ركز العقيد الليبي معمر القذافي في تسجيله الصوتي الأخير بعد القصف الذي تعرض له مقر إقامة اللواء الخويلدي الحميدي -أحد أهم المقربين من القذافي في مدينة صرمان غرب العاصمة طرابلس- على أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يعرف كل الأماكن ولديهم معلومات دقيقة عن أهدافهم. ووردت بعد ذلك أنباء عن لجوء وزير الدفاع أبو بكر يونس جابر إلى منطقة الجفرة في الصحراء الليبية بحثا عن ملاذ آمن على ما يبدو من قصف الناتو. وتحدثت تقارير أمس أن مدير مكتب القذافي وأحد أبرز مساعديه بشير صالح كان قد التقى على مدى الأسابيع القليلة الماضية عدة شخصيات ليبية محسوبة على الثوار في جنوب أفريقيا وفرنسا، لجس النبض مجددا في المبادرة التي يسعى القذافي لإقناع الثوار وحلف الناتو بقبولها». وقال ممثل ليبيا السابق لدى الأممالمتحدة، ووزير خارجيتها الأسبق عبد الرحمن شلقم أعرب عن قناعته بأن القذَافي سيغادر ليبيا في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع. وأكد شلقم أثناء حواره مع الموقع الإلكتروني لصحيفة كورّييري ديلا سيرا الإيطالية أن القذَافي «يتفاوض حالياً مع بلدانٍ أفريقيةٍ صديقةٍ له، وربما أيضاً مع جمهورية روسياالبيضاء، للتهرب من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وللاحتفاظ بميراثه». كما نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن مصادر دفاعية بريطانية إن قوات حلف شمال الأطلسي ترصد بنجاح تنقل العقيد معمر القذافي من مخبأ الى مخبأ في جميع أنحاء ليبيا. وكتبت الصحيفة إن طائرات تجسس من طراز «نمرود» التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، وطائرات تجسس غير مأهولة فضلاً عن المدمرة «HMS ليفربول» المرابطة قبالة السواحل الليبية ومحملة بأجهزة تنصت، تراقب تحركات الطاغية الجزع خطوة بخطوة. وذكرت الصحيفة، على ذمة ما نشرت، بأن القذافي، وخلال الأسابيع القليلة المنصرمة، كان يركض «متنقلاً من مكان لآخر» خشية الوقوع في أيدي الأعداء في الذي تتراخي فيه قبضته على البلاد التي حكمها لأكثر من أربعة عقود.