اضاءة اكتب ما يطلبه القراء استجابة لأصواتهم التي تطالبني بالكتابة عن برامج العيد في الفضائيات ولكن ما أود أن أقوله وأؤمن عليه انني لا أقدم رؤية نهائية أو مرجعية أنا فقط أقدم وجهة نظري من وحي مشاهداتي وتأملاتي ولكن في نفس الوقت فان كل ما أقدمه اتعهد أن أكون مسؤولاً عنه المسؤولية الكاملة لأن التعليق على برامج العيد على مسؤوليتي. فشل التلفزيون في معركة النيل الأزرق! ظن التلفزيون القومي ومعه الاذاعة وكمان فضائية الشروق أن العيد اجازة للبرامج السياسية والأخبار ليأتي حدث معركة النيل الازرق مفاجأة من العيار الثقيل لهذه الاجهزة التي توارت خجلاً وعالجت معركة النيل الازرق بسطحية مما دفع المشاهدين لمتابعة هذا الحدث عبر الفضائيات العربية مثل الجزيرة والعربية، والخبر الوحيد الذي نقلته الجزيرة من مصدر اعلامي سوداني كان من وكالة (سونا). اتضح ان هذا الفخ الذي وقعت فيه هذه الاجهزة الاعلامية التي تصرف عليها الدولة بكرم حاتمي كان بسبب غياب التخطيط للبرامج السياسية وان هذه الاجهزة في وادٍ والقضايا الوطنية في وادٍ آخر! وكان غياب المسؤولين في العيد هو الطامة الكبرى التي عجلت بفشل هذه الاجهزة في تقديم رسائل اعلامية تلبي الحد الأدنى للمشاهدين الذين هربوا للفضائيات العربية من هذا الجحيم! وكانت المعالجات سطحية وكان التلفزيون القومي يتصل بأشخاص غير مختصين في هذه الملفات وواضح ان الاتصالات كانت تتم بالذين تكون هواتفهم غير مغلقة! ورغم ان قناة الشروق كانت أفضل حالاً لوجود مراسلين لها بمناطق النزاع إلا ان أداءها كان متواضعاً اذا قورن بفضائيات عربية وهذا حدث موجود في البلد وكان يمكنها أن تكون مصدراً للفضائيات العربية. وبعد العيد قدمت الصحف السودانية اداءً مهنياً رفيعاً لهذه الاحداث واثبتت انها تتفوق على الاعلام الحكومي! وهذا حدث وطني وكان من المفترض أن تكون الاجهزة الحكومية (صاحية) وليست نائمة وغائبة خاصة وان المعركة الاعلامية أصبحت لا تقل عن المعركة على الأرض! ما حدث في هذه الاجهزة مخيب للآمال ويدعو لاعادة النظر في الاعلام الحكومي الذي أصبح يسير بلا رؤية ولا تخطيط وأصبحت العشوائية هي سيدة الموقف. الشروق قناة إعادة البرامج ماذا يحدث في قناة الشروق التي أصبحت تتراجع بصورة مخيفة والقناة في العيد تعيد لنا بعض برامج رمضان مثل حلقات (أعز الناس) للفنان وردي ومع محمود عبد العزيز وكأن القناة أصبحت تخاصم التجديد والتطور والشئ المهم الذي يجب أن تنتبه له ادارة الشروق ان القناة أصبحت محتكرة لوجوه معينة في التقديم والاعداد وكأنهم ورثوا هذه القناة عن آبائهم ، والمطلوب من الشروق الانفتاح على الساحة الفنية واتاحة الفرصة للمواهب الجديدة بدلاً من مطاردة قناة النيل الأزرق، وكل ما نصحنا الشروق بالتجديد ذهبت وتقاعدت مع مذيعة من النيل الأزرق، ان التجديد الذي نقصده تنظيم معاينات حرة وشفافة للمواهب من خريجي الاعلام والتخصصات الابداعية ليجددوا الدماء في الشروق التي أصبحت محتكرة لفلان وفلانة في غياب المنهج الاداري والتخطيط البرامجي، هناك فرصة لقناة الشروق لتحقق النجاح مع الامكانيات المادية المهولة التي تتوفر لها ولكن على الشروق ان تفهم ان المال وحده لا يصنع النجاح!! تشويش! فارق تلفزيون السودان قمر نايل سات في العيد وأصبح خارج الشبكة ولم تتضح الأسباب حتى الآن لأن المركز الصحفي في التلفزيون لا يفهم مهمته ومشغول