أقامت رابطة الكتاب السودانيين والمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون احتفالية في الذكرى الثانية والعشرين لرحيل الشاعر والناقد محمد عبد الحي 2011/8/23م ورغم ظروف انقطاع التيار الكهربائي، الا ان الامسية قد اقيمت وسط حضور عدد من الكتاب والاعلاميين ومعاصري الراحل الكبير. أدار الأمسية الأستاذ عامر محمد أحمد حسين الذي رحب بالحضور، واوضح اهمية الدور الذي لعبه محمد عبد الحي في حقل الثقافة السودانية.. وقدم الناقد مجذوب عيدروس موجزاً لورقة عن مصادر ثقافة م.عبد الحي، وابعاد مشروعه الشعري والثقافي والفكري الذي كرس له حياته الحافلة بالجهد والعطاء. وتطرق الى قراءات محمد عبد الحي واهتمامه بالتراث، ومتابعته لبعض شيوخ اللغة في مدينة ود مدني، والجمعية الادبية في المدرسة الاميرية المتوسطة، ثم حنتوب الثانوية والتي كان من اساتذته فيها الشاعر الهادي آدم.. وأشار مجذوب الى مكتبات المدارس الثانوية في أواخر الخمسينات، وهي مكتبات غنية وحافلة بالمراجع وأمهات الكتب.. كما أشار الى المناخ الثقافي والفكري في سودان ما بعد الاستقلال. وأضاف أن محمد عبد الحي كان يمتلك مشروعا شعرياً ونقدياً وثقافياً شاملاً شأنه شأن الأدباء الكبار.. وكان محمد عبد الحي على صلة مباشرة بمراكز الحداثة في الوطن العربي وفي الغرب ونشر في مجلات بيروت كمجلة شعر وحوار، ومجلة الشعر القاهرية.. ولفت الانتباه الى اهتمام م.عبد الحي بالتراث العربي ومن ضمنه تراث المتصوفة. ودعا الى لملمة تراث محمد عبد الحي الشعري والنثري وألا يختزل مشروعه الشعري في قصيدة العودة الى سنار رغم اهميتها.. وأشار الى مساهمات عبد الحي العميقة في مسألة الهوية عبر شعره وفي دراساته عن السياسة الثقافية في السودان. ثم تحدث د.أحمد صادق أحمد عن مشروع محمد عبد الحي النقدي وتناول اهتمامه بالأدب المقارن، واطروحته للدكتوراة في جامعة أكسفورد عن «المأثور وتأثير الشعر الانجليزي والأمريكي على الرومانتيكيين العرب»، وأبان ان هذا المنهج قد تم تطبيقه من قبل محمد عبد الحي على عدد كبير من الشعراء السودانيين ومنهم محمد المكي ابراهيم والنور عثمان أبكر، كما أشار الى رسالته للماجستير في جامعة ليدز عن الشاعر الانجليزي اودين موير ، كما تناول مقاله الهام عن البراءة والتجربة في نار المجاذيب كما تطرق الى كتابه عن الالفة والهوية Contlict and Identity الصادر في عام 1976م والذي تناول فيه عددا من الشعراء السودانيين في معرض تناوله لمسألة الهوية. - وأشار د.أحمد صادق الى مقالات عبد الحي في مجلة الدوحة القطرية عن اليوت والقارئ العربي - كما عبر عن تقدير م.عبد الحي للناقد السوداني معاوية محمد نور. وكان د.أحمد قد اشار الى دراسة م.عبد الحي في رسالة الدكتوراة لمدرسة الديوان وجماعة أبولو وشعراء المهجر وما احدثوه من تجديد في الشعر والنقد العربيين. وقدم د.عمر عبد الماجد مداخلة تحدث فيها عن انكباب محمد عبد الحي على القراءة منذ فترة الدراسة الثانوية، وعن فترة الجامعة واهتمام محمد عبد الحي بالأدب المقارن، مشيرا الى الفترة التي درس فيها د.محمد غنيمي هلال الأدب المقارن بجامعة الخرطوم.. وتلاه الاستاذ عمر بابكر الذي تحدث عن علاقته بمجموعة شعراء وكتاب الستينات، وقدم قصيدة تناول فيها تلك التجربة حول اكتوبر 1964م «وننشرها في الملف الثقافي». وقدم الاستاذ صديق المجتبى عدة ملاحظات حول تجربة محمد عبد الحي في ادارة العمل الثقافي، والتخطيط له، كما تحدث عن اهتمام م.عبد الحي الاستثنائي بتجربة الشاعر التجاني يوسف بشير واضاف ان عبد الحي كالتجاني كلاهما سابق لعصره وأوانه مما أدى الى حسد وبغض لهما كما تحدث عن مخطوطة اشراقة التي حققها عبد الحي واختفائها المحير - كما اشار الى ان مقدمة عبد الحي للاعمال النثرية للتجاني ذات قيمة كبيرة وعالية لما بذل فيها من جهد في دراسة اسلوب التجاني وتثبيت دوره في كتاب نفثات البراع. - وفي الختام قدمت مجموعة من المداخلات حول تجربة محمد عبد الحي الابداعية والنقدية أسهم فيها الاساتذة: محمد سليمان دخيل الله ، وصلاح محمد خير كما أتيحت الفرصة مرة أخرى للدكتور أحمد صادق، ومجذوب عيدروس للتعقيب والاضافة..