الفرحة التى عاشها مواطنو مدينة الدويم عندما افتتح رئيس الجمهورية كوبرى المدينة فى يوليو الماضى لا توصف، فهى ربما أعظم فرحة لأعظم إنجاز تشهده فى العقود الأخيرة، إذ لا تضاهيها إلا فرحة المواطنين فى سبعينيات القرن الماضى باختيارها عاصمة لمديرية النيل الأبيض. لقد أحدث هذا الكوبرى نقلة كبيرة فى حياة الدويم وما جاورها من قرى سواء بالضفة الشرقية أو الغربية، بعد أن أصبح الانتقال منها وإليها سهلا وميسرا، ويمكن لأى مواطن أن يصل إلى أى مكان فى السودان بسهولة وبدون قيود زمنية. إلا أن فرحة المواطنين بهذا الصرح الجميل لم تكتمل بسبب ما يلاقيه من إهمال من قبل الجهات المسؤولة، والذى يظهر وبصورة واضحة فى قطع الإمداد الكهربائى عنه، حيث ظل الكبرى غارقا فى الظلام ومنذ فترة، وهذا جعل الكثير من السائقين يعانون كثيرا خلال الليل. لقد سبق أن عملت المحلية على توفير تيار كهربائى لإضاءته بصورة يومية، إلا أن الأمر توقف بعيد زيارة الرئيس وبمدة قصيرة، حيث اتضح أن الأمر كان عبارة عن مسكنات، فلم يراعى فيه أن الكوبرى أصبح واجهة للمدينة، ومسألة الإنارة تعتبر ضرورية وهى تعكس مدى اهتمام المسؤولين وحتى المواطنين بمظهر وجمال مدينتهم. وليت الإهمال توقف عند عدم إنارة الكبرى فقط، فحتى مدخله من ناحية المدينة يعانى من الظلام، فكل من يرتاد تلك المنطقة فى الفترة المسائية يشعر بالخوف من شدة الظلام والوحشة التى تسود المكان. صحيح أن هنالك بعض الإضافات المتمثلة فى الحواجز التى شيدت فى بعض الأماكن والمنحنيات، مما يعطى السائق والراكب إحساسا بالأمان، إلا أن هذه الحواجز تحتاج إلى إضاءة فى الفترة المسائية حتى يمكن رؤيتها خاصة أن المدخل به العديد من المنحنيات التى تحتاج إلى رؤية واضحة حتى لا يحدث اى مكروه. إن الكثير من المسؤولين لا يتحركون إلا عندما تحدث كارثة أو مأساة، فهم لا يحتاطون حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه، فاللامبالاة اصبحت رائجة، فالناس لا يعتبرون من غيرهم حتى «يقع الفأس على الرأس» وعندها يتسابق المسؤولون من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه، مع أنه كان يمكن تفادى الأمر بقليل من الحرص. إنارة كوبرى الدويم مسألة ضرورية وليست رفاهية، فلا بد أن يجد المسؤولون حلا لهذا الأمر، فلا يعقل أن تنفق الحكومة الاتحادية على هذا الصرح عشرات الملايين من الدولارات، وتعجز الولاية أو المحلية عن توفير ميزانية لا تتعدى آلاف الجنيهات لإنارته، أليست الدويم مدينة العلم والنور!! الهروب من التصريحات!! ٭ بعض المسؤولين بحكومة ولاية النيل الأبيض يدلون بتصريحات لوسائل الإعلام بالولاية، وعندما يواجهون بتصريحاتهم تجدهم يتهربون ويتنكرون لحديثهم، وطالما أن هؤلاء لا يملكون الشجاعة للاعتراف بأقوالهم، فعليهم أن يمتنعوا عن التصريح لوسائل الإعلام!!