أمجد فريد الطيب يكتب: اجتياح الفاشر في دارفور…الأسباب والمخاطر    الكابتن الهادي آدم في تصريحات مثيرة...هذه أبرز الصعوبات التي ستواجه الأحمر في تمهيدي الأبطال    شاهد بالفيديو.. وسط دموع الحاضرين.. رجل سوداني يحكي تفاصيل وفاة زوجته داخل "أسانسير" بالقاهرة (متزوجها 24 سنة وما رأيت منها إلا كل خير وكنت أغلط عليها وتعتذر لي)    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    من سلة غذاء إلى أرض محروقة.. خطر المجاعة يهدد السودانيين    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    تفشي حمى الضنك بالخرطوم بحري    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    المخدرات.. من الفراعنة حتى محمد صلاح!    خطف الموزة .. شاهدها 6 ملايين متابع.. سعود وكريم بطلا اللقطة العفوية خلال مباراة كأس الأمير يكشفان التفاصيل المضحكة    لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    مدير شرطة ولاية القضارف يجتمع بالضباط الوافدين من الولايات المتاثرة بالحرب    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    توجيه عاجل من"البرهان" لسلطة الطيران المدني    جبريل إبراهيم: لا يمكن أن تحتل داري وتقول لي لا تحارب    حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: تصريح صحفي    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الولايات


طوكر تخضع لجراحة تجميل ناجحة
بورتسودان: ود أحمد
في الايام الماضية زار الولاية عدد من سفراء الاتحاد الاوربي في اطار زيارته لمحلية طوكر للاطمئنان والوقوف علي مشروع دلتا طوكر، خاصة بعد التمويل الذي قدمه لإعادة بناء هذا المشروع.. وكانت الزيارة بشارة خير لمواطني المحلية، حيث تجمعوا صفوفا فرحة باستقبال الخواجات، خاصة ان طوكر في الايام الاخيرة همشت من قبل حكومة الولاية حيث ابعدت من خط زيارة الرئيس الاولي والثانية، فكانت هذه الزيارة هي بداية امل لاستعادة الحياة للمواطنين. ومدينة طوكر تعتبر مدينة تاريخية، وارتبط اسمها بمدينة لاكنشير البريطانية عبر انتاج القطن، و?انت البورصة العالمية حينها تحدد من طوكر. هذا بجانب ان طوكر تعتبر من المدن الاولى في السودان من حيث الحراك الثقافي، حيث كانت تعرض فيها الأفلام المصرية كعرض اول ومن ثم لبقية مدن السودان. ومرت السنين والايام وجاء الاوربيون ليعيدوا تلك الامجاد من جديد لاهل طوكر عبر مشروع دلتا طوكر. عمر علي عثمان المدير الوطني للمشروع النموذجي لتأهيل دلتا طوكر قال إن مشروع دلتا طوكر يتكون من 406 آلاف فدان، لكن هذه المساحة تأثرت بزحف الرمال وانتشار اشجار المسكيت، مما ساعد على تقليص هذه المساحات، ايضا سوء الادارة في فترات الحكم ا?مختلفة منذ الاستقلال والى الآن هو الآخر ايضا كان له الدور في انهيار هذا المشروع، وحتى السكان تركوا المنطقة في فترة الحرب ونزحوا الى سواكن وبورتسودان بحثاً عن كسب العيش، واهم هذه الاسباب تذبذب خور بركة نسبة للتقلبات المناخية. فكل هذه الاسباب تجمعت وكتبت النهاية لهذا المشروع العملاق، والمساحة المتاحة الآن 100 ألف فدان، والمساحة المستفاد منها قد تصل الى الف فدان أو 50 او 40 الف فدان، نسبة لوجود الاحزمة الغابية. ومساحة مشروع دلتا طوكر التي نحن الآن بصدد الحديث عنها تمثل 53% من اراضي الولاية، ونجاح المشروع يعني?توفير الأمن الغذائي للولاية وايجاد فرص عمالة لاهل المنطقة، بجانب ان المشروع سيوفر أعلافاً للحيوانات، واهم ما في الأمر دعم المشروع للاقتصاد الوطني عبر محصول القطن. وزيارة الاتحاد الاوربي لمدينة طوكر كانت ضمن منظومة المشروع النموذجي من أجل استعادة القدرات الانتاجية في شمال السودان، وهذا المشروع تمويله يقدر ب 3.166 الف يورو لمدة اربع سنوات، وكان من المفترض ان تكون البداية في عام 2008م الا انها بدأت في يناير 2010م واستهدف المشروع عدداً من النقاط المهمة:
1 إزالة أشجار المسكيت من الدلتا.
