استطاعت بعض الدول الشقيقة ان تحول معرض الكتاب فيها الى تظاهرة ثقافية مهمة تستقطب لها كبار نجوم الأدب والفكر والفن وموسما ثقافيا زاهرا يحيل سماء الوطن الى برج اضواء باهرة بفيض العلم والمعرفة.. وفي الخرطوم رغم ضعف الامكانيات هناك محاولات لأن يصبح معرض الكتاب جزءا مهما من برنامجنا الثقافي، وهناك جهد يبذل في الحق ولكنه دون طموح المثقفين في هذا البلد ويجب ألا نعتز كثيرا بتلك المقولة التي تقول ان الخرطوم تقرأ، فقد صارت دون القراءة عقبات وصعوبات، ويتطلب الامر مزيدا من الجهد وقليلا من التنسيق بين الجهات ذات الصلة بالموضوع. ففي انتظار المسؤولين ضرورة وضع خطة محكمة ومنسقة بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم لاحياء المكتبة المدرسية على ان يشمل هذا المشروع: المركز والولايات. والمحليات ينتظرها جهد آخر مواز لجهدها في الجبايات ان تعمم على مستوى الاحياء مكتبات عامة، ولنبدأ بدعم مكتبات الاندية المنتشرة في الاحياء، او انشائها أي المكتبات ان لم تكن موجودة. والخرطوم لا تقرأ فحسب ولكنها تكتب فلماذا لا يكون في كل معرض تكريم لكاتب او اكثر.. ولماذا لا يكون هناك تنافس ومسابقة لأفضل الكتب السودانية في الآداب والفنون والعلوم، وكتاب العام. وان تكون هناك خطة من وزارة الثقافة لدعم وتشجيع وتحفيز دور النشر السودانية، والمؤلفين السودانيين.. وان تكون الخرطوم ملتقى للمفكرين والمبدعين من النقاد والشعراء وكتاب القصة والرواية.. واهل التشكيل والمسرح، خاصة وان البلاد مقبلة على أزمات مصيرية تتطلب وضع الثقافة في مكانها الحقيقي في سلم الأولويات.