الأمن الغذائي في السودان.. مؤشرات مصحوبة بالمخاوف الخرطوم: محمد صديق أحمد ظل إنجاح الموسم الزراعي هاجسا يؤرق مضجع الحكومة على مدى السنوات الماضية، إذ برهنت التجربة أن برنامج النهضة الزراعية الذي أولته الحكومة من العناية والرعاية والدفع السياسي ما لم توفره لغيرها لم يؤت أكله المرجو، إذ لا يكاد يشعر المتابع لها بدور في خارطة البناء الزراعي، وها هي العروة الصيفية في هذا الموسم ينصرم أكثر من نصفها دون أن تستبين لها معالم واضحة عن درجة نجاح أو إخفاق إنتاجها، جراء تذبذب هطول الأمطار وضعف التحضير وقلة التمويل، وعدم استقرار كثير من المناطق يعول على رفد الإنتاج الكلي بالبلاد جراء الاضطرا?ات الأمنية، بجانب الظلال السالبة للجفاف والتصحر في دول الإقليم المجاورة، ودفعها لكثير من قاطنيها للهجرة والنزوح تجاه الحدود السودانية بغية الحصول على ما يؤمن حياتهم غذائيا، ونسبة لهذه الظروف والمتغيرات عاليه التي تكتنف الموسم الزراعي شهدت أسعار المحاصيل الزراعية ارتفاعا ملحوظا بجميع ولايات السودان لاسيما الذرة والحبوب الزيتية، ومازالت الانظار تتجه الى اهمية تحقيق الامن الغذائى فى الدول الافريقية خاصة شرق افريقيا، بعد ان ضرب الجفاف القرن الافريقى وتأثرت دول مثل الصومال بموجات جفاف استدعت الاغاثات. وبالرغم م? عدم التأكيد بموسم زراعى جيد فى السودان برغم هطول الامطار المتأخر، الا ان كافة المؤشرات توضح ان للحكومة دورا كبيرا فى تحقيق امن غذائى مستقر خاصة فى مسألة المخزون الاستراتيجى والترحيل واستصلاح بعض الطرق، بالإضافة الى معاملة المحصول المنتج معاملة خاصة نظرا للرسوم الكثيرة التى ظلت تعوق مسيرة الانتاج فى البلاد. ونحن فى منتصف الموسم الزراعى فإن الاسعار لازالت مرتفعة خاصة الذرة والدخن فى كافة انحاء البلاد، رغم الامطار الغزيرة، الا ان التجار يعزون الارتفاع لقلة الوارد من مناطق الإنتاج، في وقت ربط فيه خبراء ارتفاعها بالاضطرابات الأمنية التي تعيشها مناطق الإنتاج الزراعي جراء الحروب والنزاعات خاصة في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق أخيراً، بجانب قلة هطول الأمطار في الولاياتالشرقية وضعف التمويل في ولايات الوسط بما فيها مشروع الجزيرة. وتوقعوا ارتفاع الأسعار إن لم تتخذ الحكومة خطوات إسعافية سريعة لتلافي انهيار?الموسم الزراعي وخروج مناطق كثيرة من دائرة الإنتاج، وسط شكاوى مريرة من تجار المحاصيل بجميع الولايات من ركود الأسواق وضعف حركة البيع والشراء فيها. ففي ولاية الجزيرة يقول المزارع عبد الإله عمر العبيد، إن العروة الصيفية بالمشروع تسير بصورة طيبة، وساعد في ذلك توفر سماد اليوريا من قبل شركة الأقطان للمزارعين الذين يزرعون القطن، وان انسياب مياه الري بالقنوات يعتبر جيدا مقارنة بالمواسم السابقة، حيث لم تظهر فجوات واختناقات كالتي اعتاد المزارعون على المعاناة منها سنويا في المواسم الماضية، وأضاف قائلاً إنه بالرغم من بشريات الموسم الزراعي فإن أسعار جميع المحاصيل شهدت ارتفاعا ملحوظا في الفترة الأخيرة، وأرجع ذلك إلى قلة المعروض منها بالأسواق من قبل المنتجين وضعف ?