2 ترويض نهر البركة وادارة المياه السنوية
3 الاصلاح المؤسسي وتحسين بيئة العمل.
4 التصنيع الغذائي ورفع كفاءة المزارعين وتنمية المرأة الريفية
5 اصلاح الاراضي الزراعية وحفظ تاريخ المشروع الذي بدأ تسجيله في عام 1900م وحتى الآن، وكل هذا من اجل تحسين سبل المعيشة في مشروع دلتا طوكر، بالاضافة للوقوف على انشطة وانجازات المشروع في خلال تلك الفترة الفائتة.
أما حسن ارتيقة مدير مشروع دلتا طوكر، فقد قال: نحن استفدنا من هذا البرنامج، خاصة ان البداية كانت عملية، وذلك من خلال الدعم العيني، حيث اعطونا عربتين لاندكروزر، وساهموا معنا في خطة الري وفي عملية الترويض لخور بركة، وقاموا ايضا باظهار علامات الدلتا. وانحصرت اهداف الزيارة في عدد من المحاور، منها أولاً: الوقوف على الاشياء التي نفذت، ثانياً المصداقية من جانب حكومة الولاية، بمعني أن يقوموا هم بدفع ما عليهم من مستحقات، على ان تلتزم الحكومة بما تبقى، وجلسوا مع السيد الوالي ووصل لاتفاق معهم، ثالثا: الاوربيون طلبوا ا?راراً بالمحافظة على هذا المشروع.
وقال أرتيقة: حتى العمالة استفادت من هذا المشروع من خلال رفع مقدراتهم عبر الورش، وقام الاوربيون أيضا بصيانة الاستراحة واطلعونا على عدد من المشاريع المستقبلية، منها عمل مصانع لتجفيف وتعبئة التوابل.
عمر نابوسي رئيس رابطة طوكر بجامعة البحر الاحمر سابقاً قال إن زيارة سفراء الاتحاد الاوربي لطوكر تأتي في ظل توجه العالم للزراعة ومنتجاتها، ونحن مواطني طوكر نشكر دور الجهات المختصة التي ساعدت في نجاح الزيارة، متمنين مزيداً من الاهتمام بهذا المشروع الذي يمثل الامن الغذائي للولاية وللشرق ككل، في ظل ما يدور من تذبذب في الايرادات البترولية.
مهرجان السياحة.. وجه مشرق لبورتسودان
بورتسودان: الصحافة
تلبس ولاية البحر الاحمر هذه الايام حلة زاهية احتفاء بمهرجانات السياحة، ويعتبر هذا المهرجان هو الخامس في المرتبة، ودرجت الولاية على اقامة مثل هذه الاحتفالات لعكس تراث وثقافة اهل الولاية خاصة، والولاية بها عدد من المقومات السياحية من جبال ومنتجعات وساحل البحر الاحمر، وطوال هذه الاعوام التي مرت لم تظهر هذه الجماليات الا بعد مجيء هذا الوالي الهمام محمد طاهر ايلا الذي كرس كل جهوده لكي تصبح هذه الولاية قبلة جميلة للزائرين، وها هي بورتسودان أصبحت مثل العروس يتهافت عليها الزوار من اجانب ومواطنين من الولايات الاخرى?
