مثل معركة كرري تماماً ما تزال جامعة كرري تحدث عن رجال ظلوا يعملون ليل نهار من أجل رفد الوطن العزيز بالرجال والكوادر والمهارات والخبرات في مختلف ضروب العلوم والتقنيات، فقد وزعت ادارة الجامعة رقاع الدعوة لرؤساء تحرير الصحف ممهورة بتوقيع البروفيسور يوسف حسن عبد الرحيم مدير الجامعة، وذلك لحضور وتغطية حفل تخريج كوكبة من الطلبة الحربيين هي الاكبر عددا والاكثر تنوعاً في تاريخ القوات المسلحة، من حيث التخصصات التي تؤهلهم للعمل ضباطاً بالقوات البرية والجوية والبحرية والوحدات المساعدة بمختلف تشكيلاتها.. وبحسب الدعوة فإن حفل التخريج سيكون باستاد جامعة كرري بوادي سيدنا عصر الثلاثاء الخامس من يوليو الجاري، وسيشرفه السيد رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة وراعي الجامعة، وبحضور عدد من قيادات الدولة والقوات المسلحة والمجتمع بمؤسساته المختلفة، بالاضافة الى ضيوف من الدول الشقيقة والصديقة. وما يعجب الكثيرين في النهج الرسالي الذي تقوم به جامعة كرري، أن احتفالاتها بتخريج الدفعات المستمرة من طلبة الجامعة عادة ما تجيء والبلاد تمر بمنعطف خطير او تلعق جراحاتها جراء احداث جليلة، وهو بالضبط ما يجعل الاحتفال بتخريج هذه الدفعة من الطلبة الحربيين تتزامن والبلاد تتهيأ لاستقبال حدث الإعلان عن انفصال الجنوب وما يخلفه من آثار على مجمل الروح المعنوية القومية، نعم إن حفل جامعة كرري بتخريج المزيد من الطلبة الحربيين يطمئن النفوس القلقة الى أن البلد مازالت بخير، وأن موكب النهوض ومسيرات العمل والبناء وتأهيل الكوادر والقدرات الوطنية، هو الشغل الشاغل والامل المتبقي الوثاب من فوق أكوام الأزمات، وعلينا أن نقدم التحية لادارة جامعة كرري وقيادة الكلية الحربية وهم يرابطون خلف المواقع ليقدموا الأعمال الجيدة. فنحن نحتاج فعلاً إلى الاهتمام الزائد بتطوير قدراتنا العلمية والتقنية والقتالية، وتنمية مهاراتنا في كافة ضروب الحياة من أجل بناء ما تبقى من سوداننا الذي انهكته الحروب والأزمات، وحان الوقت للالتفات للبناء والتعمير وتطوير وتنمية الموارد البشرية، فنحن شعب لا يشق له غبار اذا ما وجد الامكانات وتملك اسباب الانطلاق، ثم انه لن تخفى علينا الاهمية الكبرى لمناسبة بحجم تخريج دفعات متنوعة من الطلبة الحربيين، خاصة أن البلاد تمر بمرحلة مفصلية، ويتكالب عليها الأعداء من كل جانب، مما يتطلب شحذ الهمم والعزائم وإعداد واظهار القوة امتثالاً للأمر الرباني، ورسالة للاصدقاء والاعداء بأن شعب السودان وقواته المسلحة يقفون صفاً واحداً لأجل هذا الوطن حراسةً لحدوده وصوناً لعزته وكرامته وحفظاً لاستقراره. وهي الرسالة التي ظلت تبعثها باستمرار جامعة كرري وادارتها الرشيدة، بالتعاون مع قيادة الكلية الحربية عبر الاحتفالات المهيبة بتخريج الدفعات المتعددة والمتنوعة من طلبة الكلية الحربية وطلبة بقية كليات جامعة كرري. إن بناء الأمم يحتاج إلى عزائم وقوى بشرية وخبرات تعليمية وتدريبية، ومن المهم أن نشجع مؤسساتنا التعليمية والتدريبية، والطلب من القائمين عليها بذل المزيد من الجهود حتى تلحق بلادنا بركب الأمم، فنحن مازلنا في طور البناء، ونحتاج فعلاً الى الاسراع في تكملة «الأساسيات» والبنيات التحتية ليطل بناؤنا شامخاً يتحدي السحاب، وعليه نحن ننتظر المزيد من حفلات التخريج للمزيد من الطلبة وفي مختلف التخصصات، وعلى الدولة أن تقدم كافة معينات العملية لهذه المؤسسات حتى تضطلع بدورها على الوجه الأكمل والطريقة المثلى، بما يدفع عملية البناء الوطني خطوات متقدمة إلى الأمام. وحول هذا المفهوم ينطبق القول على جميع المؤسسات التي تنشط بكد واجتهاد في القيام بما يتوجب عليها.. والى الأمام جامعة كرري والكلية الحربية.