ليس مصادفة ان يتداول الإسرائيليون هذه الأيام أحاديث عن إنتشار قوات من الجيش المصري على الحدود السودانية المتاخمة لمنطقة حلايب السودانية ، وبحسب إفادات وزارة الدفاع فإن المصريين ينشطون هذه الأيام لمنع تهريب الأسلحة الى غزة أو المزاعم المتعلقة بهذا الموضوع فيما تنشط مروحيات تتبع لمكافحة التهريب في متابعة عمليات تهريب البشر المتصاعدة على الحدود بين البلدين في إصرار من المهربين على إدخال المزيد من اللاجئين من جنسيات مختلفة الى الأراضي المحتلة . وإذا ربطنا بين الهجمات التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية على مناطق في شرق السودان والنشاط المحموم لمكافحة عمليات تهريب السلاح والبشر فإن الصورة تبدو واضحة تحكي عن قدرة الصهاينة على إدارة معارك خبيثة خلف مختلف الأغطية وإستخدامها للعديد من الادوات في كبح جماح المقاومة الفلسطينية و العربية للإحتلال والإستيطان ، فالزعماء العرب الذين إجتمعوا في سرت قبل أيام وجهوا رسالة قوية الى إسرائيل التي تعاني في ذات الوقت من برود وفتور في العلاقات بينها وبين الإدارة الأمريكية توشك ان تصل الى مرحلة المفاصلة ولذلك تلجأ الحكومة الإسرائيلية هذه الأيام الى تنفيذ تحركات واسعة تعيد من خلالها الإعتبار الأمريكي لوجهة نظرها تجاه العرب والمسلمين الناشطين في تسريع الإبادة الشاملة الموعودة لليهود في القرآن . إن تكرار الإتهامات للسودان برعاية الإرهاب وتهريب السلاح الى غزة وتحريك جيوش دول الجوار الى الحدود مع السودان بما يوحي بوجود خلل أمني ، كل هذه الملفات القصد منها تجهيز الملعب للعب دور قذر يتزامن مع دخول البلاد فترة الإنتخابات الحرجة والشد والجذب حول عمليات التزوير ، ومن المؤكد ان يستتبع ذلك عرقلة توقيع اتفاق سلام حقيقي في دارفور وتصعيد لهجة حكومة جنوب السودان تجاه الإستفتاء على تقرير المصير . لقد تساءلنا من قبل عن لماذا يلف الغموض عملية الهجمات بالطائرات الإسرائيلية على شرق السودان دون ان يصدر من الدولة اي بيان واضح عن عدد الضحايا والكيفية التي تمت بها الغارة رغم أن السيد وزير الدفاع اشتهر بأنه يسارع في تمليك الرأي العام الحقائق حول اي استهداف خارجي وقد سبق وأن وصف عملية الهجوم الأمريكي على مصنع الشفاء بدقة متناهية ، ولم تتم الإجابة على السؤال حول التعويضات التي دفعت لأسر الضحايا وما هية الجهة التي دفعتها ، إن تدخل إسرائيل في الشأن السوداني يبدو واضحاً وجلياً ويكفي الدلائل والإشارات في حرب دارفور والنشاط المغلف في جنوب السودان فهل ينتظر حكام الخرطوم بروز كاستا الموساد فجأة وسط العاصمة القومية لينفذوا ضربة من ضرباتهم الآثمة التي يكافئون عليها بالأوسمة والنياشين ؟ . ونحن إذ نتحدث عن التحرك الإسرائيلي في المنطقة إنما ننبه الى ضرورة التحسب لهؤلاء الصهاينة الأعداء فهم أعداء من نوع خاص إنهم أعداء الله كما وصفهم الكتاب ومن المهم الإحتراز فما فعلوه في أزمة دارفور يستطيعون إرتكابه في الخرطوم وبورتسودان وكسلا وشمال السودان خاصة وان الظروف الحالية التي تكتنف البلاد تنذر سحائبها الثقال بأمطار غزيرة من المشكلات العويصة المتنوعة.