«الصحافة» تجولت داخل المعرض المصاحب للمهرجان، واكثر ما يميزه أن تشعر كأنك داخل مدينة اخرى، وذلك من خلال وجود مكتب للطبيب والشرطة والاذاعة الداخلية وغرف ال VIP. وكانت اولي محطاتنا هي اجنحة تراث البني عامر والحباب بشعارهم الترحابي اكوبام. والهدندوه والأمرأر بشعارهم ايتانينا، وهو شعار المهرجان، هذا بجانب مشاركات بقية القبائل في الولاية وكل يحتفي بارثه وثقافته ويعكسها للزائرين. وهذا يعكس اواصر العلاقات المجتمعية ومدى ترابط النسيج الاجتماعي بالولاية. وجامعة البحر الاحمر ايضا هي الاخرى شكلت حضوراً من خلال روابط?ا الثقافية والاكادمية وعكس ابداعات ومواهب الطلاب. ويوجد بالمعرض أيضا بعض الاجنحة من خارج الولاية مثل مركز راشد دياب من الخرطوم الذي شارك بمعرض تشكيلي وعرض لوحات تشكيلية.
والتقينا بالمهندس محمد ادريس الذي قال: جئت زائرا للمعرض من كسلا واعجبت بهذا المهرجان، لذلك قمت بحجز جناح لعرض بعض التصاميم الديكورية والمعرض أصبح متنفساً للأسر وخاصة في الفترة المسائية.
كما التقينا بأماني الزبير الاذاعة الداخلية للمعرض التي قالت إن معظم الزوار اجانب ومن مواطني الولايات الاخرى، لذلك نقوم بتعريف كامل عن كل المجموعات المشاركة، حتى الكافتريات والمقاهي ومبردات المياه في كل انحاء المعرض. وايضا الاتحادات بكل فروعها لها غرف واجنحة، على سبيل المثال اتحاد المرأة واتحاد مناصرة المرأة اعلاميا واتحاد المكفوفين. ويوجد أكبر جناح لمعرض الكتاب.. وحتى الاطفال تجدهم في قمة السعادة، حيث يقوم أحد الشبان بنقش الاشكال الجميلة على وجوههم.. اما الفنانون فهم موزعون على كل ايام المعرض، ومنهم فنا?ون من الولاية ونجوم الغد والفنان الكبير علي إبراهيم اللحو.
فرقة فنون كردفان.. الفن لترقية المجتمع
الأبيض: الصحافة
في عام 1962 أصدر الفريق ابراهيم عبود رئيس جمهورية السودان آنذاك قراراً بتكوين فرق فنية باقاليم السودان المختلفة، على أن تحضر وتقدم عروضها بالخرطوم، ووقتها كانت كردفان تعج وتزدحم بالمبدعين الذين انتظموا فى روابط فنية مثل رابطة كردفان الفنية التى ضمت ابراهيم موسى ابا وصديق عباس وخليل اسماعيل وجمعة جابر وحسين محمود واحمد هارون وكثيرين من المبدعين، ورابطة نادى العمال بحى القبة، ونادى السكة حديد، ونادى الاعمال وعدد آخر من الأندية التى اصبحت نواة لقيام فرقة فنون كردفان.
وتم تكوين البعثة الفنية من عدد من المبدعين فى مختلف مجالات الفنون قارب عددهم ال 90 من فنانين وفرقة إكروبات وفرقة للفنون الشعبية ومسرحيين وشعراء تم إعدادهم لمنافسة المديريات المقامة بالخرطوم، وجاء تكوين البعثة مشكلاً وموزعاً على كل انحاء كردفان الكبرى، حيث جاء صديق عباس من النهود وعبد الرحمن نور الدين من بابنوسة وبابكر الشهير «بود النوبة» من بارا، إضافة إلى ابراهيم موسى أبا وحسن حسان الزبير وحمودة محمد حامد ومحمد جعفر من الأبيض، وكانت الفرقة الفنية بقيادة الموسيقار المبدع جمعة جابر.
