* وردت في بريد العمود رسالة بعنوان «خواطر منامية».. وبين اليقظة والأحلام حجابٌ ساتر .. وسأنقلها لكم لأن ناقل الكُفر ليس بكافر.. تقول الرسالة :- «في منزل «ب ا ر».. اجتمع الكبار .. لتدمير القطار.. آدم بشير محتار.. وعمر كمال حقَّار.. وعبد الله أبو مسار.. وحسن مولِّع نار.. وإبراهيم عمر جمال.. والناجح المغوار.. وغيرهم كبار وصغار.. وقالوا البلد إتقطَّعت.. والكرامة إتبهدلت.. وثورة الجماهير تنتظر الصفير.. ولكل سؤال إجابة.. والناس تعابة.. وكان غلبت أم غلَّابه .. فلان السُلاح من ليبيا جابا.. من المسدس للدبَّابه . وقلَّبُوا الحديث.. ومَرَقُوا الوساويس.. وشاهدوا الفيديو الحديث.. وهاجموا الرئيس.. وقالوا القِدِر فار.. من أمري إلي كجبار.. وجنوب جنوب سنار .. في البادية والجبال .. فكبَّرالمسكون.. بحديث ذي شجون.. وقال نكون أو لا نكون.. «فالثورة إنطلقت» فعارضهم «عبيد الله المسكين» فزجروه زجراً شين.. ثمَّ إنبرى المكروب أَخرجوا ما في القلوب.. وأملأوا الدروب.. حتى تقول الحكومة حي أووب.. فالوقت قد دنا.. والعيد ههنا .. يوم خمسة والعشرين.. أو نحو ذاك الحين.. هبوا إلى الترتيب.. قَبُل ما يشيلوكم بالعنقريب.. فالنصر آتٍ آت على أيدينا?. ونصر الله قريب فلن يَخَلِّينا.. فأنتفض الحضور.. وقبَّلوا المغرور.. وصاح كل زول «لا شرعية للمطلوب لدي الدولية».. «ما قصرنا في الأوطان طلبنا الخائن الوَهْمان».. «حقوقنا نجيبا خزنه وخوسه رأس «صاحبنا» نمشي نَدُوسا» ولما شبعوا من ترديد الشعار .. إنفض السمَّار .. والفجر يوشك على الإنتشار. وقبل الختام عرضوا قوائم.. لقادة وسوائم.. وأجهزة وعربات... ومدافع وكلاشات. وسمعت أصوات بُم بُم.. فإنتبهت من النوم.. وقلت بسم الله يا قيوم .. من هذا العنيد الشوم.. ومن طائر النحس البوم.. خير وزين والصلاة على النبي الحنين. فسمعت?خفق نعال .. فقلت للطارق تعال.. لتفسر ليَّ المآل.. فقال ما بطَّال . وبدأت في سرد الهِناي.. حتى برد الشاي.. وزولي يتلفت جاي وجاي.. زي سايق البوباي.. فسألني معاك زول؟.. لأنه الحكاية فيها قول على قول.. ما تودينا في داهية.. فقلت له إطمئن من هذه الناحية.. القصة الحكيتها ليك شفتها في المنام .. وحسّيت معاها بوجع الكبده وأب دمَّام.. أديني تفسيرها قَوَّام قَوَّام.. قُبَّال ما تدخلنا في حته ده حلال وده حرام. * شفط الرجل جرعة من الشاي البارد.. وقال لي بذهن شارد.. الحكاية دي فيها صادر ووارد.. وطريد ومطارد.. وقايم وقاعد.. في ذُمتك دي.. هل كنت في منامك سادر.. أم قريت قبل ما تنوم «محاضر».. حلمك ده مكتوب في دفاتر.. ومنقول بالمساطر.. إنت لازم يكون عندك مصادر!! ما ممكن تشوف في الحلم الأسماء.. من الألف إلي الياء.. ما فضل ليك إلَّا تقول لي ود الكنزي والمنصوري.. وود المليح ونوري.. والساكنين في كافوري.. وود الكاشف وود الشامي.. وود كردفان وفلان وعلَّان.. وتذكر لي أسماء القيادات.. وتفاصيل المحليات.. وعدد المنسقيات.. وأنو?ع الإتصالات.. والأسلحة والمتحركات .. والإسناد والمخابرات.. وتقييم الإحتياجات.. وحركة التاتشرات.. والعدل والمساواة.. ومناظير الرؤية الليلية.. والجلسات الإيمانية.. والمرأة الرومانية.. والتعلُّق «بالثريا» واليوناميس واليوناميد.. البتقرب البعيد.. وتستبدل القديم بالجديد.. الله يكفي شرَّك ياوليد.. شاهيك طاير.. يا أب دماً فاير.. أنا أبو وليدات.. ماعندي فهم في السياسة والمؤامرات.. ودعتك الله.. أنا ناجع من دي الحِله.. مسكت فيهو قائلاً يازول قول بسم الله .. أقعد أشرب الشاهي.. وقالوا العارض في المنام.. عقرب ودبيب.. و?ي كلها هضاريب. * من المفروض إن الرؤي والأحلام.. هي إنعكاس للعقل الباطن.. وفي الأحلام كثير من الأضغاث وبعض الحقائق والوقائع.. والرؤية الحقة هي رؤية الأنبياء.. أو أن يري أحدنا النبي في منامه لقوله صلي الله عليه وسلم «من رَآني في منامه فأنما رآني لأن الشيطان لا يتمثل بي» وفي ما عدا ذلك ففيها تأويل كثير يخطئ ويصيب.. لكن كاتب هذه الرسالة لا بد إنه مستغرق في أوهام تسندها عقلية المؤامرة.. وإما إنه مطَّلع بشكل أو بآخر على ما يحاك ضد بلادنا من دسائس. «نعوذ بالله من الخبث والخبائث».. لكن أعجبني السجع.. وأطربتني المقامات والخلط ?ين العامية والفصحي فرأيت أن أنشرها علي السادة القراء فهذا «الحلمان» يمتلك ناصية البيان. ويمارس الرمزية حيناً.. ويكاد أحياناً أن يقول «غلوطية» من شاكلة «حاجة عندها أربعة كرعين وبيضبحوها في الضحية وبتقول باااع وأول حرف من اسمها خروف!. دي شنو؟ * تسامر قاضي المدينة مع أميرها فلما لعبت بنت الحان بالرؤوس قال الأمير.. وكانا يتباريان في السجع : أيها القاضي بِقُمْ قد عزلناك فَقُمْ فقام القاضي يتخبط في مشيته وهو ينفض رداءه ويقول :- «والله ما عزلني إلا السجع!!» ويبدو ان السجع لازم كاتب الرساله فاسترسل تبعاً لذلك. والله يكضِّب الشينه. وهذا هو المفروض