحدٍ جديد وأغلب الظن أنه سيبقى قائماً على المدى الطويل: (كيف تبعث الشخصية السودانية عوامل قوتها من لغةٍ تمثل الربط القوي الثابت للسكان؟). وأرضٍ متماسكة بامتدادات السودان الجغرافية ووحدة للتاريخ والتراث والحضارة والثقافة تبلور عروةً وُثقى لا انفصام لها .. وغير هذه وتلك من المقتضيات المتعلقة بالتنمية والاستقرار والدور في المحيطين الإسلامي والعربي، تبرز جملة من الفروض الأساسية. وعلى الكتاب والأدباء إبراز ملامح وسمات ومكونات الشخصية السودانية وإقامة الخطط الإنمائية لإظهار وجه الأدب السوداني على أطول مدى، محلياً وإقليمياً وعالمياً، فالمهمة المُلقاة على الأدباء والكتاب هي تجسيم الإرادة الوطنية في التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق نقلة نوعية من الرغبة في السلام والاستقرار إلى صناعة السلام والاستقرار والتنمية من أجل هذا جاءت هذه المبادرة التي تهدف للسير الحثيث لبعث ثقافي أدبي يوازي التحديات والمقاصد والتطلعات. تهدف هذه المبادرة من عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب في المقام الأول إلى الانطلاق نحو التخطيط المبرمج، وتنظيم العمل المشترك للأدباء والكتاب حسب خطوات واعية بطبيعة مشكلات المشهد الثقافي السوداني الراهنة، لهذا تتبنى هذه المبادرة التعاون الوثيق مع سائر المنظمات المتخصصة في قضايا الكتابة والأدب والثقافة والفكر، ذلك بغية ضبط استراتيجيات العمل المشترك في كافة الحقول بالتحرك الأصيل مع المجتمع نحو الرقي والازدهار. إن هذه المبادرة تعمل على ترسيخ الاتفاق على أهمية فتح المجال للإبداع والمبدعين ليفعلوا فعلهم، يؤدوا دورهم ويطوروا أداء اتحادهم بالتصدي الواعي للتحديات التي تواجه الشعب السوداني وإدخال الثقافة كعنصر في المعالجة تلبية لأشواق وتطلعات الأدباء والكتاب في التصدي بأجمل وجه يعكس عمق تاريخ وقيم الثقافة السودانية. ذلك ولن يأتي إلا بضمان التواجد الدائم المثابر للاتحاد في المشهد الثقافي ومن ثم تنظيم وتيسير وسائل النشر المقروء والمسموع والمرئي للأدباء والكتاب. مجموعة التغيير والتنمية الثقافية ترى ضرورة أن يدرك الأدباء والكتاب أنهم الجهة الوحيدة القادرة على الارتقاء بأوضاع اتحادهم وأن تقاعسمهم عن تنفيذ خطةٍ موضوعية واضحة مدركة للإمكانات الحقيقية الراهنة سيؤدي إلى تراجع دورهم في الثقافة الوطنية لهذا ترى المجموعة ضرورة أن يخطط الاتحاد لأوضاع العضوية مادياً ومهنياً وذلك بتفعيل الشراكة الذكية المنتجة مع صناديق الضمان الاجتماعي للمبدعين وذلك بتشجيع وتمويل القطاعات الرسمية والأهلية لتلعب أدواراً أكثر فاعلية. رؤية جديدة لاتحادٍ جديد: نعيش الآن في حقبة زمنية تختلف عن كل مراحل التاريخ بتسارع التحولات فيها وتميزها عن غيرها لقوانينها الخاصة ومعطياتها الكثيفة، فالعالم يشهد تغيرات عميقة في الإنتاج المعرفي التكنولوجي، وتبدل الحدود وانقلاب الثوابت والمسلمات فإقليمنا ? العربي الإسلامي ? يمر بالتحولات المفاجئة السريعة كما أننا لسنا في حاجة لإثبات أن وطننا السودان يجتاز حالياً مرحلة من أخطر مراحل تاريخه. إنها مرحلة تحتاج لكامل الإرادة الوطنية وبروز الوجدان الجمعي كعنصر مؤثر في تفاصيل المواقف مما يحتم بعث التراث وإحياء القيم وإظهار الشخصية الوطنية تفادياً للتفتت والانغلاق والأنانية الفردية فتلك المهام الفكرية معرفية في المقام الأول مما يحتم أهمية دور الثقافة في التأثير عليها مما يجعل الأدباء والكتاب في المقدمة للعمل للبناء ومعالجة النواقص ومناهضة التقوقع والهروب من واقعٍ موجود شئنا أم أبينا فالحل الذي تطرحه مجموعة التغيير والتنمية الثقافية لتحريك طاقات الكتاب والأدباء واستنفارهم لتجاوز (ثقافة التوتر) و(توتر الثقافة) ذلك عبر خطة عمل عقلانية مضوعية تسترد الكتاب الأدباء إلى حقل البناء والاستقرار والتنمية وتحملها في أهداف ووسائل وآليات تعرضها هنا اختزالاً