وبفضل منافسة الأقاليم ظهرت مواهب مثل الثنائى الكردفانى «أم بلينة السنوسى وفاطمة عوض» كأول ثنائى نسائى في السودان، وهذا الثنائى يعتبر من اكتشاف الموسيقار جمعة جابر الذى لحن لهما أغنية «الحياة حلوة» التى لاقت رواجاً فى تلك الفترة، كما لحن لهما الأستاذ أحمد هارون أحد الأفذاذ الذين قامت الفرقة على أكتافهم أغنية «أرحمونى يا ناس وحنو عليَّ»، وحازت كردفان على الصدارة بتقديمها أوبريت «وطنى الغالى»، ويعتبر أول أوبريت سودانى من أعمال جمعة جابر، وأذهل ابراهيم موسى أبا الحضور بأغانيه التراثية بمصاحبة الموسيقى لأول مر? بالسودان، وقدمت فرقة الإكروبات عروضها الرائعة، وتعتبر أول فرقة إكروبات خارج العاصمة، أما فرقة الفنون الشعبية فكان لها القدح المعلى في تعريف الجمهور بالتراث الكردفاني.
ونسبة للنجاح والإقبال الذى وجدته الفرقة بالخرطوم، وجه وزير الاستعلامات طلعت فريد بأن تجوب الفرقة كل مديريات السودان لتقديم عروضها، واستمرت الرحلة لمدة شهرين، وصحبتها بعثة من الإذعة القومية لبث نشاط الفرقة لباقى السودان، ومن ثم عادت إلى الأبيض، ليتفرغ جمعة جابر وعوض محمدانى وأبو عاقلة يوسف مفتش الثقافة والإعلام آنذاك لتأسيس دار للفرقة. وكان لوجود السيد عثمان محجوب المراقب المالى للمديرية الأثر الكبير في تشييد دار للفرقة، وهى الدار الموجودة الآن، كما قام بتشييد ورشة ليعمل بها منسوبو الفرقة، وتشمل مختلف التخ?صات لحام، مكانيكا، برادة ... الخ، أما الأثاث والآلات الموسيقية فقد تكفل بإحضارها الطيب عبد العليم مراقب مطار الأبيض.
وفي تلك الحقبة كانت الأبيض تعج بشعراء من العيار الثقيل أمثال حدباى وسيد عبد العزيز وقاسم عثمان بريمة والأمي، الذين ساهموا بصورة كبيرة في ترقية الفن، وذلك بدعوتهم للفنانين فى كل جمعة بمنزل أحدهم، ويجرى النقاش والحوار والتصحيح، الأمر الذى ساهم وبصورة كبيرة في مسيرة أداء الفنانين وترقية أدائهم، ولم يقف دور الفرقة الرائد عند التعريف بالفن الكردفانى بل تعداه إلى احتضان الوافدين من مدن السودان الأخرى الذين أصبحت الابيض سكناً ووطنا لهم، وهم مجموعة الحقيبة التى شكلت وجدان الكثيرين من أهل كردفان، مثل صديق رفاعة وع?د الفتاح عباس وحيدر محمد أحمد والهميم والأمين، وبفضلهم ازدهرت اغنية الحقيبة في كردفان.
وتعتبر فترة السبعينيات العصر الذهبى للفرقة التى تألق فيها الموسيقار محمدانى مدنى وعبد القادر سالم وابراهيم موسى أبا وصديق عباس وعبد الرحمن عبد الله، وجاء من بعدهم الجيل الحالى الذى يقوده عز الدين الزمخشرى وعبد الله بدوى وعلى عبد القادر وعز الدين ونميرى حسين والتومات «بدور وبدرية» ومحفوظ عليش.
وللفرقة دور كبير في احياء النشاط المسرحى، حيث لمعت وتألقت أسماء كان لها القدح المعلى، مثل عابدين عريف والتوم ومحمد المجتبى موسى وموسى شيخ الربع.
وقبل شهرين تكون مجلس إدارة جديد للفرقة ضم كلاً من محمدانى مدنى رئيساً وحمودة محمد حامد نائباً للرئيس وعزين الدين الزمخشرى سكرتيراً وعمر عبد الرحمن لشؤون الأعضاء وعضوية آخرين.