بالتطبيل لمسؤولي التلفزيون! وكنا نتوقع صدور بيان يوضح الاسباب هل هي أسباب مالية لعدم دفع الاشتراك أم أسباب هندسية! ولكن لا نتوقع اجابة على أي تساؤل في تلفزيون الهم والغم! والطريف أن كثيرا من المشاهدين لم يلاحظ أن التلفزيون القومي فارق القمر الصناعي لأن التلفزيون مشاهدته تدنت بدرجة مخيفة وفي مكاتب المسؤولين بالتلفزيون نجد الريموت كنترول يتحول إلى قناة الجزيرة والقنوات الأخرى ، هل هناك فشل أكثر من ذلك وفي غياب المحاسبة فكل الاخطاء في التلفزيون لا تجد من يلتفت لها وفي غياب المسؤولين فاننا نتوقع أن يستمر مسلسل الكوارث التلفزيونية. الحريق وأشياء أخرى يبدو ان الحريق الذي حدث في الاذاعة السودانية في العيد جعل الاحباط سيد الموقف في الاذاعة.. خاصة وان هذا الحريق يتزامن مع وضع مادي صعب لمنسوبي الاذاعة وهذا ما جعل الاذاعة تفشل في برامجها وتحاول ان تصرف الانظار عن الحريق والفشل البرامجي بتكوين مجلس تحقيق للاستاذ السر السيد الذي صرح (لاوراق الورد) في رمضان وقال الحقيقة عن الوضع المادي المزري للعاملين وكتب مقالا في الزميلة (الاحداث) عن سلبيات الاذاعة.. عزيزي معتصم فضل، السر السيد ليس سببا في حريق الاستديوهات وليس سببا في التدهور البرامجي ،ارجو ان تبحث عن كبش فداء آخر!!.. جاذبية النيل الازرق ! استطاعت قناة النيل الازرق ان تقدم برامج خفيفة الظل في العيد ونجحت في جذب المشاهدين بقضيب من المغنطيس ومن البرامج المميزة البرنامج الذي استضاف رؤساء التحرير: الاستاذة الهندي عز الدين ومحمد لطيف وراشد عبدالرحيم وضياء الدين بلال ومحمد عبدالقادر مدير التحرير بصحيفة الرأي العام، والشئ الذي ميز البرنامج البعد الاجتماعي والانساني لأنه نقل لنا صورا لرؤساء التحرير مع أسرهم واتاح الفرصة لزوجات رؤساء التحرير بالحديث وهذا جانب مهم وزاوية ذكية تحمد لمعد البرنامج ، ايضا نجح الفنان الجميل كمال ترباس في اضفاء جو من الطرب على البرنامج بأدائه الرائع واغانيه الملهمة وافضلها اغنية (زول بريدك زي مافي ) الاغنية المتميزة كلمات ولحناً واداءً، ونجحت الاستاذة تسابيح في تقديم السهرة وتعاملت مع رؤساء التحرير بدون رهبة وكانت تلقائية.. ومن السهرات التي وفقت فيها قناة النيل الازرق السهرة مع الوزيرات أميرة الفاضل وسناء حمد واشراقة سيد محمود، والتي قدمتها المذيعة جدية عثمان ، وكانت سهرة فيها البعد الاجتماعي . حيث نقلت لنا صورة تنبض بالحيوية عن الحياة الاجتماعية، لأميرة وسناء واشراقة اللائي تحدثن حديثا مشوقا، ونجحت جدية كعادتها في التقديم ... وقدمت واحدة من افضل سهرات النيل الازرق وايضا نجحت النيل الازرق مع البرامج الجماهيرية. وان كانت هناك سلبيات على برامج النيل الازرق فتتمثل في ضعف الاعداد وعدم تنوع الاشكال البرامجية وكثافة الاعلانات التي اصبحت تصيب المشاهدين بالملل ، واقترح ان تزاد قيمة الاعلانات ، حتى نقلل نسبة الاعلانات ولا تقل القيمة المادية، عموما اعتقد ان النيل الازرق نجحت في برامج العيد واكدت انها قناة منوعات لا يشق لها غبار.. أحلى الكلام ذكرني الزميلان الباحث الالمعي مصعب الصاوي والصحفية النابهة حياة حميدة بأبيات رائعة من التراث كتبتها الشاعرة شغبة المرغمابية تقول فيها: لمتين يا حسين اشوف لوحك معلق لا حسين كِتِل لا حسين مَفلَّق وقت الكبس فذيت وقت الاكل طليت بطنك كرّشت غي البنات نافي دقنك حمّست جلدك خرش ما فيه