يحرص المسلمون في شهر رمضان بمختلف أنحاء المعمورة على الإكثار من أداء العبادات وذلك تقربا للعلي القدير وبحثا عن الثواب الذي يتضاعف في مثل هذه الأيام الطيبات والمباركات، ويتسابق المسلمون على أداء الصلوات الخمس بالمساجد، وتحظى صلاة التراويح باهتمام بالغ وكبير من قبل الرجال والنساء الذين يعمرون بيوت الله بالقيام وقراءة القرآن والذكر. وفي الخرطوم تحظى عدد من المساجد بإقبال كبير من قبل المصلين وذلك لدواعٍ مختلفة أبرزها وجود من يجيدون ترتيل القرآن بطريقة محببة الى الأنفس، عطفا على ان هناك مساجد مشهورة بمساحتها الواسعة وتكييفها الحديث ومظهرها الذي يبحث في النفس الراحة، ومن أكثر المساجد التي تحظى بإقبال كبير من قبل المصلين مسجدا السيدة سنهوري بالمنشية ومجمع النور الإسلامي بكافوري، اللذان يعتبران من أكثر مساجد العاصمة شهرة بجانب النيلين والشهيد وبلال بن رباح والمسجد العتيق بالسوق العربي ومسجد قوات الشعب المسلحة وغيرها، وترتاد مسجدي السيدة سنهوري ومجمع النور أعداد كبيرة من المصلين الذين يأتون من مختلف أنحاء العاصمة لأداء صلاة التراويح في أجواء إيمانية يظللها الخشوع والطمأنينة والسعي لكسب رضاء الله، بيد أن البعض ينظر الى التدافع لهذين المسجدين من زاوية أخرى، فبرغم اعترافهم بجمالهما ووجود قراء مجيدين للقرآن الكريم، يرون أن الصلاة فيهما تحولت الي مظهر اجتماعي، مشيرين الى أن من يصلون في هذين المسجدين يحرصون على التفاخر بهذا الأمر وكأنهما بالأراضي المقدسة، ويقول محسن الفاضل من اركويت إن التفاخر بأداء الطاعات في حد ذاته ليس بالأمر المعيب ولا المحرم، ويضيف: ولكن البعض درج أخيراً على إعادة إنتاج سيناريو الأيام الأولى لثورة الإنقاذ التي كانت الصلاة فيها في مساجد محددة بالعاصمة واجباً ليس من أجل أداء الشعائر وحسب، بل الظهور بمظهر المسلم المتمسك بالقيم والعبادات أمام بعض الذين كان مناطاً بهم مراقبة المساجد، ولا نطلق حكمنا هذا على الجميع، فهناك من يحرص على الذهاب للمسجدين لأداء التراويح بنية خالصة لوجه الله، وبذات القدر هناك من يذهب لعلمه بوجود معظم النافذين في الدولة، وهنا لا بد من الإشارة الى ان الكثيرين يعتقدون المسجدين لا يرتادهما إلا أصحاب المال وأهل السلطة، لذلك يجب أن يتوزع المصلون على مساجد العاصمة الاخرى التي تربو على الألف مسجد لإعمارها أسوة بمسجدي النور والسيدة سنهوري، ويختلف عثمان عبد الرحمن مع سابقه في الحديث، ويؤكد أن المسجدين يعدان من أفضل المساجد بالعاصمة على الأصعدة كافة، ويحرص المصلون على ارتيادهما لأداء الصلوات في أجواء روحانية خالصة لوجه الله وبعيداً تماماً عما يردده البعض بأن الذهاب إليهما بات مظهراً اجتماعياً، ويضيف: عن نفسي احرص على الحضور من أم درمان الى المنشية لأداء صلاة التراويح بمسجد السيدة سنهوري وغرضي الأساسي هو الصلاة، وفي تقديري أن كل من يرتاد المسجدين ينحصر جل همه في أداء صلاة التراويح وليس شيء آخر، ومثل هذه الاتهامات لا تليق بالشهر الفضيل، وعلينا أن نأخذ بالظاهر، والله هو علام الغيوب.