لوارد من مناطق الإنتاج الكبرى. وأبان أن سعر جوال الذرة صنف الهجين 105 جنيهات، والعينة طابت يتراوح سعرها «125 130» جنيهاً وود أحمد «80 85» جنيهاً، والفتريتة على قلة المعروض منها إلى درجة الندرة 100 جنيه للجوال، فيما وصل سعر جوال القمح «145 150» جنيهاً تبعا للعبوة والجودة، وختم بقوله قائلاً إنه من السابق لأوانه الحكم على إنتاجية الموسم الجديد بصورة قاطعة بمشروع الجزيرة، لتباين مراحل الزراعة بأنحاء المشروع المختلفة. غير أن الوضع بجنوب دارفور بحسب رئيس زريبة العيش بالولاية، حال استمرار الخريف بالمعدل الحالي، فإنه سيعمل على خفض أسعار المحاصيل خاصة الحبوب، بشرط الالتفات لمعالجة وعورة الطرق وتيسير وصول الإنتاج إلى مناطق التسويق. وتوقع انخفاض الأسعار في الفترة المقبلة جراء استخراج كافة المخزون من الذرة إلى الأسواق، في وقت شهدت فيه ولاية القضارف انحسار المساحات الزراعية لهذا الموسم بعد تأخر وتدني الأمطار في عدد من مناطق الولاية، خاصة الفشقة الكبرى والمقرح والقبوب، حيث بلغت المساحات الزراعية لهذا العام بحسب مصادر وزارة الزر?عة خمسة آلاف مليون فدان من محاصيل الذرة والسمسم والدخن والقطن والفول السوداني، بينما بلغت نسبة المساحات الزراعية للموسم الماضي 7 ملايين فدان من المحاصيل المختلفة. وعزا عدد من المزارعين تدني المساحات الزراعية لشح الأمطار وتأخر هطولها، حيث أكد مزارعون من المنطقة الجنوبية أن الأمطار في المنطقة فوق المعدل خاصة في مناطق الكفاي ودوكة وعلام وراشد، ولفتوا إلى تقلص نسبة المساحات المزروعة به من أربعة آلاف ومائتي فدان إلى ألفي فدان، وزادوا أن معظم الزراعات تمت في أواخر شهر يوليو وأوائل شهر أغسطس جراء تأخر الأمطار، غي? ان لوزارة الزراعة بالولاية رأياً آخر أكد فيه وزيرها البروفيسور مأمون ضو البيت استمرار العمليات الزراعية في مناطق الولاية المختلفة بعد استقرار معدل الأمطار أخيراً للمحاصيل المختلفة. وأبان أن برنامج الإرشاد الزراعي وتأهيل المزارعين يمضي وفق ما هو مخطط له بعد استجابة القطاع العام والخاص واتحاد المزارعين وشركتي القضارف سنتر وميقات، وختم ضو البيت بأن خطط الوزارة وسياستها جميعها ترمي لإنجاح الموسم الزراعي في مراحله المختلفة. وفي ولاية النيل الأزرق التي تشهد اضطرابا أمنيا قاد إلى عدم استقرار المزارعين وتركهم لمشاريعهم ومساحاتهم الزراعية حفاظا على أرواحهم، نفى نائب اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني بابكر محمد توم تأثر الزراعة بولاية النيل الأزرق بالحرب التي اندلعت بمدينة الدمازين أخيراً نسبة لبعد المناطق الزراعية عن المدن، حيث تنعم بالمناطق الزراعية بالاستقرار الزراعي والأمني. وأضاف أن جميع المحاصيل بالولاية من ذرة وسمسم صمغ عربي لم تتأثر بالحرب في مناطق شرق الروصيرص وجنوب وغرب الدمازين وقيسان والكرمك. وأبان محمد توم أن النيل الأ?رق تعتبر الولاية الثالثة بعد القضارف وسنار في إنتاج السمسم، علاوة على أنها تشكل مركز ثقل تجاري كبير لأسواق المحاصيل محليا ومع دول الجوار، بحكم موقعها الجغرافي المتاخم لإثيوبيا، حيث تنشط التجارة الحدودية. وتوقع أن يكون أثر الحرب مؤقتا على الولاية، وعودة الولاية لاحتلالها موقعها الطليعي بين الولايات في رفد المخزون الغذائي بالبلاد. وعلى صعيد الاتحاد العام لمزارعي السودان، أكد الأمين العام للاتحاد عبد الحميد آدم مختار، أن موقف الامطار جيد في مناطق الزراعة الرئيسية في القضارف والدمازين وجنوب كردفان ودارفور، مشيرا الى ان الزراعة في ولاية النيل الازرق اكتملت، الا انه قال: قد يتخوف الناس من مواصلة العملية الانتاجية بسبب الظروف الامنية، مشيرا إلى ان التأسيس للزراعة تم بصورة جيدة، وذكر ان الزراعة اكتملت في القضارف باعتبارها اكبر مناطق الانتاج، وان معدلات الامطار ممتازة، واعترف بتأثر الزراعة في جنوب كردفان بالاضطرابات الامنية التي بدأت قبل ا?