في 4 أغسطس 1984سكت الفنان عبد العزيز محمد داود عن الشدو ورحل عن دنيانا بعدما ظل يصدح بعذب الغناء منذ التحاقه بالإذاعة السودانية العام 1948بعد مشوار حافل بروائع الاغنيات الخالدة التى جعلته يتربع فى وجدان الامة السودانية بالحانه وروحه الانسانية العذبة .وترك غيابه فراغاً لا يزال شاغراً حتى يومنا هذا فقد كان صوته فريداً ونسخة لن تتكررابدا.. واستطاع الراحل ان ينجز ماسوف يخلده فى ذاكرة الغناء السودانى الى امد بعيد. فى سياق بحثى عن سيرته اطلعت على الكثير من الكتابات الرائعة التى تؤرخ لجوانب مختلفة من ابداعه صاغ بعضها الدكتور محمد عبد الله الريح وآخرون منهم الاستاذ احمد يوسف الماهل. ولد عبد العزيز محمد داؤود في مدينة بربر في عام 1930 وتلقي تعليمه في احدي خلاوي بربر ثم انتقل الي المدارس الاولية ، توفي والده وتركه صغيرا فعمل بالتجارة ولكن كان الغناء يجري في دمائه منذ نعومة اظافره ، فقد كان صاحب صوت جميل عذب صقلته تلاوة القرآن فزادته حلاوة وقد لاحظ ذلك شيخه في الخلوة فعلق عليى صوته بانه جميل وسوف يكون له شأن كبير غنى في ذلك الوقت في ختان احد اصدقائه وعندما سمع شيخه بذلك فصله من الخلوة فكانت تلك بدايته حيث انه اتجه الى مجال الفن ، كان يستمع الى كبار الفنانين آنذاك مثل كرومة وسرور و الامين برهان و زنقار حتى تأثر بهم . اثرى الفنان عبد العزيز محمد داؤود الحياة الفنية بروائع اغاني الحقيبة و اغانيه الخاصة وعشقه الكثيرون من ذوي الذوق الرفيع ، بنى عبد العزيز محمد داؤود مجده الغنائي ، وهو بعد متين على قصائد انشأهن عوض حسن احمد مثل (فينوس) ثم جاءت (صغيرتي) ثم (هل انت معي ) للشاعر المصري محمد علي احمد واسهم عبد المنعم عبد الحي في ذلك العقد المتلالئ بقصيده ( لحن العزارى) . وبازرعة ( صبابة) وحسين عثمان منصور (اجراس المعبد) ولا بد اننا نؤمن اليوم ان عبد العزيز داؤود قد اجاد الغناء بالعامية و الفصحى كليهما تعامل عبد العزيز مع الكثير من الملحنين و الشعراء الا ان اكثر من ارتبط اسم عبد العزيز به كان الراحل برعي محمد دفع الله وبشير عباس غني ابوداؤود للعديد من عمالقة الشعراء السودانيين منهم على سبيل المثال لا الحصر محمد بشير عتيق ..ود الرضي ..محمد علي احمد محمد احمد سرور - ابو صلاح- كرومة عمر البنا -ابراهيم العبادي - محمد محمد علي ..خليل فرح بازرعة ..علي المساح عبد المنعم عبد الحي - سيد عبد العزيز -عبيد عبد الرحمن - حسين عثمان منصور ..احمد فلاح ..عبد الرحمن الريح .. الطاهر محمد عثمان .. عبد القادر ابراهيم تلودي .. محمد يوسف موسى .. عثمان محمد داؤود ..علي ابراهيم .. مكي السيد .. محمد الزبير رشيد .. الزين عباس عمارة .. فضل الله محمد .. اسحق الحلنقي .. الصادق الياس .. نعمان علي الله .. ايوب صديق .. موسى حسن .. حسن محمد حسن .. اسماعيل حسن .. عوض احمد خليفة .. مبارك المغربي .. حسن التني .. احمد عبد المنطلب (حدباي ) .. احمد ابراهيم الطاش عبد الله النجيب وتبلغ عدد اغنياته المسجلة رسميا بمكتبه الاذاعة 186 اغنية ، منها 31 اغنية من اغاني الحقيبة و 45 لحناً للموسيقار برعي محمد دفع الله ثم عدد من التسجيلات و الاناشيد و المدائح النبوية و الابتهالات وعددها اكثر من 49 عملاً و 35 نشيدا وطنيا و 20 مقابلة ولقاء اذاعيا هذا اكثر شاعر تغنى له الراحل هو الطاهر محمد عثمان شاعر عطبرة مسقط رأس عبد العزيز محمد داؤود غنى اول اعماله للراحل محمد علي عبد الله (الامي) و الحان الراحل برعي محمد دفع الله رائعه ( زرعوك في قلبي ) رحل ابوداؤود ولم يترك غير هذا التراث الضخم وهذه السيرة العطرة وماتزال قفشات ابوداؤود ونكاته تثير البهجة في نفوس كل السودانيين ومازال ابوداؤود يطرب كل من عشق وعرف معنى التطريب و مابرحنا نسمعه يقول (مناي في الدنيا قبل الرحيل اخلي العالم طربا يميل) فى موسم ذكراه باقة ورد ندية لاسرته الصغيرة وكريمته الفنانة ( عزة ) التى تعمل على اعادة توثيق سيرة واعمال والدها الراحل وحفظها للاجيال. [email protected]