أن طبيعة المرحلة التي يمر بها الإقليم بسبب الحرب وما ترتب عليها من نزوح إلى المدن الكبرى يجعل من رمضان هذا العام ذا طعم مختلف .. وكسائر أهل السودان فإن باستقبال شهر رمضان يبداً منذ شعبان حيث تقوم كل البيوت بإعداد والترتيبات المعتادة لرمضان والمائدة الدارفورية تكاد تكون متشابه بين جميع سكان الاقليم فنجد: *العصيدة : وهي في دارفور تختلف عنها في باقي أجزاء السودان، فهي ليست من الذرة، بل من « الدخن « المعروف باسم « الدامرقة « وهو دخن تُنزع قشرته الخارجية ، وأهل دارفور عموما لا يأكلون الذرة، ويعتبرون تقديم الذرة للضيف إهانة. والعصيدة طبق أساسي على مائدة الإفطار. * أما المُلاح : الذي يؤكل مع العصيدة فهو أصناف، أشهرها ملاح « الروب « و « الكَوَل « مع «الويكة» . وهناك ملاح « المِرِس « و « التقلية « وملاح السمك المجفف، * أما المشروبات : فهي « الحلو مر « هو سيدها على الإطلاق كعادة السودانيين وهناك عصير الليمون ، وعصير البرتقال ، ومشروب القنقليز والقُضِّيم، وعند السحور يتناول الناس « العجينة « وهي تصنع من الدخن ويُخلط معها الماء المغلي ثم يضاف إليهما الروب والسكر، وهو مشروب معروف في دارفور. ومائدة رمضان في دارفور تمتاز بالبساطة وعدم التكلف. الناس في كل دارفور يتناولون الإفطار جماعات خارج الدور، في مكان يعرف ب « الضرا ، وليس فيهم من يتناول إفطاره داخل داره، فهم يعدون ذلك من أكبر العيب،. ومن البخل عند أهل دارفور أن يعود المرء بالصينية إلى داره وبها شيء من الطعام . يأتي رمضان هذا العام في ظروف استثنائية، حيث حل آلاف النازحين الذين شردتهم الحرب عن قراهم ودارفور في أمس الحاجة في هذا الشهر لاستشعار روح التكافل والتراحم من إخوانهم المسلمين في كل العالم.