وتحدث عمر عبد الرحمن نيابةً عن مجلس الإدارة بأنهم قد قاموا بحصر العضوية واستخراج البطاقات وتأهيل مبانى الفرقة وصيانتها وقيام نادى مشاهدة. ومستقبلاً يجرى الإعداد لإنشاء دكاكين استثمارية بالسور الشمالى، وتأهيل المسرح لاستضافة المناسبات الخاصة حتى تعود فرقة فنون كردفان رائدة للفن بكردفان والسودان.
من معالم الأبيض
خزان المديرية
عمر عبد الله: الأبيض
أتلك فكتوريا أم ذاك خزان
له هدير وأمواج وشطآن
ترى البواسق قد صفت بجانبه
كأن خطها للناس فنان
وموكب الطير خفاق على الغدير
وفي الشطين أفنان
ويرقص الشجر المخضر في طرب
فتنثني منه أوراق وأغصان
الأبيات أعلاه شدا بها الشاعر التجانى عامر ضمن قصيدة يصف بها خزان المديرية بالأ بيض، ولعله قد أجاد الوصف.
وخزان المديرية يعتبر من معالم الأبيض، ويقع فى الاتجاه الجنوبى للمد ينة، ويعتبر المورد الرئيسى الذى تعتمد عليه مدينة الأبيض في مياه الشرب، وقبل تشييد الخزان كانت الأبيض تعتمد في شربها على مياه الآبار التى كان يحفرها المقتدرون والإنجليز داخل منازلهم، إضافة إلى آبار استثمارية تم حفرها لسد حاجة المواطنين من المياه مثل آبار كرياكو وبئر تبينة. وبعض الحفائر التى تمتلئ بالماه في فصل الخريف.
ومع بداية الأربعينيات ونتيجة للتوسع العمرانى والسكانى للمدينة، كان لا بد في التفكير في موارد أخرى للمياه تكفى حاجة السكان، فكانت فكرة إنشاء خزانات تسع مياه الأودية والخيران التى تضيع هدراً لعدم وجود ماعون لتخزينها، ومن ثم تم تكليف المستر هندرسون مدير مصلحة الأشغال آنذاك ومعه تيم من العاملين بالمصلحة انجليز وسودانيين لإجراء دراسة لقيام خزان، وتم إنشاء خزان بنو وود البغا جنوب الأبيض على بعد عدة كيلومترات، وخزان المديرية داخل الأبيض باعتباره خزاناً رئيسياً تجرى فيه عملية تصفية وفلترة المياه وضخها إلى الشبكة ا?داخلية للمدينة، بعد أن يتم تجميع المياه التى تدخله من خور المطار ومن خزان بنو وود البغا عبر خط ناقل من الأنابيب، وتبلغ سعة المياه التى ترد إليه حوالى 11 ألف متر مكعب من المياه.
ولم يكتف القائمون بتصميم الخزان بإنشاء ماعون يحتفظ بالمياه فقط، بل قاموا بزراعة الأشجار المختلفة حوله، مما جعل منه منتجعاً تتوسطه المياه وتحفه الأشجار من كل جانب التى يقترن حفيف أوراقها مع زقزقة العصافير والطيور من مختلف الأشكال والالوان، مشكلة لوحة بديعة من الجمال الطبيعى يعجز البيان عن وصفها، مما جعل الخزان مقصداً لطلاب النزهة والترويح عن النفس وقبلة لكل السكان والزوار رسميين كانوا او شعبيين.