كرؤيةٍ جديدة لاتحاد له مهام جديدة تحصرها في: * التواصل والتفاعل والتنسيق مع كافة المنظمات الأدبية والفكرية والعملية لإثراء المشهد الثقافي وتحقيق أهداف ومرامي الاتحاد بصياغة استراتيجية ثقافية وطنية متوافق عليها. * الاهتمام بالنشر والطباعة والتوثيق عبر استقطاب المعينات الضرورية حتى تستطيع هياكل الاتحاد من أداء دورها المنوط بها ونقدر أن الخطوات الأولى هي: أ?. الشروع في إصدار مجلة الاتحاد فوراً ب?. تأسيس قناة قضائية تبرز الثقافة الوطنية وتظهر الشخصية السودانية * معالجة نقاط القصور والضعف التي صاحبت الدورات السابقة وذلك بالابتعاد عن المحورية الضيقة والتطلعات الشخصية الذاتية مع فتح الحوار المثمر المنتج بين مكونات الاتحاد والاستفادة من مقترحات وتصورات وأفكار كل العضوية في الارتقاء بالاتحاد. * توسيع قاعدة الشورى والمشاركة بالتأكيد على ممارسة الحق المشروع في المساءلة والمحاسبة من القاعدة للقمة واحترام مبادئ النقد والاعتراف بالأخطاء والعمل على تصحيحها تحقيقاً للشفافية حسب النظام الأساسي. * تأكيد الحضور الإيجابي للاتحاد في القضايا التي تشغل الوطن والأمة والإنسانية بالفعاليات التي تحرك طاقات وإمكانات العضوية في المجالات المتعددة المتنوعة. كما يجب أن يحرص الاتحاد على تحديد الرؤية وإعلان حضوره فكراً ورأياً ومواقفاً. * العمل على كسر الحاجز النفسي بين الاتحاد وبقية منظمات الثقافة الأخرى وذلك بالتركيز على ما يوحد المشهد الثقافي ويبلور مشروع ثقافي وطني توافقي. * ضبط تمثيل الاتحاد في المنابر الداخلية والخارجية وفقاً لمقاييس ومعايير موضوعية عملية تبتعد عن الأنا والمزاجية والأحادية مع إتاحة المجال لأوسع قطاع من العضوية تفادياً للخلل والابتذال في المشهدين الداخلي والخارجي. * إشاعة القيم الثقافية في المجتع وإذكاء روح التعاون بين عضوية الاتحاد وإرساء الجو الديمقراطي بين الأعضاء. * الاعتراف بدور الأدباء والكتاب والعمل على تسويق إنتاجهم وتوظيف قدراتهم واستيعاب طاقاتهم لإثراء مشهد ثقافي متفاعل حي يعبر عن اسم الاتحاد ورؤاه المستقبلية واسعة الأفق والاهتمام بالشباب وإنتاجهم ودورهم. * توفير وسائل التواصل المستدام بين الاتحاد العام والمجتمع السوداني وتعميق التشارك بينهما ذلك لإرساء دوره الناهض بالتراث والقيم الاجتماعية الغنية بالمآثر والحافلة بالمواقف المشرفة. دورة اتحاد مختلفة لها مهام مختلفة: الأدباء والكتاب في كافة المجتمعات من خلال أعمالهم الإبداعية والمعرفية يظهرون بوضوح صارخ خصائص ومميزات وتراث وقيم وتاريخ المجتمعات لذلك هم طلائع التطور والنهضة فهم الذين يناهضون الضعف، الجهل، الخور، الضياع، الغفلة والتبذل ? فهم الأدوات لبناء التنمية والاستقرار وهم الذين يستلهمون التراث لتشكيل المستقبل وتجاوز تناقضات المجتمعات ومعالجة مشكلاتها بالتأثير الموضوعي فتتحرك الطاقات الكامنة للمجتمعات فيحرك الكتاب والأدباء المواهب والمعاني والمفاهيم من منتوجهم وقطعاً يحدث ذلك قوة معنوية روحية تفعل فعل السحر بين الشعوب فتنتقل من الضعف إلى القوة ومن الموت إلى الحياة ومن السكون إلى الحركة. تقديرنا أن الاتحاد العام للأدباء والكتاب يصلح منبراً يجمع طاقات الكتاب والأدباء ويبلورها في تناغمٍ خلاق يحرك مجمل المشهد الثقافي بالأمل والرجاءآت في النهوض وتحقيق الاستقرار والتنمية بإطلاق الطاقة القصوى للإبداع بطبيعة الظروف الخاصة التي تمر بها بلادنا لا بد من تطوير المشهد الثقافي حتى يتقوى المجتمع لمواجهة التحديات وهنا تتأتى أهمية دور الاتحاد العام للأدباء والكتاب لذلك يجب أن يحدث في الاتحاد في دورته الثالثة هذه تغيرات تطال بنيانه وأدواته ووسائله ليكون مؤهلاً للعب دوره في الواقع الوطني بإيجابية وبقدر هذا التطور يجب أن يتجه نحو الجوهر لا الشكل، ونوردها باختصار فيما يلي: * تطوير نشاط الاتحاد كمياً ونوعياً حتى يلعب دوره بفاعلية في نهوض المجتمع والارتقاء بالذوق العام ومحاصرة الظواهر السالبة وإبراز الثقافة الوطنية. * إعداد خريطة مالية جديدة تحدث ارتقاءً في الموارد وأوجه الصرف مع إطلاق كامل الصلاحيات لإدارة المال في الاتحاد وتوظيفه لصالح العضوية ومشاريع الاتحاد. * ربط الأدباء والكتاب السودانيين في الخارج ودفعهم إلى تمثيل السودان في المواسم والمهرجانات تأميناً للجهود وتقدير السمة الوطنية. إعادة هيكلة الأمانات المختصة مع إضافة أمانات ومكاتب جديدة على نحو: ?