عاش حياته يقتله الفقر والبؤس تصارعه الايام التي يتمنى ان يقضيها غائبا عنها يعد ايام الرحيل فيها بالثواني ولكنه لم يتوقع ان يأته هذا الرحيل سريعا ، ولم يتوقع ان من ظلموه في حياته يمكنهم ان يكنسوه من الشوارع كنسا كما يكنسون غازورات تساقطت امام سياراتهم الفارهة وهم لايأبهون. اليكم ايها السادة قصة المتشرد في الغرب يادعاة الدين والاخلاق يامن تظنون انكم طيبون خيرون مصلحون لانكم سرقتم حقوقهم وبنيتم بها مساجد لتقربكم من الله زلفى ولكن انى يستجاب له مسكنه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام. في الغرب حيث اعيش تحاول الدولة ان تتدارك رمي ابنائها في الشوارع وذلك اولا بوصف الفقر بانه قدر وعلى الدولة مساعدة هؤلاء الفقراء في اطار الاسرة والفرد وذلك بوضع خطط واضحة ونظيفة عبر وزارة الشئون الاجتماعية وعبروزارة المالية بدفع مساعدات الاطفال وعبر مساعدات السكن وعبر اموال البطالة والمعاشات ومحاولة تأهيل العاطلين عن العمل ومساعدتهم عن طريق مكتب العمل لايجاد وظائف ، حتى يخرجوا من هذه الفئات الفقيرة. اما المتشرد فقد اوجدت له الدولة بنودا اخرى للمساعدة وهؤلاء رغم ان الدولة قد ادخلتهم في بند المساعدات الاجتماعية لمن استحقها من اهل البلد الا ان هناك عوامل أخرى قد جعلت منهم متشردين والمتشرد هو من لامأوى له . اهم هذه العوامل هي الادمان بانواعه الكحول المخدرات او السوابق او ان يكون المتشرد ليس من سكان البلد الذي استحق المساعدات الاخرى هذه الفئة الاخيرة افردت لها الدولة ميزانيتها وتولت في معظم اعمالها المؤسسات الخيرية على رأسها الكنيسة يا أهل الدين وجامعو الزكاة وهي الحق المعلوم للسائل والمحروم، يامن استقفلتم القلوب واخذتم اموال الناس عنوة حتى تسكنوها مساكن وتمتطوها سيارات فارهة وتبزروها نثريات ومنصرفات. كيف يتم مساعدة المتشرد الكنيسة تضع صناديق بالشوارع لجمع الملابس المستعملة التي استغنى عنها اهلها وتعيد النظر فيها فتجعلها كساء يوزع مجانا لهؤلاء الناس، ثم انها جعلت هناك مراكز لاحضاروتوزيع الطعام الجيد وبصفة موصولة وليست مقطوعة ثم قامت بتوفير بعض السكنات الدائمة وجعلت من بعض الكنائس اماكن للمبيت لذلك قلما ترى متشردا يتسول لقمة العيش اويبيت في العراء او يقضي حاجته في الشوارع، كل هذه المنظمات تعمل تحت اطر وقوانين ودراسات عن المشردين وتحت رقابة قانونية والاهم ضمير انساني حي مازال يحتفظ ببعض انسانيته. كل هذا الحديث عن فئة من الناس وهل تصدقوا ياسادتي ان كل هؤلاء الناس هم راشدون وليس بينهم طفل قاصر اذ ان الطفل هو الطفل ذلك المخلوق البرئ الذي لا يجب ان يلوثه خبث الانسان وشيطانيته فالطفل هنا في هذه الحالة والتي اوجدته فيها ظروف ليس له يد فيها يكرم ويسكن ويتوفر له التعليم اللازم والرعاية الصحية والحياة الكريمة الى ان ينشأ عضو صالح في مجتمع تكاتف في تربيته فحق لهذا المجتمع ان يقطف نتاج مازرع ولم يكن هذا المجتمع هما والديه وان كانت هي الدولة التي افرزت له مساحة من العيش الكريم وقصرت سفريات زعمائها حتى تقرضه من صندوق ماليتها حتى تنشئهم مواطنين صالحين وليس مشردين غائبين عن حياة لم يختاروها وانما قذفوا فيها قذفا كانهم احدى فضلات الزمان. فيا أصحاب الضمائر الغائبة فلينظر كل منكم الى اطفاله ويرى كم اراد لهم من الحياة الكريمة لانهم اطفال ضعاف ولكن من لهؤلاء الذين حرموا من التعليم حتى يتعلم غيرهم في المدارس الخاصة المكيفة واظلتهم الشمس حتى ينام غيرهم في المكيفات وحفيت أقدامهم وهي تتثاقل الخطى في الرمضاء حتى يطير غيرهم ليقضي اولادهم العطلات في اوروبا وغيرها. فإن لم تبكهم الدموع فليبكِ عليهم الزمان دما ناعيا الانسانية في رفاتهم المجهولة. ٭ كاتبة سودانية تقيم في ڤينا