ودرجت الحكومات التى تعاقبت على كردفان وحتى زمن قريب على الاهتمام بالخزان ونظافته. ولعل الفريق الفاتح بشارة كان من أكثر الحكام الذين أولوا الخزان عنايتهم واهتمامهم، وذلك عند توليه أمر الولاية حاكماً فى عهد مايو، فقام بإنشاء استراحة بكل منافعها داخل الخزان، لتوفير وسائل الراحة لزوار الولاية الذين غالباً ما يتم الاحتفال والاحتفاء بهم داخل الخزان، وقائمة زوار الخزان تضم رؤساء وسفراء وشعراء أجانب سجلوا زيارة للخزان للاستمتاع بالخضرة والماء والجو الطبيعى الخلاب. ومن الطرائف التى حدثت أثناء الاحتفال بالممثل الشهي? دريد لحام عندما أقامت له حكومة الولاية انذاك احتفالاً على شرفه، وتضمن البرنامج وجبة بنظام البوفيه المفتوح، وما أن انتهى آخر المدعوين الذين اصطفوا لتعبئة صحونهم بما لذ وطاب من الطعام، حتى تسللت مجموعة من المتشردين كانت تراقب ما يحدث من خلال سور الأشجار الكثيف الذى يحيط بالمكان وعينهم على الطعام الشهى الموضوع على بعد أمتار منهم، وتحركوا نحوه بنفس نظام الضيوف ولم يستطع أحد صدهم لسبب بسيط هو أن دريد لحام قد زار المدينة بصفته سفير النوايا الحسنة للأطفال، وبصفة خاصة أطفال الشوارع. ويحكى أن طلاب مدرسة خور طقت ق? هتفوا من داخل الخزان فى إحدى السنوات مطالبين بعودة الإنجليز من فرط أعجابهم بالمناظر الخلابة والبديعة التى شاهدوها عند زيارتهم للخزان، وقال العم حامد محمود وهو من الذين عاصروا فترة انشاء الخزان، بأنه شكل نقلة كبيرة فى مجال المياه الصالحة للشرب، واصبح علامة فارقة، وصار أحد معالم الأبيض التى لا تخطئها العين، وشكل وجدان الكثير من أهالى المدينة، حيث كان الخزان مرتع صبا الكثيرين، إضافة إلى اثره البيئى الكبير في تلطيف الجو وحجز الأتربة والغبار بفضل الاشجار العالية والكثيفة التى تحيط به وتمتد حوله إلى مسافات كبي?ة، مكونة بما يعرف بغابة المديرية التى يقصدها الشباب فى مجموعات يحملون النبال لصيد الطيور ونصب الشراك لها، إضافة إلى كونها مرعى خصباً للماشية من الأغنام والأبقار التى كان سكان المدينة يهتمون بتربيتها للاستفادة من ألبانها.
أما الآن فالخزان أصبح يعاني الإهمال، وقد مرت سنين دون أن تمتد له يد الإصلاح والنظافة السنوية، وتقلصت مساحة غابة المديرية من حوله، ولكن أشجاره الباسقة مازالت تقاوم الزمن وفعل الإنسان فى تحدٍ مثير، وكما يقولون فإن الأشجار تموت واقفة.
تجاوزوا حالة الانغلاق
النوبيون يمارسون حالة الانفتاح على الآخر
الخرطوم: هبة الله صلاح الدين
تعتبر القبائل النوبية من ابرز المجموعات السكانية والرئيسية في الخريطة الديموغرافية المكونة للسودان الحديث، وهم الاصل بين المجموعات السكانية، كما ان القبائل العربية الوافدة تصاهرت مع النوبيين، وكان نتيجة الاختلاط معظم القبائل العربية الموجود.
يقول الدكتور متوكل احمد امين في كتابه «النوبة التراث والانسان عبر القرون»: «اختلف البعض في اصل النوبة وحدود منطقتهم، ولو ان هناك ما يقرب الاجماع على ان النوبيين هم اولئك القوم الذين يسكنون بين الشلال الاول والرابع، او يعتقد ان هناك صلة قوية بينهم وبين المصريين، وذهب البعض الى ان المصريين جالية نوبية نزحت من الجنوب الى الشمال، ويسوقون الادلة، ومنها ان المصريين في عصر ما قبل التاريخ كانوا يدفنون موتاهم ورؤوسهم متجهة نحو موطنهم الاصلي في الجنوب، ويذهب فريق آخر الى القول بأن النوبيين اصلهم مصريون نزحوا من مصر ?لى الجنوب، ولعل وجود الآثار المصرية والآلهة والاهرامات معالم يستدلون بها على ذلك».
