اكد حزب الأمة القومي ان الحوار حول الاجندة الوطنية مع المؤتمر الوطني مستمر «ولم ولن يتوقف»، موضحا ان ما توقف هو الحوار بشأن المشاركة في الحكم، وشدد على ان تغيير النظام في السودان امر حتمي «لكنه سيكون مغايراً لما تم في دول الربيع العربي، بعيداً عن العنف والمقالعة عبر المظاهرات وبوسائل سلمية تدهش المجتمع الدولي». وكشف في الوقت نفسه عن اطلاق سراح منسوبيه الذين اعتقلوا من داخل اجتماع بالكلاكلة. وقال الامين العام لحزب الامة الفريق صديق اسماعيل ، في لقاء مع عدد من الصحافيين بمنزله أمس،عقب عودته من جولة استشفاء شملت الاردن وبريطانيا والسعودية، ان الاوضاع الداخلية في حزبه مستقرة تماماً، نافياً بشدة ما تردد حول خروجه مغاضباً لعدم مشاركة الحزب في الحكومة، وابان ان قرار عدم المشاركة جاء من كل مؤسسات الحزب التي اكد احترامه لها. واضاف اسماعيل، ان الحوار مع الوطني وبقية القوى السياسية يجري على اساس الاجندة الوطنية، ووصفها بالروشتة التي يمكن ان نتفادى بها الخطر الماثل امام البلاد، وزاد «ان الحوار مع الحزب الحاكم كان حوار مؤسسات وليس حوار اشخاص، لذا ليس هناك معنى لما قيل انني في حالة غضب، وهذا الحديث مردود لمن اطلقه». وشدد اسماعيل على ان حزبه يعمل مع القوى السياسية على تغيير النظام، مؤكدا ان ذلك امر حتمي ولا رجعة فيه، لكنه اوضح ان حزبه لن يقف مع اي تغيير «يخلف بحارا من الدماء وجبالا من الجثث»، وقال ان التغيير الذي ينشده حزبه سيدهش العالم وسيكون نموذجا يحتذى به كما حدث من قبل في انتفاضتي اكتوبر وابريل قبل «50» عاماً، مشيرا الى ان ما تم في دول الربيع بتونس وليبيا وما يحدث الآن في اليمن لن يتكرر في السودان، وتابع بالقول»العالم مندهش الآن لماذا لا يواكب السودانيون الربيع العربي، ويتساءل ماذا اصاب السودانيين، لكننا نؤكد لهم?ان الدرس قادم وسيعي المجتمع الدولي ان السودان هو رائد التغيير بالوسائل السلمية». ورأى ان البديل للحوار هو العنف والقتل و»المقالعة» عبر المظاهرات ولا اعتقد ان هذه الوسائل يمكن ان تحدث تغييرا، والسبيل الوحيد هو الحوار وهذا امر ممكن ومتاح. واكد امين عام حزب الامة ان الحوار الذي بدأ مع المؤتمر الوطني والقوى السياسية «لم ولن يتوقف»، مبينا ان ما توقف الآن هو الحوار حول المشاركة، وقال ان حزبه رفض المشاركة باعتبار ان الدعوة الى الحكومة العريضة فيها اقصاء للقوى السياسية الاخرى بخلاف حزبي الامة والاتحادي، ونفى ما تردد حول وجود مفاجأة بمشاركة حزبه في الحكومة المقبلة، وقال ان «المفاجأة ستكون فقط في قبول المؤتمر الوطني للحكومة القومية عبر الاجندة الوطنية». وكشف اسماعيل عن ترتيبات لاقامة مؤتمر اقتصادي يشارك فيه جميع الخبراء الوطنيين، لاخراج السودان من أزمته، وقال ان الحزب الحاكم نفسه وافق على ذلك، وارجع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد الى السياسات الحكومية خلال الخمس سنوات الماضية وانفصال الجنوب. واوضح ان المؤتمر الاقتصادي سيضع خارطة طريق للخروج من الأزمة، وانتقد المشروعات التي تطرحها الحكومة وولاية الخرطوم، ووصفها بانها متواضعة ولا تحل المشكلة. الى ذلك، اعلن اسماعيل اطلاق سراح عدد من منسوبي الحزب الذين تم اعتقالهم في وقت سابق من منزل بالكلاكلة، واوضح ان حزبه قاد حوارا مع السلطات الامنية تم بموجبه الموافقة على الافراج عن هؤلاء «ليعيدوا مع ذويهم».