تجمع الكثير من العادات والتقاليد المتشابهة بين ليبيا والسودان، خاصة تلك المتمثلة فى مراسم الافراح، «الصحافة » التقت بعدد من الليبيات المقيمات في السودان والمتزوجات من سودانيين، حيث تجاذبنا معهن اطراف الحديث، وتحدثن عن تشابه العادات والتقاليد بين ليبيا والسودان، حيث افادتنا ام أحمد وهى متزوجة من سودانى ولديها ثلاث من الاطفال وتقيم فى السودان منذ عامين، مشيرة الى انها لاحظت من خلال وجودها فى السودان تشابه الكثير من العادات والتقاليد السودانية والليبية، مما جعلها لا تشعر بالغربة، وتقول: بعد الاحداث التى وقعت فى ليبيا جاءت اعداد مهولة من الليبيين الى السودان، وهذا يدل على عمق العلاقة التى تربط بين البلدين، كما لاحظت ان السودانيين يشبهون الليبيين فى الملامح والدم، بالاضافة الى تفاصيل خاصة بالعادات والتقاليد، وتمضى ام أحمد فى القول متحدثة عن عاداتهم الليبية فى الزواج وتقول: بعد الاتفاق مع اهل الزوجة الذي تحدد فيه كل التفاصيل مثل المهر ومؤخر الصداق والذهب، عطفا على جلب خضروات وفواكه ومواد تموينية، بالاضافة الى خمسة من الخراف او بقرة واحدة، كما ان هناك البدلة الكبيرة وهى خاصة بالعروس، ويكون لونها اصفر وبها تاج يلبس على الرأس، وهى بمثلبة الجدلة السودانية، وبها اسورة وخواتم الجنيه «كما يسميه السودانيون خاتم ابو صلعة»، كما أن هناك الخناق من الليرات يغطى منطقة الصدر، وفى السودان تسمى بالشف، وتصل اكسسواراته الى القدمين، وتكون من الذهب الخالص «فى السابق ». وتقول ام احمد: من خلال حضورى الى حفلات الزواج السوداني ومشاهدتى لكل العادات لم اشاهد حزام البشكطى، وهو حزام من الفضة يربط فى الوسط «القاش»، ولكن أدركت أنه فى السودان من الجلد، وفى شكل خيوط رفيعة، ويسمى الرحط. كذلك فطور العريس والهدايا التى يعطيها اهل العروس لأهل العريس من المفروشات والاوانى، مثل الفناجين، وهناك من يعطى مبالغ مالية. وتمضى ام احمد فى القول: من الممارسات الاكثر تشابهاً دق الريحة، حيث تتجمع النساء من الاهل والاقارب لعمل ريحة العروس من الصندل والمحلب، وذكرت ان الفرق الذى لاحظته فى حنة العريس الليبي انه يحنن أصبعاً واحداً في يده اليمنى فقط، اما العريس السودانى فيأتى مخضباً بالحناء فى اليدين والرجلين، مع أغاني السيرة ودق الدفوف والطبول، وفى السودان «الدلوكة والنحاس»، وتشير أم هاني وهي ليبية متزوجة من سوداني تقيم بالثورة، الى ان التشابه بين السودان وليبيا كبير الى ابعد الحدود، خاصة في العادات والتقاليد. وقالت انها «مرتاحة» في السودان ولم تشعر بغربة كبيرة، وتمنت أن تعود الأوضاع في وطنها الى الاستقرار حتى تتمكن من زيارة والدتها المقيمة ببنغازي، اما عابدة فقد اشارت الى انها احبت السودان، وذلك للتعامل الراقي الذي ظلت تحظى به من قبل جاراتها، واشارت الى انها تتمنى الاقامة في السودان، مؤكدة سعادة أبنائها مع اشقائهم السودانيين .