ويشير امين الى انه ورد من قبل في التوراة وفي الانجيل اسم «كوش»، ويقال ان كوش هذا هو جد النوبيين وأخ «مصرايم» جد المصريين، وكلاهم من حام بن نوح. ويقال ان كلمة نوبي مشتقة من الكلمة النوبية «نب» التي تعني «الذهب»، فقد عرفت بلاد النوبة بأنها مصدر للذهب منذ اقدم العصور. وقسم د. امين العنصر النوبي الى اربعة عناصر رئيسية وهم: الكنوز ويرجع اصل بني كنز الى قبيلة ربيعة التي استقرت جنوب اسوان حتى قيام السد العالي الذي ادى الى تهجيرهم مع بقية النوبيين المصريين الى كوم أمبو، والعنصر الثاني هم الفاديجا او الحلفاويون. وا?رابع المحس ثم الدناقلة.
وعرف اهل النوبة بالانغلاق على انفسهم وعدم الانفتاح على الآخر، وظلوا طيلة الحقب الماضية لا يتزاوجون الا فيما بينهم، ولا يتداخلون مع الآخرين في ترسيخ واضح لمفهوم القبلية الشديدة، فاهل النوبة يرون انهم اصحاب حضارة تمتد لسبعة آلاف سنة، فهم اصل الحضارة في السودان، لهذا غلب عليهم طابع الترفع عن الآخر من القبائل غير النوبية.. ولكن هل مازال ذلك السياج ضاربا قيوده على النوبيين؟ هل مازالوا يعيشون في عزلتهم ويرفضون كل ما هو غير نوبي؟ ام ان هناك بعض القبائل اقتحمت هذه العزلة وتمازجت مع غيرها؟
يقول حاج عبده سيد علي وهو من جزيرة صاي بارض المحس، ان هناك تمازجا وتصاهرا بقدر لا بأس به، وهناك في ارض النوبة دخلت مجموعة من القبائل مثل الشايقية والجعليين بغرض التجارة واستوطنوا مع النوبيين وتزوجوا منهم وامتلكوا بيوت ايضاً، ناهيك عن التداخل الذي حدث داخل العاصمة التي تتضاءل فيها القبلية بشكل كبير، فيما ذكرت حاجة سكينة هاشم انها رفضت تزويج ابنتها لاحد ابناء الجزيرة، مبينة انها ترفض فكرة مصاهرة غير النوبيين، لأنها لا تطمئن إلى ابنتها مع من اسمتهم بالغرباء اي غير الناطقين بالنوبية. وفي ذات السياق أبان أشرف خ?يل وهو من ابناء حلفا، انه يحرص على الاختلاط مع ابناء كل القبائل حتى يحدث تبادل ثقافي، مشيراً الى ان النوبيين ليسوا شعب الله المختار كما يظنون، انما عليهم قبول الآخر وتقييمه بناءً على فهمه ووعيه لا مصادرة حقه لمجرد انه غير نوبي؟ مبيناً ان اللغة النوبية ايضا آخذة في التلاشي خاصة بين الاجيال الجديدة التي تمردت عليها، وما تبقى منها عبارة عن مفردات نوبية مختلطة بأخرى عربية.
ذكريات حسن وهي من بنات دنقلا، اشارت الى ان الحس النوبي القديم الذي يبلغ حد العنصرية تراجع كثيرا، وحدث تغير كبير في النسيج الاجتماعي في السودان، فما عادت هناك ذات النظرة الاستعلائية لدى النوبيين، بل اصبحوا اكثر مرونة في التعاطي مع الآخر، وحدث انتشار واسع لمختلف قبائل السودان في مناطق النوبة، واردفت ذكريات قائلة: حتى رطانة الدناقلة ما عادت محتفظة بحضورها الكبير على السنة أهلها، بل هزمتها اللغة العربية، وظلت هناك بقايا مفردات فقط عند كبار السن الذين مازالوا محتفظين بها باعتبارها ثقافة تعبر عنهم وعن وجودهم.