موسم الزراعي، وقال إنه لا يتوقع أن تؤثر مشكلة النيل الأزرق على اسعار المحاصيل، باعتبار ان المساحة المستهدفة فيها لا تتعدى المليون ونصف المليون فدان مستقبلا، وأبان ان اكبر مساحة مستهدفة في ولاية القضارف تبلغ 8 ملايين فدان، بالإضافة إلى 2 مليون ونصف المليون فدان في سنار، و 4 ملايين فدان في جنوب كردفان، و 2 مليون ونصف المليون فدان في النيل الابيض، و 7 ملايين فدان في جنوب دارفور و 2 مليون ونصف المليون فدان في شمال دارفور، ومليون ونصف المليون فدان في غرب دارفور، بالاضافة إلى مساحات كبيرة في كردفان، وأوضح أن ال?وقف مبشر في مناطق الزراعة المروية، وتوقع عدم زراعة كل المساحات المستهدفة في جنوب كردفان بسبب الظروف الأمنية، مؤكدا زراعة كل المساحات في القضارف والنيل الأزرق. اتحاد أصحاب العمل يطلق مبادرة لتنمية العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار الخرطوم: «الصحافة» يعكف الاتحاد العام لأصحاب العمل السودانى على وضع الترتيبات والتفاصيل والبرنامج الخاص لإطلاق مبادرته القومية التى يجرى التداول والنقاش حولها بين مكونات الاتحاد العام، والتى تهدف الى تحسين وتعزيز علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين السودان ودول الجوار لتحقيق المصالح المشتركة لشعوب تلك الدول، وتوثيق علاقاتها السياسية والأمنية وتمكينها من الاستفادة من مواردها، وإحداث التكامل المطلوب بينها. وقال مصدر بالاتحاد إن المبادرة التى سيتم طرحها للنقاش خلال المستقبل القريب لكافة وزارات القطاع الاقتصادى وا?سيادى بالدولة والجهات ذات الصلة قبل اجراء الاتصالات الرسمية بشأنها مع كيانات واتحادات الغرف التجارية والصناعية والزراعية بتلك الدول، تتمثل في السعي الجاد لعقد مؤتمر اقتصادى استثمارى دولى بالخرطوم خلال النصف الاول من عام 2012م يضم كافة دول الجوار، ويضطلع بمسؤوليات القطاع الخاص بدعم ورعاية من قادة تلك الدول، لبحث سبل وآليات وضع أسس متينة لتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين تلك الدول، ووضع اطار خاص لتقوية اقتصادياتها من خلال الاتفاق على إحداث التكامل المطلوب بين مواردها الاقتصادية وتحقيق القيمة المضافة له?، بجانب الاتفاق على بروتكولات للتعاون بين قطاعات الأعمال فى مجالاتها المختلفة بين تلك الدول. وأشار المصدر الى ان فرص وعناصر ومقومات انجاح المبادرة لعقد المؤتمر تتوافر لدى دول الجوار من ارادة وموارد وثروات واسواق، وابان ان هذه الخطوة من شأنها تعميق الروابط والعلاقات الثنائية بين تلك الدول، وتحقيق الاستقرارالامنى والاجتماعى على المناطق الحدودية، واحداث نقلة اقتصادية واجتماعية للدول المشاركة خاصة المناطق الحدودية، ونوَّه المصدر إلى أن الجهود المبذولة للربط البرى والبحرى والجوى وعبر السكك الحديدية يمكن أن تدفع لتحقيق النتائج المرجوة من اعمال المؤتمر، الى جانب ما يمكن ان يحققه من تنشيط لتجارة الحدود وت?