أ. الأمومة وثقافة الطفل. ?ب. التوثيق. ?ج. حقوق الملكية الفكرية والدعم القانوني. ?د. الشؤون المهنية والإدارية بديلاً عن مكتب القيد. * أن تعمل دورة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في الارتقاء بالذوق العام للشعب السوداني والاهتمام بالإنتاج الجديد وتوسيعه بالتركيز على الكلمة الناضجة المموسقة الواعية لقيم الحق والحب والحرية والجمال ثم إبراز قيم المجتمع العليا. * وضع لوائح داخلية وتأسيس هيئات لجوائز أدبية فكرية وثقافية .. إلخ .. فتطرح على المستوى القومي بحيدة حتى تكون بمثابة وسام تقدير للمجتمع والمبدعين من ? العلماء الأدباء والكتاب والشعراء ? أحياءً وراحلين. * الإعداد لقيام احتفالات ومواسم ومهرجانات ثقافية فنية أدبية على المستوى القومي والولائيوذلك لدعم الفدرالية وإبراز المواهب واقتراح أيام نشاطات عامة على نحو يوم الشباب، يوم المرأة، يوم الصحة، يوم المشاركة الشعبية .. إلخ. * هذه الدورة منوطٌ بها الارتقاء بعلاقات العضوية وتكثيف التدريب والتأهيل ومن ثم تعميق روح التعاون والتشارك والمراحمة والتكافل والتواصل ذلك عبر تحريك المبادرات من القمة إلى القاعدة وضرب المثل وإبراز القدوة. * تقديم تصورات وبرامج ومشروعات تحمل أفكاراً جديدة ممكنة التنفيذ لتطوير الأوضاع المادية للعضوية وتطوير موارد صناديق الدعم الاجتماعي للإبداع والبحث عن مصادر تمويل رسمية وأهلية جديدة على أن تكون قادرة على إطلاق يدها في تحقيق أهدافها. توصيات لتنفيذ البرامج: مجموعة التغيير والتنمية الثقافية تدفع عضويتها إلى تعميق روح الإيمان والوعي والإنسانية وتناهض الجمود والانغلاق والتطرف ولا تركن للسوالب المستوردة بل تعمل إلى تفجير طاقات العضوية بالتدريب والتأهيل وبناء القدرات حتى تتعاظم الجودة في الإنتاج الثقافي وتسود قيم الجمال والخير والتعاون فيتراجع الإنتاج السطحي الساذج وتظهر في الأعمال الإبداعية روح الأصالة والحق والمسؤولية ليكون الاتحاد معبراً عن روح وقيم المجتمع ولكي يتم ترجمة أهداف المجموعة لواقع لا بد من تنفيذ تصوراتها وأهدافها عبر سلسلة من الخطوات نحصرها في: * استنفار عضوية الاتحاد لتنفيذ هذا البرنامج وتشجيعها لتحويله إلى خطط ومشروعات قابلة للتنفيذ بدعم وإسناد العضوية. * تحريك قواعد الاتحاد نحو مراجعة نقاط القصور والضعف التي اتصلت بالدورات السابقة حتى يتجاوز الاتحاد كل الإخفاقات والسلبيات. * إقناع أوسع قطاعات الاتحاد بأهمية التغيير في هذه الدورة لإحداث نقلة نوعية في مسير الاتحاد بإطلاق قدرات العضوية إلى أقصى مدى ممكن وتوجيهها للبناء والاستقرار. * اعتماد التغيير والتنمية الثقافية عبر الوسائل الحرة الديمقراطية عبر الانتخاب الحر وبوضوح وشفافية كاملة. * أن يكون أهم مهام هذه الدورة حسب منظور مجموعة التغيير والتنمية واستلام مقر الاتحاد الدائم الممنوح من الدولة وإكمال إجراءآته الإدارية وبنائه وإنشائه بالمستوى الذي يليق بالأدباء والكتاب السودانيين. * تكوين لجنة دائمة مهمتها النظر في المبادرات التي تطور الاتحاد وتعبر عن آمال وتطلعات العضوية في الارتقاء بنشاط وأداء الاتحاد ليعبر عن الإبداع والمبدعين. مجموعة التغيير والتنمية الثقافية (هذا البرنامج مستلهم من ورقةٍ للدكتور/ السر النقر أحمد بعنوان (وقفة تأمل) كان قد قدمها في داخل اجتماع المكتب التنفيذي المنتهية ولايته في 4 يناير 2011م)