ومن جانبه عزا فكري عبد الرحيم حالة التمازج بين الحلفاويين والقبائل الاخرى الى تهجيرهم من منطقة حلفا القديمة الى حلفا الجديدة التي يقطنها عدد من قبائل الشرق والشمال، وأشار فكري الى انه وعلى الرغم من ان الحلفاويين حاولوا الحفاظ على عنصرهم وسكنوا في قرى بعيدة من مركز المدينة، الا انه لا بد وان تفك هذه العزلة بفعل الحراك المجتمعي وحركة الابناء للدراسة والتوظيف.
سوق الجمال بالدامر
جمال الزينة والسباق تتصدر الطلبات
الدامر: الزين محمد المصطفى
مدينة الدامر من الناحية التاريخية بدأت قبل مئات السنين، وكانت تعرف بدور الابواب، ومع بدايات التأسيس بدأت القبائل تتجمع حول المدينة، ومع تكاثر القبائل نشأ سوق الدامرالشهير بسوق السبت، وسوق الجمال بالدامر المشهور في السودان وخارج السودان شهد نشاطا واسعا في البيع والشراء والتسويق. ونقف شاهداً على مدى الاقبال الذي يجده السوق من التاجر الوطنيين والاجانب.
وخارج السوق التقينا بالعم عبد الله احمد موسى ابو سيف تاجر جمال من قبيلة البشاريين داخل راكوبته وتحدث قائلا: نحن نربي وندرب الابل، وابل البشاريين فيها عقال شريريب وعقال قبيلة حمد عوراب، وللجمال وسم لكل قبيلة، ووسم البشاريين موجود بالسودان وخارج السودان، وجمال الزينة تمتاز بالسرعة والقوة والنحافة، ونقوم بتدريبها ولها اكل خاص وشرب خاص، ونهتم بها أكثر، ويأتي الينا التجار من السعودية ودول الامارات وقطر وجمهورية مصر العربية لشراء حرائر الابل السودانية.
وفي مدخل السوق داخل كشك التقينا بالدكتورة منى عبد الله والدكتور محمد سر الختم وسألناهما عن طبيبعة عملهما، فقالت الدكتورة منى عبد الله: المواشي تدخل السوق الساعة السابعة صباحا، ويقوم التيم العامل بالكشف عليها قبل الدخول الى السوق، والولاية خالية نسبيا من أمراض الحيوانات.
وداخل مكتب المحلية بالسوق التقينا بالموظف محمد احمد مختار الذي قال: الجمال التي تدخل السوق اكثر من خمسمائة جمل ذبيح، وتذهب الى ولاية كردفان الابيض، بارا، النهود والى جمهورية مصر العربية. وجمال السباق في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات وقطر، وهنالك اقبال كبير على شراء جمال السباق، والجمال تأتي الى سوق الدامر من مناطق ولاية البحر الاحمر درديب ومسمار ومن البطانة نهر عطبرة ومن منطقة شندي. وقال يوجد بالسوق سبعة عشر ضامنا، والضامن هو ضامن القبيلة في البيع والشراء، ومن اشهر الضامنين بسوق الدامر الشيخ ا?مد التقيل من قبيلة الفادنية، محمد عيد من الرشايدة، محمد اوهاج من الهدندوة، عمر حمدادي ضامن البطاحين، وعلى كرار من البشاريين.
وفي تجوالنا داخل السوق التقينا بالعم محمد بلة قاعونا صاحب جزارة بسوق الدامر، وقال: الجمال ذكرت في القرآن وهي سفينة الصحراء، ولها فوائد كثيرة، فلحمها طيب وفيه فائده غذائية، ولبن الابل علاج لعدد من الامراض، ومدينة الدامر تذبح الابل يومين في الاسبوع، ويوجد عليه اقبال من اهل الريف لأنهم يعلمون قيمته الغذائية.
وقال إن جمال الزينة «جمال السباق» تمتاز بالسرعة والنحافة وتجد اهتماماً من اصحابها بالاكل والشرب والتدريب.
الميس «ميدان السباق»: ويوجد بالدامر ميدان شرق السوق تقام به السباقات التي تجد اهتماماً كبيراً من اصحاب الابل والمواطنين والمسؤولين بالولاية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.