رجها لاقامة مناطق حرة وتجارة عابرة بين كافة دول الجوار. وتطرق المصدر الى أن مبادرة الاتحاد تأتى فى إطار استراتيجيته لتفعيل دور العلاقات الخارجية لدعم الاقتصاد الوطنى، ومواجهة التحديات التى أفرزتها خطوة انفصال دولة الجنوب. خمسة وعشرون جنيهاً زيادة في سعر جرام الذهب الخرطوم: أمل محمد إسماعيل شهدت أسعار الذهب ارتفاعا ملحوظا مقارنة باسعاره قبل فترة العيد الذي كانت تبلغ «200» جنيه للجرام. وعند جولة «الصحافة» امس لاحظت ارتفاعا في سعر الجرام الذي بلغ نحو «215 225» جنيها، وعزا التجار الارتفاع الى ارتفاع أسعار البورصة عالميا، الى جانب ارتفاع الدولار الذي ادى الى زيادة تكلفة التصنيع. وقال التاجر عمرو محمد من محلات «شركة ساورا العالمية للمجوهرات» إن أسعار الذهب شهدت ارتفاعاً مقارنةً باسعاره قبل فترة العيد المبارك، وعزا زيادة اسعاره الى ارتفاع أسعار البورصة عالمية، الى جانب تكلفة التصنيع، حيث بلغ سعر?جرام الكويتي «225» جنيها والبحريني «220» جنيها، فيما بلغ سعر جرام السعودي عيار 21 «215» جنيها والسوداني «210» جنيهات ،اما اللازوردي فقد بلغ سعر الجرام منه «225» جنيها، وذهب التاجر ايمن علي احمد من شركة تبيدي، الى ان سعر الجرام الخام من الذهب يبلغ «200» جنيه وسعر الكسر «198» جنيها. واضاف ان هنالك ارتفاعاً في الاسعار نسبة الى الظروف التي حدثت في امريكا وبريطانيا، بجانب ركود الاقتصاد الامريكي والمشكلات التي اندلعت في ليبيا أخيرا، وعن التعدين قال أيمن إن التعدين العشوائي يدخل في الاسبوع ما يقارب «350» جنيها بم?دل «50» كيلوجراماً في اليوم، واصفا التعدين الحكومي بأنه أقل استخراجا للذهب من التعدين العشوائي، بحيث يستخرج التعدين الحكومي سنويا ما يقارب الطن من الذهب، واكد انهم يتوقعون ارتفاعا في أسعاره. طرح مليون جوال من الدخن زنة خمسين كيلوجراماً الخرطوم: إشراقة الحلو اعلن جهاز المخزون الاستراتيجي انه بصدد طرح مليون جوال من الدخن زنة 50 كيلوجراماً بالتعاون مع البنك الزراعي خلال الايام القادمة، وقال ابراهيم البشير مساعد المدير العام للتخطيط والبحوث بجهاز المخزون الاسترتيجي ل «الصحافة» ان اسعار البيع لم تحدد حتى الآن، مشيرا الى ارتفاع اسعار الدخن في الفترة السابقة، حيث وصلت الى 210 جنيهات للجوال الكبير، وأن الاسعار الآن بدأت في الانخفاض بعد انتظام هطول الامطار، حيث يتراوح سعر الجوال بين 175 200 جنيه، كما اكد ان المخزون الاستراتيجي يحتاط بكميات كبيرة منه في ولايات دا?فور. ونفى ان يكون هناك أي ارتفاع يذكر في اسعار القمح والذرة، مبينا ان الاسعار في فترة قبل العيد وصلت الى 90 جنيهاً، مشيرا الى انها الان تتراوح بين 80 85 جنيهاً للجوال، وابدى استعدادهم لاستيعاب أية كميات من الحبوب اذا كان هناك فائض بعد موسم الحصاد. استثمارات كويتية جديدة في السودان الخرطوم-الصحافة أعلن وزير المالية الكويتي جاسم الشمالي أن بلاده ستنفذ استثمارات جديدة وكبيرة في السودان وخاصة بالإقليم الشرقي. وقال الشمالي عقب اجتماعه بنائب الرئيس علي عثمان محمد طه أن: «السودان وخاصة منطقة الشرق، ستشهد استثمارات كويتية جديدة بإمكانيات كبيرة ونحن بصدد إضافة عناصر جديدة لاستثماراتنا في السودان». وكان وزير المالية الكويتي الذي وصل الخميس إلى الخرطوم أجري مباحثات مع مسؤولين حول العلاقات الاقتصادية بين البلدين واستثمارات الكويت في السودان. من جانبه أكد وزير المالية علي محمود أن نائب الرئيس وجه بتقديم كل المساعدات والتسهيلات وتذليل العقبات والمشاكل التي تعترض الاستثمار العربي والكويتي على وجه الخصوص. وللكويت استثمارات كبيرة بالسودان في قطاعات الاتصالات والزراعة والنقل والعقارات وبناء السدود المائية على النيل وروافده. وتقدر استثماراتها بحوالي ستة مليارات دولار. واستضافت الكويت العام الماضي مؤتمراً للمانحين لدعم شرق السودان وتعهد المشاركون في المؤتمر بتوفير أربعة مليارات دولار لتنمية الإقليم.
