تباينت الآراء حول إصابة «18» طالبة بمدرسة المؤتمر الثانوية بنات بود مدنى بحي بمحلية بولاية الجزيرة، إثر تصاعد أعمدة دخان نتجت جراء حرق نفايات ب «كوشة» بالقرب من المدرسة، مما سبب كثيراً من حالات الإغماء، وترك الحادث عدداً من علامات الاستفهام وسط المواطنين وأولياء الأمور. وذكرت إحدى طالبات الفصل الاول بالمدرسة ل «الصحافة» انه وقبل خروجهن إلى تناول وجبة الفطور، شعرن بسحب من الدخان تجتاح فضاء المدرسة، ووصفته بالدخان الحارق مما جعل بعض زميلاتها المصابات بداء الربو يتأثرن بتلك السحب، فتم نقلهن على الفور إلى مركز بانت ومن ثم إلى مستشفى ود مدنى لتلقى العلاج، وقالت أنها لم تتبين ماهية الدخان. وذكرت لبنى محمد الأستاذة بالمدرسة أنها لم تر أى نوع من الحريق بجانب المدرسة، وأيضا لم تر اى نوع من أعمدة الدخان بالقرب من المدرسة، ولكنها أكدت وجود رائحة نفاذة بداخل أسوار المدرسة، وأنها لم تستطع تمييز الرائحة، غير أنها تفاجأت مثل زميلاتها المعلمات بصرخات الطالبات وجود عدد من حالات الإغماء بينهن، ليتم إسعافهن على الفور، وقالت إن عدد المصابات «16». كما تحدث العامل بمدرسة المؤتمر كمال ادم ل «الصحافة» قائلاً انه وفى تمام الساعة العاشرة أثناء الحصة الثالثة اشتم رائحة غريبة ولا يعرف سبب ذلك، وأشار إلى أنه سمع أصوات الطالبات تتعالى وأخريات على الأرض بلغ عددهن «20» طالبة، وقال كان بالإمكان إسعافهن بصورة سريعة للمستشفى إلا ان قلة الأجهزة لم تساعد على ذلك. وذكر إن المستشفى تعمل به ثلاثة أجهزة تنفس فقط، ونفى إصابة اى مواطن بالحي. كما التقت «الصحافة» بالمدير العام لمستشفى ود مدنى التعليمي الدكتور احمد إبراهيم الذي كان حضورا يتفقد المصابات من الطالبات، وأكد استقرار الحالات من الناحية الطبية، وان الحالات إلتى وصلت إلى المستشفى «14» حالة «11» حالة منها لا توجد بها اى نوع من الأثر السالب في الشعب الهوائية، ثلاث فقط مصابات أساسا بداء الأزمة. وقال ان جميع الفحوصات السريرية نظيفة، وتم خروج جميع الحالات من المستشفى بعد الساعة الثالثة ظهراً. وعن الأجهزة قال إنه لم تواجههم مشكلة إطلاقا في إسعاف الطالبات، وان المستشفى سيستقبل عدداً كبيراً من أ?هزة التنفس في الأسابيع القادمة. كما تحدثت ل «الصحافة» مصدر من داخل المستشفى، وضح أن الأجهزة الموجودة داخل الإنعاش خمسة أجهزة تعمل منها ثلاثة بصورة جيدة والباقي متعطل، وذكر ذات المصدر أن عدد الحالات التي استقبلتها العيادة المحولة من طالبات الثانوي «18» حالة، وتم إسعاف الطالبات بالتناوب، إذ يستغرق زمن إسعاف كل حالة «15» دقيقة. وقال إن آخر حالة تم خروجها من المستشفى حوالى الساعة الثالثة ظهراً. اما مدير شرطة الولاية اللواء الطيب بابكر علي، فقد أكد اتخاذ كافة التدابير لمعرفة أسباب الإغماء، وارجع أسباب الاغماء الى حرق «كوشة» عادية قام به احد المواطنين، وأشار إلى أنهم اخذوا بعض العينات من «الكوشة» لمعرفة الأسباب، مستبعدا اى نوع من العمل المتعمد. كما التقت «الصحافة» برئيس معهد السميَّات بجامعة الجزيرة بروفيسور نبيل حامد، الذي أكد أن مبيد الروقل الخاص بمحصول القطن عند استنشاق الإنسان له فإنه يؤدى الى ضيق في التنفس، وقال على المنظمات التابعة للأمم المتحدة طرق خاصة للتخلص منه بطرق علمية سليمة.