تستقبل الخرطوم الأسبوع القادم معرض الخرطوم الدولي وبالتحديد في الثالث من اكتوبر وكما تعود الناس في كل عام، فالمعرض يمثل انفتاحاً على الكتاب الذي تراجعت مكانته عند البعض، وان ظل عند بعض عشاقه يحتل المرتبة الأسمى، ورغم شظف العيش وقسوة الحياة، فهو على رأس قائمة الأولويات. والاحتفال الحقيقي بالكتاب لابد أن يتضمن معاملة الكتاب كسلعة استراتيجية تعفى من الرسوم المتعددة سواء في انتاجه المحلي أو عند استيراده من خارج الحدود.. والاحتفال الحقيقي يكمن في انتشار المكتبات العامة في كل مكان من هذا الوطن، واحياء المكتبة المدرسية ليجئ جيل مسلح بالعلم والمعرفة مساهماً في بناء الحضارة الانسانية. والاحتفال الحقيقي يلزمه اتاحة الفرصة لكل التيارات والمذاهب الفكرية والسياسية والجمالية على قدم المساواة في مناخ من التسامح، وافساح المجال للرأي الآخر.. وان ندرك ان الحرية هنا ليست منحة من أحد، ولكنها حق كفلته الشرائع السماوية، وأقرته المواثيق الدولية التي وقعنا عليها، وأعلنا التزامنا بها. والاحتفال الحقيقي يكون بأن يصبح السودان ملتقى للمفكرين والأدباء والكتاب.. السودان المنفتح على ثقافات الآخرين، والمعتز بتراثه وثقافته وعطائه.. ونأمل أن تكون هناك جوائز لأفضل الكتب السودانية التي صدرت خلال العام.. وأن نكرم المؤسسات والأفراد الذين أبلوا بلاءً حسناً في خدمة الكتاب، وان تكون لنا في كل عام شخصيات من الوسط الثقافي نكرمها حتى يقتدي بهم الآخرون.. وأن تكون أمسيات المعرض ساحة للفكر ومنتدى للمثقفين ممتلئة بالحوارات الجادة والعميقة!! وكل عام وأنتم بخير..